أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبدالمنعم جبريل - رائحه البحر فى غزه














المزيد.....

رائحه البحر فى غزه


محمد عبدالمنعم جبريل

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


قبل منتصف الليل خرج احمدالعربى الى الشارع مرتديا بلوفر وكوفيته الفلسطينه كان الجو دافئا فقد كفت السماء عن امدادالارض بالمطرلكن رائحته لازالت تملىء الجوفى الشارع الخالى من الماره وعلى الجانب الايمن من الشارع تقف الاعمده ساهره تحمل المصابيح للمدينه ينداح منها ضؤ اصفر هادىءوكنت السما يموج فيه الكثير من السحب وقد سلط القمر الضؤ عليه فبدا فضيا جذابا كان احمد العربى سائرا الى البحر لكن المدرعات تقف هنا كالاشباح لتمنع وصول الغذاء والدواء الى غزه ادرك احمد انه لن يستطيع الوصول الى البحر فعاد يمشى بلا هدفاحتى عاد الى داره المكون من غرفتين صغيرتين غرفه لامه واخيه الصغير وغرفه له وصاله بها كنبه تراثيه وسجاده فى منتصف عمرهاوثلاث كراسى صنعها ابوه من الجريد دخل احمد الى غرفته واراح جسده المعذب على السرير ووضع راسه على الوساده والاحلام تتزاحم فيه حلم ان يبنى بيتا على الشاطىء حلم ان يتنزه فى الصباح على شاطىء البحرمع حبيبته ليناالفتاه المقدسيه التى انتزع الاحتلال منهم بيتهم فانتقلوا الى خان الاحمر ومع تزاحم الاحلام جائت الذكريات مع نسمه هواء تسللت من فوه صغيره فى الشباك لتوقظ فى داخله الحنين فيتذكر عندما كان ياخذه ابوه الى القدس ليشتروا العطور والعطارات ويزوروا الحاج سعيد صديق ابيه عربى ويتركه ابوه يلعب الكره مع سارى وزملائه وعند التعب كان يصعد مع لينا الى السطح لتريه اخر ما رسمت من لوحات صغيره وتحكى له قصص قراتها وبداء احمد يتغنى بقصيده لمحمود درويش حلمت بعرس الطفوله بعنين واسعتين حلمت حلمت بذات الجديله حلمت بليله صيف حلمت كثيرا كثيرا حلمت اذن سامحينى وفى ضوء الغرفه الخافت لمحت عينيه مجله بها عنوان رئيسى عن زياره اوباما للقاهره وخطابه المطرز بالوعود بالوقوف فى وجه الاستيطان فابتسم احمد ساخرا من الوعود التى مر عليها6 اشهر ولم تتحقق تسلل النوم الى عينى احمد فتسلم له وفى الصباح ذهب الى اصدقائه وكانت الاخبار تملىء المدينه ان هناك توترا بين حماس والصهاينه وبدت رائحه الخطر تغزوالجو وبعد ساعات انطلقت الطائرات تقصف المدينه وبدات حرب الرصاص المصبوب على غزه انطلق احمد جاريا الى بيتهم لحمى امه واخوه لكن لم يجد الا ركام واشلاء فوقف ذاهلا واشتعل الغضب داخله والحزن والياس والتحدى والاحساس بالضياع ووجد احمد نفسه على الرصيف مع الاف المشردين فقرر ان يستانف قصه ابوه الذى مفجر نفسه فى عمليه استشهاديه وحرمه فقهاء متامركين من لقب شهيد ونعتوه بالانتحارى لا يهم لم يعد هناك ما يستحق الوقوف عنده ولم يعداحمد يملك من الدنيا الا حقبيه بها صوره لامه وابيه واخيه وهو فى حفل زفاف عبدالله محمد جارهم وخطاب من لينا به كلمتين لازلت احبك ومرفق به صورتها وفى اثناء تجوله قابل احد اعضاء فصائل المقاومه وطلب منه قنبله فذهب وعاداليه بها اخذها احمد ومضى الى احد مواقع التفتيش واراد ان يلقيها عليهم لكنه وجد طفل وفتاه صغيره ربما هما ابنا احد الجنود فتراجع احمد وعاد ليسلم القنبله الى اصحابها وهم يسخرون منه ويصفونه بالجبان دائما لكنه تركهم ومضى الى البحر غاضبا من حظه العاثروتسلل من خلف الجنود
ليجد نفسه فى مواجهه البحر فطاف به خيال ابوه وتذكر حين مسك بيده وقال بحر امامى والجدران ترجمنى البحر اصغر منى كيف يحملنى والبحر اكبر منى كيف احمله ورقدى احمد على الشاطىء يغمره الماء حينا وينحسر عنه حيناوفى ذهنه صوره لينا وصوتها الناعم و صوره اهله وحلم بان يبنى بيت صغير على الشاطىء ونزه فى الصباح مع لينا وبحر يلقى عليهم قصائد لمحمود درويش






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبدالمنعم جبريل - رائحه البحر فى غزه