أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجي الناجي - في ألبومها الأخير -وحدة-......تانيا صالح تغني للتكتلات السياسية والعلمانية ونبذ الطائفية















المزيد.....

في ألبومها الأخير -وحدة-......تانيا صالح تغني للتكتلات السياسية والعلمانية ونبذ الطائفية


ناجي الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


أطلقت الفنانة اللبنانية الملتزمة تانيا صالح ألبومها الغنائي الأخير "وحدة"، والذي يعد امتداداً للخط الفني الهادف سياسياً واجتماعياً الذي انتهجته العديد من التجارب الفنية الشابة في الأقطار العربية.
ولعل التساؤل الأول الذي يتبادر الى الأذهان في تجربة تانيا صالح الأخيرة، هو مدى امكانية تحقيق معادلة الإلتزام الفني من جهة ، ومواكبة عصرية الموسيقى من جهة أخرى، سيما في ظل سيطرة انطباعات طويلة الأمد عن وجوب تحلّي العمل الملتزم بالإطار الكلاسيكي، وفي ظل تراث موسيقي هادف طويل انتهج الآلة الواحدة أو الحد الأدنى من التوزيع الموسيقي لحساب الكلمة أو القصيدة ، قبل أن يبدأ بعض علامات الفن الملتزم – كمرسيل خليفة وأحمد قعبور - بكسر تلك التابوهات ومحاولة تحقيق الإتزان بين النغم والكلمة، وفي أحيان أخرى الإنتصار للموسيقى، بموازاة تجارب موسيقية معاصرة بعثت في مطلع الألفية الجديدة في مصر ولبنان وتونس وفلسطين والأردن .
وقد يكون ألبوم "وحدة" حقق جزءاً كبيراً من تلك المعادلة، فتنوعت موسيقى الأغنيات بين أكثر من قالب موسيقي غربي" كالهيب هوب والجاز" بالإضافة الى تراث عربي، مستخدماً آلات الكيبورد والجيتار والبايزجيتار والقانون ، مع مضمون شرقي بحت، حيث تتساءل أغنية "وحدة" عن مدى إمكانية بقاء الدول فرادى في ظل عالم يستشرس يوماً بعد يوم ضمن تكتلات سياسية ، تقول الأغنية :

في وحدة وطنية بنت عيلة وبنت حلال
في وحدة عربية أللاوية وعراسا شال
وفي وحدة أوروبية آية من الجمال
أيا وحدة بدك...مافيك تضلك وحدك
صار لازم تلاقي ..وحدة توقف جنبك
شي وحدة تفهم عليك ..
تتحملا وتتحملك
بتربيها عا ايديك
ملكة هي وأنت الملك
شي وحدة يكون حلما
تبقوا سوا طول الزمان

الأغنية جاءت في إيقاع موسيقي هادىء أفرد للتساؤل المطروح مساحة غالبة للكلمة، مع الإبقاء على تكرار اللازمة الموسيقية الفيصلية في الأغنية وهي "أيا وحدة بدك ما فيك تضلك وحدك".
وفي دعوة صريحة لوقف الاقتتال السني الشيعي ونبذ الطائفية المستشرية في المنطقة، جاءت أغنية "عمر وعلي" بموسيقى تأرجحت بين الدعوة تارة و النداء تارة أخرى، تقول :

يا عمر كلم علي
قوم وقاف سلم عليه
جايي من آخر دني
وقفلو مرة شو عليه
يا علي كلم عمر
واقف و مادد إديه
قرب فشخة يا علي
قرب بوسو من عينيه
يا عمر كلم علي
لا قادر عايش معو
ولا فيك تكفي بلا
حلو هالقصة تعو
مش ناقصنا بلبلة
كل الكتب المنزلة
كل الرسل المرسلة
قالو الحب هو الدوا
وحلو كل المسالة
يا عمر كلم علي
العالم صار حارة صغيرة
واللعبة لعبة كبيرة
بدك تلعب يا عمر
لازم تلعب مع علي
يا علي بلا ولولة
يا عمر بلا مرجلة
الله يجازي يلي بلاك
يلي بلاك وإلي بلا
يا عمر ... يا علي
يا عمر كلم علي

تلامس تانيا في هذه الأغنية ثلاث قضايا غاية في الأهمية، أولها الدعوة الى التمازج ونبذ الطائفية بكافة أشكالها، ثانيها قدرية التعايش بين السنة والشيعة واستحالة بقاء أحدهما على حساب الآخر، ثالثهما هو مصلحة أطراف أخرى في الوقيعة بين الطائفتين وضرورة رفض اللعبة السياسية القائمة على التفكيك المجتمعي ، هذا النوع من الأعمال الفنية يعكس المسؤولية الإجتماعية والسياسية للنخب الثقافية، ومحاولة دحض الأفكار المشوّشة المزروعة في رؤوس الأقل وعياً أو الأكثر تقّيداً بسلطة رجل الدين.
وفي الإطار ذاته، جاءت الأغنية التحذيرية القصيرة "أيا شي" و المغناة صولو :
أيا شي معقولة يصير
خليك صاحي خليك واعي
الحالة خطرة خطرة كتير
خليك متوقع ضربة
يا من شمالك يا من جنوبك
وخبي راسك أو بيطير
خليك فايق خليك واعي
الحالة وسخة وسخة كتير

وفي قالب موسيقي مختلف، جاءت أغنية "لازم" بموسيقى "الهيب هوب" الغربية، ولعل تلك الأغنية من أكثر أغنيات الألبوم تعبيراً عن حالة الشباب العربي الرافض لتاريخ طويل من الإملاءات السياسية والإجتماعية والفكرية والثقافية :

لازم نام لازم قوم لازم آكل لازم صوم
لازم إطلع لازم روح لازم إضحك لازم نوح
لازم فضي لازم عبّي لازم دايما إشكر ربّي
لازم روق لازم فوق لازم إمشي لازم سوق
لازم خاف لازم إبكي لازم قول لازم إحكي
لازم حب لازم غار لازم ما إلعب بالنّار
لازم آخد لازم أعطي لازم كشّف لازم غطّي
لازم إمزح لازم إفلح لازم سكّر لازم إفتح
ولوين لوين بعدين

وتنوّعت بقية أغنيات الألبوم بين العاطفية "راح الحب" و"شو" ، أيضاً ضمن موسيقى خفيفة وكلمات بعيدة عن التعقيد ، وجاءت أغنية "ما قلنا شي" كنموذج جليً الوضوح للتأثر والتطور لأغاني الرحابنة القديمة، القائمة على السرد القصصي الغنائي الخفيف، والتراثية "8ا مولايا" التي جاءت على موسيقى اللحن التراثي "عالعين موليتين"، مع تصرف كامل بالكلمات لتخدم النهج العام للعمل :

عَ العين موليّتين 18 موليَّ
جسر الحديد انقطع من دوس رجليَّ
عندي 18 ملّة كلّن عم يبكولي
شي عم يبكي من القلّة و شي عامل قبّولة
إذا بتلاقولن حلّة يا ناس قولولي
أحسن ما بكرا الفلّة كلّها تطلع فيَّ
كلّ مين في عقل براسُه بيصير علمانيّ
العالم ماشي لَ قدّام و عم نمشي خليفاني
قصّتنا بدّها دكتور تحليل نفسانيّ
يحكّمنا من هالعلّة و يخفّف همّ عليّ
عَ العين موليّتين 18 موليَّ
جسر الحديد انقطع من دوس رجليَّ
كلّ ملّة عندها مشروع ، كلّ ملّة دكّانة
كلّن اللّه باعتلن إلهام ربّانيّ
الجسر اللّي انقطع مرّة بينقطع مرّة تاني
أهليّة بمحلّيّة منكفّي المسرحيّة

إن الأهمية الحقيقة لهذا العمل، ومحاولة تسليط الضوء عليه، تكمن في كونه نموذجاً حياً لدمج فكرة التوعية الفنية والمسؤولية الثقافية في قوالب مقبولة لجيل يحيا في ظل انفتاح تام على شتّى أنواع الفنون، ويرفض جملةً وتفصيلاً الإنصياع للتلقين المباشر والنمطي ، وانحيازه المطلق للإبداع، فلن يقرأ أو يسمع أو يشاهد عملاً لوجوب فعل ذلك، وإنما لما يحتويه هذا العمل من تقنيات التفّوق، وآليات الوصول لمتلقّيه، وهو ما يعيد الفنان والكاتب العربي لسؤاله السرمدي، هل عليه أن يكتفي بالتربع على برجه العاجي، أم البحث عن وسائل الوصول للجمهور، سيّما في ظل عولمة ثقافية طاحنة تبث ما تريد من رسائل بأحدث وأخف الوسائل !!






#ناجي_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المنافي و الأيام
- حتمية الخيار الثالث
- دروس كراكاس في الاستقلال السياسي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجي الناجي - في ألبومها الأخير -وحدة-......تانيا صالح تغني للتكتلات السياسية والعلمانية ونبذ الطائفية