النساء في جزيرة العرب!! ردا على رد سميون جرجي

أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 16:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

كانت القبائل العربية قبائل بدوية تعيش في صحراء مترامية الاطراف، يتنقلون من واد لآخر من اجل رعي الاغنام وسقايتها، فكان الرعي اهم نشاط تجاري لديهم، يتبعه زراعه النخيل.
كان العرب يعتقدون بحيوية المادة ويعبدون الاوثان، بينما لم تكن المسيحية منتشرة على الرغم من انها كانت معروفة في ذلك الوقت، وكانت القبيلة تشكل البناء الاجتماعي الاساسي، وكانت العلاقة تقوم على الولاء المطلق للقبيلة التي تضمن الامن لافرادها من أي هجوم قد يتعرضون له، فكان المجتمع العربي الاول ذكوريا بسبب قيام الرجال بمهمة الحماية.
ولأن العشائر كانت تعيش مع بعضها البعض، كان من المستحيل الفصل بين الجنسين، الا اذا كان هناك افراد من قبائل اخرى فكان على النساء ان تتوارى، كانت المرأة تهتم بانوثتها وعفتها، حيث توجب عليها أن تظل عفيفة حتى تتزوج.
وعقود الزواج تتم بحسب حاجة القبيلة، اذ يتوجب ان يؤخذ رأي المرأة في زواجها، واعتمد العرب في اتمام الزواج على الكفاءة في الدين والعرق والطبقة الاجتماعية والحرية من العبودية.
هذه الاعراف استمرت ككمارسات اجتماعية وفردية في تشكيل أساس العرف في علاقات الجندر بعد مجيء الاسلام، ولأن الفترة التي جاء بها الاسلام كانت مزدهرة تجاريا، أي كان هناك نظام اقتصادي جديد تعد قريش أحد رواده والمسيطرين عليه في تلك الفترة.
أدى هذا النشاط الى تغير واختلافات طبقية بين الجنسين (كان معظم التجار من الرجال)، مما ادى الى مشاكل اجتماعية جمة، وتشير بعض الدراسات الى ان الاسلام جاء ليصحح الوضع الاجتماعي والاقتصاي الذي اخذ ينتشر بمكة مما ادى الى صعود طبقة ارستقراطية ظالمة في مكة وزيادة نسبة الفقراء واليتامى والنساء الفقيرات.
بمجيء الاسلام استمرت بعض الاعراف والتقاليد كجزء من التقاليد وتم ادخالها النظام الاسلامي الجديد، وتم احداث بعض التغييرات من اجل ترتيب البيت القبلي، وتمحورت الايات القرانية الاولى حول مسائل الملكية وكيفية توزيع الثروة (الميراث)، وتم تنظيم الحياة الجنسية من خلال فرض قواعد لتحديد الاختلاط بين الجنسين.
وبعد ان انتشر الاسلام خارج الجزيرة العربية، واختلطت عادات وتقاليد الداخلين الجدد بعادات العرب، أقصد الشرق الاوسط الذي كانت فيه المرأة محتجبة ومعزولة عن الجنس الاخر(في الحضر) مما ادى الى انتهاج القبائل العربية نفس النهج ادى الى احتجاب النساء وعزلهن من اجل حمايتهن من الاغراب الوافدين.
مما يعني ان وضع المرأة بعد الاسلام كان فيه امتداد لوضعها قبل الاسلام مع قليل من التنظيم والغاء بعض العادات التي كانت تؤدي الى وئد المرأة أو دفعها للبغاء وغير ذلك.
فليس من الحكمة ان نصب جام غضبنا على الاسلام وكانه عامل وحيد ادى الى انتهاك حقوق المرأة وظلمها، لذلك فأنا أصر على ان المجتمع العربي هو الظالم الاول المرأة وان جاء الاسلام بطرق جديدة لحمايتها الا ان بعض العادات تكون متعمقة في المجتمعات بحيث لا تستطيع الاديان محوها او التقليل منها فيلتبس على الناس التقليديين ماهو من الدين وما هو من خارجه، لان ايمانهم بتلك التقاليد والعادات البالية اكبر من ايمانهم بأي دين.
راجع Encyclopédie of women and Islamic Cultures by Suad Joseph
أو موسوعة النساء والثقافات الاسلامية لسعاد جوزيف

#أسماء_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات