أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - ينابيع الشهادة العراقية مسرحيا















المزيد.....

ينابيع الشهادة العراقية مسرحيا


محمد حسين حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 13:50
المحور: الادب والفن
    



تواصل جمهور المسرح في محافظة بابل العراقية ولمدة ثلاثة ايام مع فعاليات (مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الاول) الذي اقامته نقابة الفنانين في بابل للمدة من 18 – 20 / كانون الثاني 2012م والمتضمن سبعة عروض مسرحية ومعرض تشكيلي ومحور للبحوث والدراسات المسرحية فضلا عن الجلسات النقدية اليومية وصولا لحفل ختام المهرجان وفرز الافضل من الاعمال والفنانين المشاركين .
لم يقتصر مفهوم (الشهادة) التي تناولته عروض المهرجان المسرحية على شخصية تاريخية واحدة لكن الابرز كانت شخصية الامام الحسين عليه السلام وواقعة الطف الشهيرة بوصفها ابرز حدث تاريخي ماساوي وجد له المقاربة الدرامية المتجانسة مع تسلسلات البناء الدرامي المتداولة , ولان هذه الواقعة التاريخية قد تم استثمارها , لا من قبل الكاتب المسرحي حسب , بل نجدها استثمرت في اللوحة التشكيلية والفلم السينمي والادب الروائي والقصصي وقبل ذلك في القصيدة الشعرية القديمة والحديثة , لكن وبرغم المدة التي تجاوزت المائة عام على دخول الفن المسرحي عالمنا العربي لكن لا نقبض الا على عدد قليل جدا من المسرحيات العربية التي استثمرت واقعة الطف دراميا لا تتجاوز العشرين مسرحية فقط وهذا لا يتناسب ابدا مع عمر الواقعة الذي تجاوز الالف واربعمائة سنة تقريبا . هذا جزء من محطات بحثية اخرى تناولها المشاركين في المحور البحثي وهم : الناقد (د. ياسر البراك) في ورقته ( مسرحة عاشوراء بين النظري والتطبيقي ) والناقد (د. محمد حسين حبيب) في ورقته الموسومة ( تاملات في الذاكرة النصية ) وورقة الناقد (عبد علي حسن) بعنوان (التعازي بين الشعائرية والتمسرح) ادار الجلسة الفنان (غالب العميدي).
اولى هذه المسرحيات التي قدمت في هذا المهرجان عنوانها ( رسل الشهادة ) تاليف واخراج الفنان ( زهير المطيري ) وقد سعى العرض الى ايجاد وشائج علاقة ما بين ساعي بريد حياتنا المعاصرة و ساعي بريد استحضره من التاريخ وهو ( سليمان رسول الحسين ع ) الى ولاية البصرة , ولقد نجح العرض في المقارنة بين الشخصيتين وما تعرضتا له من التعذيب والقهر والاستلاب نتيجة مواقفهما الثابتة والمستندة الى العقيدة والايمان ولذا اتت نهايتهما واحدة وهي الموت او الشهادة في سبيل الموقف والدين ورفع راية الحق عاليا . و المسرحية الثانية ( يا ابا صالح ) اعداد واخراج الفنان ( رحيم مهدي ) تقديم مديرية النشاط المدرسي بابل , فقد تميزت بقدرتها التعبيرية ادائيا وتوظيف المجموعة لهدف موحد ومتجانس وجلهم من الشباب الذي يدشن خشبة المسرح للمرة الاولى فضلا عن ان المخرج قد قسم فضاء عرضه الى مستويات جغرافية كانت السبب وراء تصعيده الجمالي بتوافق الملفوظات الحوارية مع المنظومة الضوئية والسمعية مبرزا كفتا الصراع ومعلنا صبر المنتظرين وفوزهم المستقبلي بمنقذهم ولو بعد حين .
اما المسرحية الثالثة فكانت مسرحية صامته بعنوان ( يد الحق ) فكرة واخراج الفنان الشاب (فرزدق صبري) والتي اعتمدت على التعبير الايمائي ولغة الجسد في بث المدلولات المحملة بالمعاني الذي ارادها العرض بمصاحبة المؤثر الصوتي والموسيقي وتفعيل لغة الضوء والقطع المنظرية الى جانب ملحقات اكسسوارية بسيطة سعت الى بوحها الدلالي باللون مرة وبالتوظيف الحركي مرة اخرى كاشفة لنا الصراع عبر متناقضات اللون والزي المسرحي .
