أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إبراهيم المغربي - بصدد افتراءات -الأماميون الثوريون-















المزيد.....

بصدد افتراءات -الأماميون الثوريون-


إبراهيم المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 00:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



"الانحطاط، فساد المعنويات، الانشقاق، التشتت، الارتداد، العهر عوضا عن السياسة" المجلد 41 ص10

بهذه الكلمات وصف لينين ذات مرة الوضع وسط الحركة الشيوعية بروسيا سنوات 1906-1907، ونحن لا نجد كلمات أكثر منها تعبيرا لوصف واقع الحركة الشيوعية ببلادنا في المرحلة الأخيرة.
فبالرغم من المجهودات التي بدلها العديد من المناضلات و المناضلين و بعض التيارات للدفع بسيرورة تطوير الحشم نحو الأمام، لازالت الوقائع تؤكد يوما بعد آخر الحالة المزرية التي تعرفها الحركة، وقائع تؤكد بالملموس أننا لازلنا أمام حالة ووضع جد متسخ ووسط جو من الاحتقان يعمق الجراح و يقوي التشتت و المشاحنات الغير مبدئية مهما حاول البعض إخفائها تحت ستار "أخلاقي"، إن الوقائع الملموسة، و ليست الأحلام الرومنسية البلهاء، لازالت تؤكد طبيعة التربية المتعفنة السائدة وسط الحركة، وقائع تؤكد من جديد و مرة أخرى على صحة ما قلناه منذ أزيد من 8 سنوات : لكي نبني يجب تنقية التربة أولا و لكي ننقي هذه التربة بالذات لا بديل عن إنضاج الصراع الفكري و السياسي وسط الحشم، لا بديل عن إبراز و كشف حقيقة هذا و مضمون ذاك، لا بديل عن خوض صراع واع و جدي و مسؤول ضد كل الأفكار و الممارسات الإنتهازية كيفما كان لونها و رائحتها و كيفما كان مصدرها.
إننا لازلنا مقتنعين بل إن وقائع الحياة لا تزيدنا سوى إقتناعا بضرورة و أهمية الوضوح الفكري و السياسي لأنه الحل و المدخل الأول و الأساسي للتقدم في رسم الحدود بين الخط الثوري و الخطوط الإنتهازية و لأنه المدخل الأول و الأساسي لبناء بديل حقيقي يعيد الثقة في العمل الثوري و في مشروع الطبقة العاملة.
كثيرون هم من يرددون كالببغاء وصية الرفيق لينين "لا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية" لكنهم لا يفهمون من النظرية الثورية سوى جملة من المقولات و الصيغ المحفوظة عن ظهر قلب، غير أن النظرية الثورية بالنسبة لنا هي الإجابة عن معضلات الثورة المغربية و عن إشكالات الحركة الشيوعية من منطلق مصلحة الطبقة العاملة و الجماهير الكادحة.
إن مظهر هذا الخط الذي آمنا به و رسخناه على طول تجربتنا المتواضعة، لسنا مستعدين للتخلي عنه مهما تكالبت الانتهازية ضدنا و مهما بلغ هجومها المتسخ و اللامبدئي ضد مناضلاتنا و مناضلينا، إن هذا الخط هو سر صمود رفاقنا و رفيقاتنا و هو مفتاح قناعاتنا و تشبثنا بما استشهد من أجله سعيدة و زروال و رحال و الكاديري... و غيرهم من أبناء شعبنا.
لقد مرت سنوات عديدة و نحن في قلب المعركة نقاتل و نصمد لأن إيماننا العميق بأن الخط الثوري لا يبنى خارج الصراع ضد الأعداء و الخصوم، بل في خضم هذا الصراع يبرز و يتطور و يتقدم، عبر هذا الصراع نقوم أفكارنا و ممارساتنا، نستفيد من أخطائنا و من هزائمنا لكي نبني بديلا حقيقيا نتجاوز به و من خلاله ما خلفته سنوات طويلة جدا من سيادة الانتهازية على الحركة و ما أفرزته من ضبابية فكرية و بلبلة و تفسخ نظري.
كيف يمكن أن نبني بديلا ثوريا حقيقيا دون الصراع ضد هذه البلبلة الفكرية و ضد هذا التفسخ النظري، كيف يمكن أن نجسد ممارسة ثورية حقيقية في ظل غياب نضال فكري مسؤول و جدي يتجه نحو الإجابة على معضلات الصراع الطبقي ببلادنا و انتزاع ثقة الجماهير في مشروعها الثوري.
على هذه الجبهة يتحدد اليوم الثوري الحقيقي مع من يدعي "الثورية" على هذه الجبهة ترسم الحدود بين المناضلات الحقيقيات و المناضلين الحقيقيين و بين المخربين و التصفويين.
لن نسمح أو نتسامح مع أولائك الذين يريدون بملء ارادتهم تشويه الصراع الفكري و السياسي أو إخفائه كما يفعل اليوم با يسمى "بالأماميون الثوريون" الذين دفعهم العجز عن الصراع الفكري و السياسي إلى محاولة النيل من مصداقية المناضلات و المناضلين المخلصين لقضايا شعبنا.
