أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - .تميم منصور - المياه الغريبة لا تدير الطواحين















المزيد.....

المياه الغريبة لا تدير الطواحين


.تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أمريكا وإسرائيل تتبادلان أدوار الألاعيب والتمثيل وافتعال الأزمات فوق كافة المسارح السياسية ، بهدف ترك نيران التوتر مشتعلة والناس تقضم أظافرها من شدة القلق والخوف من نشوب حرب ، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ، مرة يدور سيناريو التمثيل بأن هناك حرباً وشيكة مع إيران ، ومنها سوف يصل لهيبها إلى سوريا ثم المقاومة اللبنانية ، وكما صرح أخيراً رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأن حرباً حتمية لا بد أن تقع مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة .
هاتان الدولتان العدوانيتان لا تعرفان سوى لغة الحرب والتهديد ، لا تتحدثان عن السلام لأنهما لا تريدان أي سلام أو استقرار ، لأن الحرب وممارسة العدوان بالنسبة لهما ما هي إلا الرئة التي تتنفسان منها .
تمثيل الأدوار يحاول أن يظهر إسرائيل وحكومتها العنصرية بأنها دولة مستقلة في رأيها أمام الولايات المتحدة ، حتى وصل الأمر إلى ادعاء بعض القادة الإسرائيليين بأنهم غير مجبرين على إبلاغ أمريكا عن نيتهم شن أي عدوان على إيران أو أية دولة في المنطقة ، وهذا مناف للحقيقة ، فإسرائيل التي تحصل على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة من أمريكا ، وتحصل على أفضل أنواع الأسلحة الفتاكة كماً ونوعاً وتحصل على معونات مالية غير محدودة ، إضافة إلى الدعم السياسي الأمريكي في أروقة الأمم المتحدة وغيرها ، ومحاولاتها الدؤوبة بالعمل على توسيع أبواب التطبيع بين إسرائيل ومنظومة الدول العربية المدجنة داخل الحظائر الأمريكية ، هذه الدول ملزمة باستدعاء إسرائيل للمشاركة بكل الفعاليات في كافة المجالات ، آخرها مهرجان رياضي للمعوقين جسدياً الذي عقد في الدوحة عاصمة أسرة حمد آل ثاني .
هذا الدعم الأمريكي للدولة الصهيونية جعلها مثل "جراء الكنغر " التي لا تزال في مرحلة الرضاعة ، فالأم تحتضن صغيرها داخل جراب في بطنها لدرجة الالتحام ، وترضعها دائماً من لباء الدعم لسياستها العدوانية ، أمريكا هي من وقف وراء سياسة إسرائيل التي تقوم بإرسال جواسيسها للتخريب والقتل إلى كافة دول العالم ، خاصة دول شرق الأوسط ، فبفضل هذه السياسة والممارسات أصبحت حكومة إسرائيل تقف في مقدمة دول العالم ، التي تنفذ أعمالاً إجرامية خارج حدودها ، فهي لم توقف عمليات الاغتيال ضد عناصر المقاومة الفلسطينية وخيرة قادتها ، كما أنها تمارس السياسة ذاتها ضد العديد من الشخصيات الوطنية اللبنانية وفي مقدمتهم رموز المقاومة ، كما أنها تغتال وتلاحق العلماء ورجال الفكر في كل من سوريا وإيران ومصر والعراق ، فقد ساهمت بقتل عشرات العلماء العراقيين خلال الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين ، كل هذا يتم بغطاء أمريكي كامل .
إسرائيل تعرف انه ليس من الصعب تقليم أظافرها وتكسير أسنانها والكيل لها بمكيالين على أعمالها ، لكن احتضان أمريكا لها يشجعها على تكرار عدوانها ويردع الكثيرين من الرد عليها ، كل يوم يصدر من البيت الأبيض أكثر من تصريح لكبار الساسة الأمريكان وفي مقدمتهم الرئيس الحالي بأن أمن إسرائيل هو جزء لا يتجزأ من أمن الولايات المتحدة ، أي انه ما ينطبق على حماية ورعاية كل ولاية فيها ينطبق على إسرائيل .
