أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - مسرحية (الحسين الآن)رؤية درامية مغايرة















المزيد.....

مسرحية (الحسين الآن)رؤية درامية مغايرة


محمد حسين حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


مسرحية (الحسين الآن) رؤية درامية مغايرة
د. محمد حسين حبيب
خارج التوقيت العاشورائي ولمدة خمسة أيام , شاهدنا مؤخرا وعلى مسرح جاسم العبودي في قسم الفنون المسرحية ببغداد عرض مسرحية (الحسين الآن) تأليف وإخراج (أ.د. عقيل مهدي يوسف) الذي طالبنا - قبل معاينة (خياله) هذا - أن نختار موقفنا (الآن) بين (روح السلام وخرافة الغلبة) بحسب كلمته في برنامج العرض . وما يحسب للعرض وصانعيه تقديمه خارج التوقيت المعتاد سنويا في ذكرى عاشوراء وهذا تأكيدا منهم أن دراما الفواجع والدم تخترق الزمان والمكان ولا تعرف لها توقيتا محددا وذلك هو سر بقائها ورمز إنسانيتها .
ومايحسب ايضا لهذا العرض انه عمد الى التجريب المسرحي صياغة درامية على صعيدي النص والاخراج المسرحي غايرت السائد والمالوف لعدد كبير من عروض مسرحية عراقية وعربية تناولت واقعة الطف وفاجعة الامام الحسين ع حين لجأت مثل هذه العروض الى اعتماد الحادثة التاريخية بحسب تسلسلها التاريخي وشكلها الطرازي وما سبقتها او سايرتها او لحقتها عدد من الاحداث الثانوية للحدث الرئيس وهو مقتل الامام بوصفه حدثا جللا اتسم بمكانة ربانية مقدسة . فجاء العرض مستندا على ثلاثة شخصيات فقط : ( شخصية الحسين جسدها د. جبار خماط , وشخصية يزيد جسدها د. خالد احمد مصطفى , وشخصية هند جسدتها هديل محمد رشيد ) مختصرا العرض بذلك ومكثفا بتجريبية عالية , العدد الكبير من شخصيات لازمت الواقعة واحداث سايرت ايام الدم تلك , لكن المؤلف المخرج شغلته رؤياه المعاصرة ليجعلنا معه نحاول الإجابة على تساؤلاته الرامزة والدالة على فاجعتنا الأكبر ( أزماتنا العراقية الآن ) والممتدة من 61هجرية إلى يومنا هذا .
عمد نص العرض إلى إضفاء صفة التعددية لدى شخصية (الشمر) , في حين عمد الى ثبات الشخصية الواحدة مع شخصية (الحسين) فقد برع الفنان (د. خالد احمد مصطفى) ان يؤدي عدة شخصيات او هكذا بدت لنا مختلفة وان حملت ذات الاسم (الشمر) لكنها ايضا ( يزيد / الجنرال / فتى العصر / البهلوان / الساحر / المهرج / المخنث ) وفق اداء مسرحي تمثيلي عالي الحرفية وبجهد ادائي خلاق اعطى لكل شخصية حقها على صعيدي الشكل والاداء , برغم ان رؤيا العرض جعلت كل هؤلاء هو (الشمر) نفسه تلك الشخصية المتوالدة ابدا الى (الآن) والمتواجدة بيننا لكن صعوبة اكتشافها تكمن في توظيفها (الأنا والقناع) بطريقة عجيبة ومستندة على ميراث شاذ يمتد منذ زمن (أمه التي أرضعته الفاحشة) بحسب العرض نفسه . وما يضفي للعرض تجريبيته أيضا توظيفاته الادائية للتمثيل الايمائي والرقص الدرامي والانشودة المعاصرة عبر ثنايا العرض وتحولات ايقاعه المنضبط الذي احتكم الى جماليات الخطاب الدرامي (السمعيبصري) حين وظف المؤثر الصوتي المتوافق مع الشكل البصري خالقا بذلك الجو الدرامي المراد الاحساس به وبسخونة المشاعر الذي يبثها العرض الى المتلقي بهدف تحقيق تواصلية مسرحية مستندة الى (الرسالة) و(المستقبل)بكسر الباء .. ولان شفرات العرض تفاعلت مع اللاشعور الجمعي لدى المتلقي وموقفه الاصل مع الفاجعة الاصل فقد حققت التفاعلية مرادها وقبضت على فكر التلقي وشعوره عموما .
اما شخصية (الحسين) برغم الحذر التي اكتنفها تأليفا وأداء , الا انها بدت واضحة بموقفها الثابت والتناول الدرامي الثابت لها ايضا حين لجأ المؤلف الى توظيف ذات المقولات التاريخية المقتبسة من مدوناتها الإسلامية الأصل عبر ملفوظها الحواري , مقولات مثل : ( مثلي لا يبايع مثله ) و ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم ...) وهذه المقولة فيها إسقاط واضح على وضعنا الحالي الذي ابتلينا بأمثال هؤلاء مع الأسف .. مع محاولة إضفاء الهيبة التي تليق بمثل هذه الشخصية التي جسدها لنا حركة وصوتا وفعلا داخليا الفنان (د. جبار خماط) وفق الايقاع المناسب للشخصية الثابتة في الموقف والفكر والدين . كذلك جاءت الفنانة (هديل محمد رشيد) وهي تجسد شخصية هند وهي كانت وسطا متألما بين الذابح والمذبوح , بين الحاكم والمحكوم , وهي وان تعددت وظائفها الادائية الا انها ظلت ذلك الصوت المدوي والمحذر للخطر المخبوء وللدم العراقي المسفوك (الآن) و (غدا) حتى لحظة القرار , لحظة الخيار , لحظة الخلاص القادمة .
حتى في تشكيله المنظري , جاء العرض مختزلا مكثفا لمفرداته الديكورية التي صممها (أ.د. نجم حيدر) التي تصدرتها عرش يزيد وبجانبه كتلة من الرسائل التي ارسلها اهل الكوفة مبايعين الحسين ع تهيمن على الفضاء ومن فوقه كتلة اغصان يابسة كثيفة لم تعشب وهي ذات دلالة زمنية وفكرية , الى جانب ما يقتضيه المشهد والموقف الدرامي من استخدامه لملحقات ديكورية اتسمت بدلالة ورمزية عالية في التناول والتحول الدلالي المراد الايحاء له . وكانت الاضاءة ( حيدر عدنان و عباس فليح ) قد لاحقت الفعل الدرامي وكشفت دلالتها اللونية المراد التعبير عنها وفق ذات الايقاع البصري الذي توافق مع سينوغرافيا العرض بكافة تشكيلاته الصورية الثابته منها والمتحركة .. وكذا الحال مع الازياء للفنانة ( أ.د. امتثال الطائي ) والموسيقى التعبيرية للفنان ( أ.د. طارق حسون فريد ) كل هذه الاسماء بخبراتها الاكاديمية الفنية أضفت على العرض سمة تكاملية جمالية ارتقت مع موضوع العرض ذاته الذي اتسم اصلا بهذه التكاملية الانسانية الممتدة منذ اكثر من الف واربعمائة عام .
لقد امتلك عرض مسرحية (الحسين الآن) جرأة واضحة في التناول لان الصياغة الدرامية التجأت الى التجريب الذي من شانه ان يفتح الباب على مصراعيه – ومع هذه الحادثة التاريخية – كي تفسح المجال امام رؤى اسقاطية أوسع واكبر مستقبلا .. وختاما يمكن القول .. انه برغم التناص الواضح الذي وقع فيه العرض وفي مشهده الاخير مع مسرحية (الحر الرياحي) للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد حين اعلن الشمر عن ندمه الواضح وخواء احلامه وهو يردد ذات الابيات الشعرية : ( املأ ركابي فضة او ذهبا / اني قتلت السيد المحجبا ... ) لكن العرض هنا يبشرنا ويطمئننا برسالة الحسين التي ترفعها (هند) في نهاية المسرحية وهي تؤكد علينا إننا لابد و ( سنسمع آذان الفجر ) قريبا .. لان الفجر دائما هو آت .. وزاد فينا هذا العرض إصرارنا على انتظاره .
www.mhhabeeb.com



#محمد_حسين_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الازدواجية من علل جامعاتنا العراقية


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين حبيب - مسرحية (الحسين الآن)رؤية درامية مغايرة