أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الظاهر - رسالة لبشار الأسد















المزيد.....

رسالة لبشار الأسد


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى السيد بشّار
( رسالة مفتوحة للرئيس بشّار الأسد )
أشاهد ما تبثه الفضائيات وما تتناقله وسائل الأعلام الأخرى وما يُحاك من مؤامرات خبيثة ضد سوريا رأس الحربة فيها دويلة قطر وما أدراك ما قطر وما حمد بن جاسم الحَلَقي والقُطَري ! إنه جوكر اللعب المشبوه الخبيث الذي يُقال عنه إنه ماسونيٌّ وصهيونيٌّ بالتطوّع.
وضع سوريا اليوم هو لا ريبَ وضعٌ مأساوي يُشجي أنصار التصدي للعدوان الإسرائيلي ـ الأمريكي والمتحالفين مع المثلث المقاوم المكوّن من سوريا ـ أيران ـ حزب الله في جنوب لبنان. سوريا اليوم ممزّقة ومُثخنة بالجراح وعرضة لمؤامرات بعض بلدان الجوار ثم قطر وسعودية المماليك المشطوحين بأموال نفط جزيرة محمدٍ والعرب. نعم ، لم تحرروا هضبة الجولان السورية وذلك أمر مفهوم لأنه أكبر من طاقات وإمكانات سوريا وسوريا لوحدها ليست بقادرة على إنجاز هذه المهمة الصعبة. خسرت سوريا الجولان وحيدةً لكنها لن تسترجعها لوحدها فأين قطر والسعودية وأين أموال السعودية وقطر وأين همّة باقي العرب؟
سوريا اليوم مُمزّقة وسوريا مُثخنة بالجروح والندوب لذا أسمح لنفسي بتوجيه بعض الأسئلة للسيد الأسد :
ماذا بوسعك أنْ تفعل لو هاجمتك إسرائيل [ لا أتكلم عن تركيا ] ودفعت بقواتها البريّة وهددت العاصمة دمشق أو إجتاحتها ؟ ظهرك مكشوف ودفاعك ضعيف لأنك وهذا الدفاع مشغولون بالقتال الداخلي ولا تعرفون كيف تضعون حدّاً لنزف الدم وإيقاف الإنشقاقات في صفوف الجيش وتهدئة مظاهرات الإحتجاج اليومية التي تجتاح معظم أرجاء الجمهورية السورية . لا أطلب منك الأخذ بمبادرات حمد الجاسم وغير حَمَدٍ من الجاحدين والمنشقين المنحازين لأمريكا وإسرائيل إنما أقترح ما يلي :
1ـ مناصفة السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية مع تشكيلات المعارضة بعد الجلوس معها إلى طاولة الحوارات البنّاءة البعيدة عن وهم الإحساس بالقوة والتعالي على الناس من غير البعثيين ثم ملكية حق إحتكار وتوريث السلطة ولا أحدَ يدري من أين أتاكم هذا الحق؟ سبقكم صدام حسين إلى ذلك وها هي مأساة العراق ماثلة أمامكم للعَيان والسعيدُ مَنْ إتعظ بغيره .
2 ـ إذا قبلتم وقبلت المعارضة بهذا المقترح تعلنون عن الشروع بإنتخابات مجلس نواب الشعب بإشراف عربي ودولي وقضائي لضمان نزاهة هذه الإنتخابات على أنْ يكون نظام الحكم برلمانياً لا رئاسياً فلقد بشمنا من دكتاتورية الحكام الرئاسيين وآن الأوان لأن تعلو سطوة البرلمان ويعلو من خلاله صوت الشعب لا الحزب الأوحد المتسلط لأجيال وعقود.
3 ـ يُشرع البرلمان هذا دستورا جديداً يجري بموجبه إنتخاب رئيس الجمهورية ويحدد صلاحياته وصلاحيات رئيس الوزراء المنتخب من قبل هذا البرلمان.
4 ـ لا إحتكار للسلطة ولا حزباً واحداً يتحكم برقاب العباد بل تداول سلمي لكافة السلطات. لا أدخل بالتفصيلات المعروفة التي ترافق التحولات الجذرية في تأريخ كل الشعوب وأمامنا تجربة مصر التي تم تشويهها وحرفها عن الخط الثوري والنتيجة هي إختفاء مبارك تحت نظّارات سود منبطحاً على قفاه ليستدر عطف الناس وهو ذاك الجبّار الخبيث اللعين الذي قدّم مصراً هدية شبه مجانية لإسرائيل وأمريكا . لم يختفِ مبارك لكنه تخفّى وبقيت أغلب أجهزته السابقة كما هي لا سيما الإعلام والقضاء وقادة المجلس العسكري الأعلى برئاسة طنطاوي حسني مبارك !
لا تحتكروا الدولة والسلطة يا بشّار ويا باقي حكام العرب وخاصة حكام السعودية والإمارت
وقطر والبحرين ( ميني مملكة بحجم طابع بريد ! ) وعُمان والكويت . خذوا الأسوة والعِبرة مما جرى في تونس ومصر واليمن. إذا لم تغيّروا ما بأنفسكم فلسوف يجتاحكم خريف غاضب لا ربيع دافئ بنفسجي اللون . تجاوزتم الحدود وطفح الكيل فتداركوا أمركم وأمركم ليس شورى بينكم.
أعود للسيد بشّار فأقول : تدبّر أمرك يا ريس فالعاصفة حولكم كبيرة هوجاء وإذا اقتلعتكم فستواجه إيران وحزب الله في لبنان عين هذا الخطر والويل يومئذٍ للعرب الباقية حيث سيصبح العرب توابع وخدماً لإسرائيل وأمريكا يحكمهم حمد بن جاسم ومن لفَّ لفّه ممن تعرفون وأعرف.
قلت لك يا سيد بشّار هذا الكلام ناصحاً لأني مَدين لسوريا بتبنيها للمعارضة العراقية زمان حكم البعث العراقي وصدام حسين. كلنا مدينون لسوريا ونحفظ لها الوعد والعهد رداً لبعض جميلها . كان رئيس جمهورية العراق السيد جلال حسيب الطالباني يحمل جواز سفرٍ سوريٍّ دبلوماسياً وكان رئيس الوزراء الحالي مقيماً بسوريا أيام الكفاح لإسقاط صدام وحزبه وبعثه وكان وكانَ مَنْ كان من العراقيين من ضيوف سوريا ودمشق والسيدة زينب.
يا بشّار : أكلّمك بصفتّكَ إنساناً وشابّاً وطبيباً وسوريّا أصيلاً أكنتَ علوياً أو غير علوي ... قلعةُ حلبٍ سيفِ الدولة الحمداني وشاعرهِ الكوفي العراقي أبي الطيّب المتنبي تهتزُّ اليومَ يا بشّار فافتحْ عينيك وأنت حكيم عيون. سوريا من درعا حتى جسر الشغور تهتز من أثر زلزالٍ مُدمّر يا بشّار فبعض الناس تحت الأنقاض والبعض الآخرتحت الثرى أو في غياهب السجون فهل يُرضيك ما ترى وهل يُغنيك البعث وإيدولوجية البعث عن الشعب السوري والشارع السوري وتطلعاته نحو التعددية وحرية التعبير ومحو الفوارق بين البعثي الحزبي وغير البعثي فالناس قد ولدتهم أمهاتم أحراراً ليس فيهم بعثيٌّ أو شيوعيٌّ أو قوميٌّ أو لبراليٌّ أو مسلمٌ مٌسيّس . فكّوا الحصارَ عن الشعب السوري ودعوه يمارس ما يشاء من حريات التعبير والتظاهر ففي الحرية بلسمٌ وشفاءُ ومُتنَفسٌ ودواء وعلاج. أنتم لا شكَّ مخلصون لسوريا ولكنكم لستم وحدكم الحريصين. لا تتوهموا أنكم وحدكم الحريصون فالوطنية كالهواء المُشاع والوطنية إجتهادٌ فعقيدةٌ فإلتزام يا سيادة الرئيس.
لستَ الإسكندر المقدوني ولستُ أرسطوطاليس. لا أنت ذاك ولا هذا أنا. أنا رجلٌ من عامّة الناس من سواد العراق يُقلقني وضعُ سوريا اليوم ويؤلمني حدَّ المرض فماذا عساكم فاعلين بسوريا وبي وببقية محبّي سوريا الشعب والأرض والتأريخ؟
لستَ بن علي ولا حسني مبارك ولا علي عبد صالح المحروق الهارب ... لكنك مثلهم رئيس جمهوية وزعيم حزبٍ تقف فوق بركان وزلزال من درجة 10 ريختر فتدبّر أمرك يا بشّار واعترف بحقيقة ما يجري فوق أرض جمهوريتك . إعترف بالمعارضة وقاسمها السلطة واتخاذ القرار الجسور وأوقف حمامات القتل والدمار فبعض الجهات المعادية تُسرّب الصور وتلفّق الأخبار ويسوّقها المشبوه المكروه الذي لا يعرف الحمد جاسم أو مفرّق وقاسم العرب حموّ أميرة إمارات وغابات الموز في أمريكا اللاتينية!
سوريا قفي. سوريا قاومي بشعبك البعثي والمعارض. سوريا ظلي سقفاً وملجأً للعرب الهاربين من ظلم حكّامهم. لا أطالبك بتحرير الجولان بل بتحرير نفسك من المأزق الذي أنتِ فيه. ردّي سهامهم إلى نحورهم فهم أعداءٌ لسوريا ولكل العرب. هم خدمٌ وماسحو أحذية لإسرائيل وأمريكا.