رابع مسرحية هي ( مسلم بن عقيل ) تاليف تومان غازي و اخراج بشير الحجي تقديم كلية الفنون الجميلة جامعة بابل العراقية , ولقد حاولت الكشف عن جهادية بن عقيل رسول الحسين ع الى الكوفة وما تعرض له من مجابهات صارمة وقاسية اودت الى استشهاده ايضا .. وجاءت المسرحية الخامسة بعنوان ( الحسين والمسد ) اعدها واخرجها الفنان ( ثائر هادي جباره ) مستندا في مصادر اعداده على القصيدة الشعرية والمقولات الماثورة والاخبار الصحفية المفعمة بالحدث اليومي الماساوي العراقي كالانفجارات الارهابية وموت الابرياء والجثث المحروقة التي تحمل على عربات الباعة المتجولين .. ولقد كشف فضاء العرض عن مجموعة جدران متداخلة يتراقص بينها بهلوان ساخر ولعوب وكانه يمتلك مفاتيح وخبايا كل هذا الخراب والدمار والقبح اليومي الذي اكل الاخضر من اعمارنا , والاخضر من احلامنا , وسياكل لاحقا الاخضر المتبقي في حدقات عيون اطفالنا ... طالما تتوسطنا (الازدواجية) بسخفها وابتذالها التي من شانه توسعة الشعور بالاحباط المضني والالم الابدي .. نجح العرض في كل هذا البوح .
وجاءت المسرحية السادسة ( طريق الخلود ) تاليف واخراج ( محمد اياد عبد الزهرة ) لمنتدى شباب الحلة .. مثلت التناول المغاير في التعامل الدرامي مع الحدث التاريخي الاصل , فوجد المؤلف الواعد مدخلا توليفيا لشخصيات تعاني لوثات عقلية بسبب جرمها التي اقترفته كالشمر ويزيد ومعاوية حين عمدوا – بحسب العرض – الى الاتفاق على قتل الحسين واهله واصحابه وسبي نسائه , الامر الذي افترضه المؤلف هنا انهم يعانون هلوسات جنونية قادتهم الى هلاك مروع . فيما جاء العرض السابع والختامي بعنوان ( حكاية لن تموت ) تاليف (منور ناهض الخياط ) اخراج الفنان ( مهند ناهذ الخياط ) تقديم نقابة الفنانين بابل , ليضعنا امام مغايرة اخرى حين عمد العرض الى تشظية شخصية ( الحر الرياحي ) المعروفة تاريخيا لتظهر لنا هنا بصور متعددة مثل : (الحر السجين) و (الحر بولص) والحر الاصل وجميعهم تحت طائلة التعذيب والاستلاب والاستجواب من قبل ( ضابط امن ) متشظي هو الاخر وهو يحاكم الحر بتعدد اسمائه , فالصراع يبدو مستمرا من اجل ان يكون احدنا ( حرا ) بكل ما تحمل هذه (الكلمة / الاسم) من معنى .
وتخلل هذه العروض المسرحية جلسات نقدية اسهم فيها عدد من نقاد وفناني المسرح العراقي المعروفين وهم : (د. باسم الاعسم) و (د. مظفر الطيب) و (سعد عزيز عبد الصاحب ) و(كاظم النصار) و (د. جبار خماط ) و (جبار محيبس ) .
وفي الختام اعلنت اللجنة التحكيمية جوائز المهرجان هي : افضل نص للفنان زهير المطيري عن تاليفه مسرحية ( رسل الشهادة ) وافضل مخرج مناصفة ما بين : الفنان ثائر هادي جباره و الفنان رحيم مهدي , وافضل ممثل لدور رئيس للفنان الشاب ( علي الشجيري ) عن دوره ضابط امن في مسرحية ( حكاية لن تموت ) وافضل ممثل لدور ثانوي مناصفة ما بين : الفنان الشاب (يوسف السياف) و الفنان الشاب (علي محمد عبيد) وافضل ممثلة للفنانة الواعدة (رشا دهش) فيما ذهبت جائزة افضل اضاءة للفنان ( سراج منير) وافضل مؤثرات صوتية للفنان (ذوالفقار المطيري) وجائزة افضل عمل متكامل في المهرجان لمسرحية ( الحق لن يموت ) تاليف منور ناهض الخياط واخراج مهند ناهذ الخياط تقديم نقابة الفنانين فرع بابل .



#محمد_حسين_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة بابل ودورها في تفعيل الوعي بالثقافة الرقمية
- مراكزنا المسرحية : بكم يمتد عمرنا المسرحي
- مسرحية (الحسين الآن)رؤية درامية مغايرة
- الشخصية الازدواجية من علل جامعاتنا العراقية


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - ينابيع الشهادة العراقية مسرحيا