أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد الجرجفجي - مُجرد حُلم ...














المزيد.....

مُجرد حُلم ...


زيد الجرجفجي

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 21:41
المحور: الادب والفن
    


بعد نهار عمل طويل قررت أن أذهب و أستلقي على إحدى ضفتي النهر الذي كان يقسم مدينتي قسمين ... حالما وصلت ذاك المكان الساحر رميت خلفي كل مشاق العمل و الحياة , و استلقيت تحت ظل شجرة كانت على الضفة الشرقية من النهر , و بدأت أتأمل المنظر الخلاب الذي يعجز أعظم رسامي العالم عن تجسيده بلوحاتهم ... ذلك النهر العظيم الجاري الذي يعكس زرقة السماء تلك السماء التي تمتد فيها خيوط الشمس الذهبية و تتغلغل بين أعشاب تلك المروج الخضراء الممتدة على ضفتي النهر و لتخترق أوراق تلك الأشجار الشامخة على تلك المروج و ذلك الجسر الكبير الذي يمر فوق النهر كأنه عقد الماس يطوق رقبته...
وبينما كنت أُكمل تأملي مرت بي نسائمٌ من هواء عليل , داعبتني فارتجف قلبي و أحسست انه خُلِع من بين أضلاعي ... فأملت رأسي قليلا فوجدت وردة حمراء تغفو بجانبي تحت ظل الشجرة... فأغمضت عيني لأرتاح ... فرن منبه الهاتف لينذرني بأن ذلك كان ... مجرد حلم ...
قمت من فراشي متعباً و بدأت أجهز نفسي للذهاب إلى العمل و عندما انتهيت خرجت من المنزل متجها نحو مكان عملي ... لقد كان الجو مغبراً كالعادة و الأوساخ تفيض من الحاويات حتى كادت أن تُغرِق الشوارع ... كان لا بد لي من العبور فوق ذلك الجسر الذي يمر فوق النهر للوصول إلى العمل فمشيت على الجسر و بدأت أُناظر ذلك الماء الراكد تحتي ... أهذا كان يسمى نهراً ؟ هذا النهر الراكد و على ضفتيه جبال من الطين و القاذورات ... لقد كان المنظر يحرقني ... أكملت طريقي بسرعة و وصلت إلى مكان عملي ففتحت زجاجة الماء الصغيرة التي أخذتها معي من المنزل ... و عندما وصلت إلى الممر الذي يقودني إلى مكتبي توقفت ... لقد كان هناك شيء ناقص .... صرخت منادياً عامل النظافة , فجاءني بسرعة , فقلت له : أين مزهرية الورود التي كانت هنا ؟؟؟
فقال : في أثناء تنظيفي للمكان ارتطمت بيدي فوقعت و تهشمت ...
فقلت له : و أين الورود ؟؟؟
فاستغرب عامل النظافة سؤالي لكنه أجاب : لقد رميتها في سلة القمامة !!!
فأغلقت زجاجة الماء و دخلت إلى مكتبي ..و قلت في نفسي : هذا هو الواقع ... جلست على أحد الكراسي و أرجعت رأسي إلى الوراء و أغمضت عيني لعلي أجد حلماً أستطيع به تغيير الواقع ...

تموز 2011
زيد الجرجفجي



#زيد_الجرجفجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيد الجرجفجي - مُجرد حُلم ...