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنتُ في بغداد / الحلقة التاسعة
- ما لاقيتُ في دوائر بغداد الحكومية
- مع رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ / قراءة أخرى مخالفة
- ذاكرة مدينة منقرضة، رواية لزهدي خورشيد الداوودي
- ثلاثون عاماً
- مع الشاعر سامي العامري
- مع سلام إبراهيم في روايته الأخيرة - الحياة ... لحظة -
- مقابلة مع مُرشّحة البرلمان العراقي قرطبة عدنان الظاهر
- حول الدايالكتيك الإلهي وقضايا أخرى
- للثامن من آذار / يوم المرأة العالمي
- بأيِّ ذنبٍ قُتلتْ ؟ شهداء الحلة في إنقلاب شباط 1963
- إنقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الدموي
- على جفن البنفسج / نصوص للسيدة نبال شمس
- حول دوائر أحزان القاسمي والناقد السوري
- باعتني بنقودي لصديقتها وقراءة لرواية سلام إبراهيم الجديدة : ...
- حول مقال نادين البدير
- مزمار ومقهى دينا سليم
- تعقيبات على كتاب عن تأريخ الحلة لنصف قرن من الزمان
- رواية الأرسي لسلام إبراهيم
- ماركسيست ستالينيست أمريكانيستو


المزيد.....




- معارضون خارج المملكة ينظمون مؤتمر -البحث عن الديمقراطية في ا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنى في مستوطنة شتولا شمال ...
- الشورة.. والمصالحة الصعبة
- سويسرا تنظم مؤتمر -السلام في أوكرانيا- وروسيا تقلل من جدواه ...
- فون دير لاين تدعو لاستئناف حل الدولتين
- تجديد واسع في قيادات الجيش الإسرائيلي على خلفية الانتقادات ا ...
- تونس.. إحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة في الإرها ...
- الخارجية الأمريكية تكشف عن مطلبين سعوديين قبل تطبيع علاقاتها ...
- بزعم معاداة السامية.. قمع أمريكي لاحتجاجات طلابية تدعم غزة ب ...
- أردوغان: نواجه ضغوطا من الصهيونية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الظاهر - رسالة لبشار الأسد