اوراق الضغط المصرية - الممرات البحرية

حسام محمد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 14:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

ان اوراق الضغط ليس حسبما يظن البعض انها قد تكون سلبية او عنيفة عبر احداث هزات اقتصادية او عسكرية او سياسية في الطرف الاخر ولكن يمكن وضع تعريف لها بانها ادوات او وسائل يمكن استخدامها لاحداث تأثير في الطرف الاخر او لفرض شروط عليه او ممارسة ضغوط ويكون ذلك باستخدام الوسيله ضده او سحبها منه
وعلي هذا هناك الكثير من اوراق الضغط التي تبدو بريئة في مظهرها بل لا يظن اي انسان انها يمكن ان تؤثر في الطرف الاخر ولكن بتحليلها علي المدي البعيد يمكن ان نري انها عظيمة التأثير
ومن اوراق الضغط المصرية التي غفل عنها المصريون الممرات البحرية فمصر تفرض سيطرتها الكاملة علي اعظم مجري مائي وهو قناة السويس وهي الموصل الوحيد بين البحرين الاحمر والمتوسط وتسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا بالوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل - طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، حيث ان استخدام طريق رأس الرجاء الصالح يستغرق 60 يوما اما استخدام قناة السويس يأخذ 28 يوما فقط
ما يحكم علاقتنا بالاخرين في موضوع المرور في قناة السويس هي اتفاقية الاستانة والتي مضي عليها دهر وتحتاج الي الالغاء او التعديل لان الظروف التي عقدت فيها الاتفاقية قد زالت او انتهت.
قناة السويس احدي اوراق الضغط المصرية التي يمكن التلويح بها او حتي استخدامها في حال تهديد مصالح مصر القومية او المساس بها فيمكن منع الملاحة بها ضد احدي الدول لو اتخذت موقفا معاديا لمصر او غير مؤيدا لمصالحها وذلك علي غرار ما تتخذه احيانا ايران من تهديد باغلاق مضيق هرمز او ما يمكن ان تقوم به بنما لو ارادت من اغلاق قناة بنما.
ليست قناة السويس وحدها التي يمكن ان تتحكم بها مصر بل ان البحرية المصرية قادرة بالتعاون مع دول الجوار علي التحكم شبه الكامل في اغلاق مضيق باب المندب.
ومصر لديها من المسوغات القانونية والوسائل العسكرية ما يمكنها من تحقيق هذا الهدف بكل سهولة ويسر لو ارادت ولكن ما لا يمكنها تحقيقه ان تغلق القناة او المضيق بشكل كامل او تجاه كل الدول ليس لان هذا يضر بدول الجوار الاشقاء بل لانه ايضا يضر بدخلنا القومي الذي تعد رسوم العبور من القناة احد موارده الهامة ولان هذا ايضا يستعدي علينا جميع دول العالم التي نرتبط معها اقتصاديا وسياسيا بكثير من العلاقات الوطيدة.
ولكن يمكن استخدام حقنا في منع مرور السفن من والي الدول التي تتخذ موقفا مضرا بمصالح مصر. مثلا اثيوبيا ان حاولت تخفيض حصتنا من مياه النيل . او اسرائيل ان حاولت الاضرار بامن مصر القومي او شن حرب علينا او غيرهم وهم كثيرون.
هناك مقولة امريكية تقول ليس هناك اصدقاء دائمون او اعداء دائمون ولكن هناك مصالح دائمة ولذا يجب ان يتم التلويح بورقة المضايق المائية والقناة في حالة الدخول في اي مفاوضات او ازمات تتعلق بمصالح مصر ووضعها في المنطقة. يكفي ان تعلم ان قطر تستخدم قناة الجزيرة كوسيلة ضغط فما بالنا ونحن لدينا قناة السويس
مصر في الواقع قدرها قد يؤهلها للدخول في ازمات كثيرة مع الكثير من الدول بعضها قد يكون له اسباب مقنعة مثل ازمتنا مع دول حوض النيل وبعضها ليس له اسباب مقنعة مثل ازمتنا مع الجزائر بعضها قد نكون مدفوعين اليه رغما عنا مثل ازمة الرسوم المسيئة مع الدنمارك او راغبين فيه مثل دعمنا للفلسطينين في صراعهم مع اسرائيل.
وورقة القناة ربما تكون ايضا لمساعدة الدول الصديقة ملما كان يمكننا استعمالها لمنع السفن الحربية الامريكية من التوجه لغزو العراق او منع السفن الحربية الايرانية من التوجه لدعم نظام الاسد ضد الثوار عليه
هي لنا ولحلفائنا ايضا
لتكون هذه اولي اوراقنا للضغط من اجل مصر

#حسام_محمد_الخطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات