خوش كباب

داود سلمان الكعيي

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 14:38
المحور: كتابات ساخرة
    

ان عقد المؤتمرات والندوات الثقافية والاعلامية وحضورها من المعنيين ، حالة صحية ومعمول بها في جميع بلدان العالم ، وهي تنم عن وعي وشعور بالمسؤولية الاخلاقية والمبدئية تجاه جميع من تقع عليه المسؤولية سواء السياسي او غيره ممن يمتلك زمام الامور .
وفي بلدنا الحبيب تقام مثل كذا ندوات وحوارات بشكل مستمر ، والامر في نفس الوقت مفرح ويسر المثقف وغيره ، وهو كذلك يدل على اننا نقف في مصاف الدول الحضارية والراقية ، واذا استمر الحال على ما هو عليه ، فاننا سوف نرتقي نحو آفاق مستقبلية تؤهلنا على ان نكون دولة يشار اليها بالبنان ، بمعنى ان العراق من الدول الاولى وليس من الدول النامية .
لكن – للاسف الشديد – ان معظم من يحضر هذه الندوات والمؤتمرات ، ولا اقول جميعهم ، كان يحضر لمجرد الحضور وليس لغرض الفائدة والمعرفة والحصول على المعلومات المفيدة والتي يمكن من خلالها ان يصل الى غايات واهداف سامية في مرفق الحياة .
واغرب والطف ما سمعت في هذا الاطار ما حدثني به احد الاصدقاء : هو ان احد من كان يحضر بعض المؤتمرات والجلسات والندوات الثقافية والاعلامية ، كان يحضر لقتل الوقت وسد الفراغ ، وحتى يقال عنه بانه مثقف ومتتابع جيد لما يدور من حوله من حراك ثقافي وسياسي ، بمعنى آخر انه (اطرش بالزفة) ، (لايهش ولاينش) وغيابه افضل من حضوره ، ومثل هذا الرجل ثمة كثير على شاكلته ، وهم طارؤون على الاوساط الثقافية ، وهناك من يعتبرهم (انصاف مثقفين).
وعلى كل حال ، يقول صديقي الذي حدثني عن هذا الطارئ : انه كان حاضراً احدى الجلسات وبعد انتهاء هذه الجلسة انفرد به احد الصحفيين وطرح عليه سؤالاً حول الجلسة وعلى ماذا كانت تدور ، وهل هو مع ام ضد الآراء التي طرحت خلالها ، وهل لديه تعليق او اضافة . فالتفت الى الصحفي الذي طرح عليه هذا السؤال ، ولم يدر بماذا يجيبه ، لانه كان في وادي والجلسة في وادي آخر ، فاجاب على الفور : ( خوش كباب) ، فتبين ان صاحبنا من هواة اكل الكباب ولتذهب الثقافية للجحيم .
.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات