أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيق جلول - الإبداع الرومانسي في شعرية محمد الأمين سعيدي / قراءة نموذجية في * ماء لهذا القلق الرملي *














المزيد.....

الإبداع الرومانسي في شعرية محمد الأمين سعيدي / قراءة نموذجية في * ماء لهذا القلق الرملي *


رفيق جلول

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


يدل المفهوم اللغوي للرومانسية على المغامرة واقتحام الأخطار ومجاوزة الواقع المعاش وانطبع هذا على الأدب إذ أصبح الشاعر أو الأديب لا يكتفي بتصوير ما يراه بل يتعداه إلى عالم آخر يصنعه ويشكله بنفسه ، وظهرت الرومانسية لتكون تعبيرا صادقا عن الذاتية والوجدان والشخصية المستقلة ، ورفضها للنهج التقليدي السائد في مدرسة الأحياء الكلاسيكية ..
وتظهر الرومانسية بتوفر ملامح تؤدي لها في النص الإبداعي ، وكثير من المبدعين الجزائريين اتصلوا بهذه المدرسة في نصوصهم الشعرية والأدبية ومن بينهم الشاعر الشاب محمد الأمين سعيدي والذي تناولت مجموعته الشعرية الموسومة بـ : * ماء لهذا القلق الرّملي * التي تتجلّى فيها ملامح الإبداع الرومانسي ..
ففي قصيدته * أول المغارة * تظهر الرومانسية في المقطع التالي :
حتى لايراني النور
أو يحسبني الراءون عين الليل
إنّي أوّل القول
فلا يلتفت المعنى اتجاهي
أنا سطح غائم الوجه
وصحراء المتاه
هذا المقطع الذي يحتوي على الطبيعة والتي هي أحد أهم ملامح الإبداع الرومانسي ، فالشاعر هنا لجأ إلى الطبيعة هروبا من الواقع وناجاها وتفاعل معها بقوة ، إذ وردت في المقطع كلمة * الليل * ، * الغيم * ، و*صحراء * إذ هنا تتراءى للقارئ مدى الطبيعة التي يعيشها الشاعر في ذاته .
وحتى يكون للطبيعة نموذجا آخر نقرأ المقطع التالي من قصيدته الموسومة بـــ * ترنيمة للعطش الجنوبي * :
1/
ما ء لهذا القلق الرّملي
لا يرعد
لا يسقي فتى مثلي جنوبيّ الملامح
لا يغادر
لا يجيء
ماء ..
فهل مثلي المسيء
لكي أرى بحر الكآبة
مرسلا أمواجه نحوي
وهل مثلي سوى قمر تكسّر كالمرايا
حتّى يرى العالم في شظايا جرحه أملا يضيء
وهنا يكون وضوح كبير في الطبيعة حيث : الماء / الرمل / الرعد / البحر / القمر ... تطغى على النص لتعطي قالبا رومانطيقيا قويا ..
ومن ملامح الرومانسية في شعرية محمد الأمين سعيدي الذي يمتاز بالأصالة والتجديد والتحليق في عالم الفلسفة والعمق الوجداني حيث يظهر هذا المقطع من القصيدة السابقة
2/
من يحمل الشّمس ؟ هل سيزيف ؟ أم جسدي ؟
من يسرق النار ؟ لا نار سوى كبدي
من يستفيق وفي أعماقه وجع
تقتات منه نسور الأرض للأبد ؟
حيث استعمل الشاعر النظرية الشمسية التي رمز إليها الفلاسفة والمؤرخون بسيزيف الذي اعتبر تجسيما وتشخيصا للأمواج الهائجة ارتفاعا وانخفاضا أو لقرص الشمس الذي يطلع كل صباح من الشرق ويهوى غاربا مع بداية المساء ، أو كما اعتقد الفيلسوف الأبيقوري لوكريتوس أنه تجسيم للساسة الذين يطمحون ويسعون باستماتة إلى الكرسي والمنصب السياسي وأنهم مهزومون مغلوبون في مسعاهم بصفة دائمة مستمرة.
كما تظهر الرومانسية أيضا لظهور ذاتية الشاعر في المقطع التالي من نفس القصيدة * ترنيمة للعطش الجنوبي * :
هكذا صار قلبي جنوبا
وصرت أنا عطشا
لا يحنّ إلى ماء ذاك الشمال البعيد
هكذا أتداعى
لأولد في داخلي عطشا من جديد
وتتأكد الرومانسية أيضا حيث يمتاز تعبير الشاعر بالظلال والايحاء ولفظه حيه نابضه فيها رقة وعذوبة ومن خلال هذا المقطع :
قد ألبس الحزن
أو أمشي على الوجع
أو أستحيل هوى في أعين الدّلع
أو أصبح الشمس
أو ليلا يطول به
وقت الجوى سمر من شدّة الولع
وأخيرا أقول أن الشاعر محمد الأمين سعيدي اعتمد على الوحدة العضوية في معظم قصائده ، حيث تسوده وحدة المقاطع الشعرية لاوحدة البيت ووحدة الجو النفسي للنص كلها متناسقة مع عدة مواقف .
رفيق جلول
يوم 05/01/2012



#رفيق_جلول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرناطة ... وما تبقى من فتاة ذكريات
- أحلام موقوتة
- سيمفونية الألم
- فجيعة صمت


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيق جلول - الإبداع الرومانسي في شعرية محمد الأمين سعيدي / قراءة نموذجية في * ماء لهذا القلق الرملي *