إذاً لماذا هذه الأحاييل التي لا تخدع إلا من يقومون بها ، لأنها كاذبة وازدواجية ، فما تقوم به أمريكا من تمثيل فوق مسرح القضية الفلسطينية يكرس خداعها وازدواجيتها في موافقها وطروحاتها ، مقابل الفتات الذي تقدمه واشنطن للسلطة الفلسطينية تحت مسميات مختلفة ، تضغط على الفلسطينيين للعودة للمفاوضات مع إسرائيل ، عليهم التفاوض وعيونهم مغلقة على استمرار الاحتلال وتوسيع الاستيطان ، وآذانهم صماء عن التصريحات العنصرية التي يطلقها رموز العنصرية في إسرائيل ، وحواسهم مجمدة حتى لا يطالبون بحقهم بالحرية والكرامة وحق تقرير المصير ، ويجب أن تقطر ألسنتهم عسلاً كلامياً يطمئن الأسرائيلين .
المسرح الهام الذي يتم فوقه تبادل الأدوار بين أمريكا وإسرائيل هو المسرح الإيراني ، حكومة الاحتلال تزيد كل يوم من وتيرة الشحن والقلق والغضب ضد إيران ، تردح أمام العالم بان إيران عبارة عن كتلة نووية تهدد أمن العالم ، حتى تزيد من التوتر وتلوح بالحرب وتضع يدها على الزناد مدعية بأنها سوف توجه لإيران ضربة عسكرية مميتة حتى بدون موافقة والدتها " انثى الكنغر " التي ترضعها ، ومما زاد من جعل المسرحية هزلية أكثر ادعاء بعض القوى السياسية في أمريكا وإسرائيل وبعض الصحف الأمريكية وحتى الإسرائيلية بان الأمر وصل إلى حد التوسل الأمريكي لإسرائيل كي لا تنفذ عدوانها ضد إيران ، من أجل إظهار جدية هذه المسرحية فقد تبودلت الزيارات والاتصالات بين القادة السياسيين والعسكريين في كلتا الدولتين ، آخرها الزيارة التي سوف يقوم بها نهاية الأسبوع الحالي رئيس الأركان الأمريكي الجنرال " مارتين دمبسي " لإسرائيل لبحث الموضوع الإيراني .
الجميع يعرف بان هذا نوعاً من الضغط النفسي والسياسي على إيران وعلى كل دول منطقة الشرق الأوسط ، ولا يختلف اثنان على أن إسرائيل لا تستطيع أن تطلق طلقة واحدة ضد إيران وغيرها دون إذن ومعرفة من أمريكا ، لأن جميع الأعمال العدوانية التي قامت بها إسرائيل تمت بموافقة وبالتنسيق مع أمريكا ، باستثناء مشاركة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر سنة1956 ، وآخر هذه الاعتداءات كان الهجوم على قطاع غزة قبل ثلاث سنوات ، والعدوان على لبنان لضرب المقاومة فيها عام 2006 .
في الظروف الراهنة أمريكا لم تسمح لإسرائيل بارتكاب أية حماقة ضد إيران وكل جعجعة إسرائيل ستبقى بلا طحين ، لان أي عدوان مثل هذا على إيران لم يثنيها عن الاستمرار في برامجها العسكرية في كافة المجالات، لأنها دولة إقليمية مركزية ومستهدفة دائماً ، كما أن أي عدوان عليها يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ، كما يهدد استمرار تدفق النفط إلى أوروبا وأمريكا من منطقة الخليج ، وربما يطيح بعروش ورؤوس عدد من نواطير أمريكا في المنطقة .
أمريكا تعرف أن وجود سلاح ذري بأيدي إيران لا يلوح بالأفق في الوقت الراهن ، وتعرف أيضاً بأن مثل هذا السلاح لا يهدد أمن إسرائيل ، لأن أمريكا نجحت من أقناع غالبية الأنظمة العربية بان إيران دولة معادية لهم ، كما أنها تعرف بأن إيران ليست على استعداد للانتحار باستخدام أي سلاح نووي ضد إسرائيل دفاعاً عن أية دولة عربية ، أو حتى من اجل دعم القضية الفلسطينية ، وان إيران نووية لم يحرر الأقصى ولم يكنس الاحتلال ،ولا يحرر الشعب الفلسطيني من قيود الاحتلال ، لا يحرر الشعب الفلسطيني سوى الشعب الفلسطيني ، بكل الطرق المتاحة ، كما يقول المثل " ما بحرث الأرض إلا عجولها " و " المياه الغريبة لا تدير الطواحين "



#.تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - .تميم منصور - المياه الغريبة لا تدير الطواحين