لقد أصيبوا بالشيخوخة حتى قبل ميلادهم، أولئك السادة الذين تربو ا في أحضان الشرعية بعيدا عن الثوريات و الثوريين و ساهموا (بوعي أو بدونه) في تصفية تجربة "إلى الأمام" هاهم اليوم عائدون ليكملوا ما لم ينجحوا فيه على طول السنوات الفارطة وهم داخل حزب شرعي، اليوم و هم يتمسحون بتجربة "إلى الأمام" و يدعون الثورية لا يكفون عن نقل الأمراض البرجوازية المترسبة من داخلهم وسط جيل جديد من المناضلات و المناضلين.
فعوض أن يكون للمرء الجرأة و الشجاعة لتقديم نقد ذاتي على المساهمة في تصفية تجربة "إلى الأمام" و محاربة الثوريين و الثوريات طيلة أزيد من سنة، عوضا عن ذلك كله هاهم اليوم يوجهون أسلحتهم القدرة ضد المناضلات و المناضلين الحقيقيين الذين أثبتوا بالتجربة الحية على صمودهم و تضحياتهم و حبهم لهذا الوطن و صيانتهم لدماء الشهداء.
و لنستحظر التاريخ، ففي الوقت الذي كان الثوريون يناضلون ضد المواقف اليمينية التي صاغتها "إلى الأمام" نهاية السبعينات و الثمانينات كان هؤلاء السادة يخططون لتدمير تلك التجربة ووأدها في مهدها، هل نسي هؤلاء السادة ما فعلوه إبان تخليد ذكرى الشهيدين بلهواري و الدريدي؟ هل نسي هؤلاء السادة ما فعلوه لتصفية النهج الديمقراطي القاعدي الذي أعلن الطلاق عنهم و عن مواقفهم اليمينية؟؟ هل نسي هؤلاء السادة كيف"ناضلوا" ضد كل تجربة كانت تبرز خارج حزبهم الشرعي؟ هل نسي هؤلاء السادة كيف ساهموا في محاولة احتواء الثوريين في حزبهم الشرعي إبان مسلسل التجميع؟ هل نسي هؤلاء السادة مسؤولياتهم في بناء حزب شرعي شوه تجربة الحملم و صفى تجربة "إلى الأمام" بأكملها؟ هل نسي هؤلاء السادة مسئولياتهم في تشويه الماركسية عن طريق الحزب الذي انسحبوا منه؟ و كيف ساهموا في تحريف وعي عدد كبير من المناضلات و المناضلين و دفعهم للالتحاق بحزبهم الشرعي؟ هل نسي هؤلاء الكرام مسؤولياتهم في تكريس خطاب حزبهم الشرعي و خططه الانتهازية داخل الحركة الجماهيرية؟ أم أن هذا الحزب لم يصبح إنتهازيا إلا بعد أن انسحبوا منه؟ هل نسي هؤلاء السادة محاولاتهم للدفاع عن خط حزبهم الشرعي و مساهماتهم في إخفاء حقيقته و مساهمتهم في تشويه تجربة الحملم؟
لماذا لم ينشر هؤلاء السادة وثائق منظمة "إلى الأمام"عندما كان الصراع قويا ضد الإنتهازية و التحريفية إبان التهيئ لتأسيس حزب شرعي بداية التسعينات؟ ألم تكن في حوزتهم هذه الوثائق، لماذا لم ينشروها قبل هذا التاريخ عندما كانوا داخل حزبهم الشرعي؟
أليست هذه محاولة لإستغلال هذه الوثائق التاريخية لكسب شرعية "ثورية" مفقودة بالتاريخ و بالتجربة الحية الملموسة؟ أليست هذه المحاولة تدخل في إطار الإبتزاز السياسي؟
ألم يكن من الأجدر نشرها قبل عشرات السنين إذا كان بالفعل كما يقول اليوم هؤلاء السادة انهم ناضلوا ضد الإنتهازية؟
لكن كما قال لينين ذات مرة"لو ان البديهيات تقف امام مصالح الناس لسعو بكل تأكيد إلى دحضها "
إن من يعتقدون أن إمتلاكهم لبضع وثائق قديمة لمنظمة ثورية ساهموا في إقبارها قد يجعلهم ثوارا، فهم ليسو بلهاء و فقط بل إنتهازيون حتى النخاع.
فعوض أن يتجرؤوا على تقديم نقد ذاتي جدي و مسؤول على مساهمتهم في تدعيم الإنتهازية و محاربة كل تجربة ثورية، هاهم اليوم يحاولون ما فشلوا فيه و هم داخل حزبهم الشرعي: إحتواء المناضلات و المناضلين و تشويه وعيهم و تربيتهم على كل ماهو سيئ و قبيح و منحط.
فمن إغتصب من؟
هل إدعاؤكم الكاذب على أحد المناضلين (الذي لا ننفي عنه بعض أخطائه) أم حقيقة تاريخكم في محاربة الثوريين و تدعيم الإنتهازية وسط الحركة الشيوعية و الحركة الجماهيرية؟
من اغتصب من؟
هل إدعاؤكم الخبيث بالاغتصاب في حق احد المناضلين أم حقيقة اغتصابكم انتم لدماء الشهداء دماء سعيدة و زروال و رحال و غيرهم...؟
هؤلاء السادة يحاولون المساهمة في توحيد الثوريات و الثوريين، أبهذه الأساليب القدرة تبنى الوحدة؟ ربما، لكن ما هو اكيد أنها لن تكون وحدة الثوريات و الثوريين و التــــاريخ بيننا.

إبراهيم المغربي



#إبراهيم_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الهجوم على مجموعة -الهوتي-
- دروس انتفاضة مراكش 2008


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إبراهيم المغربي - بصدد افتراءات -الأماميون الثوريون-