أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماري عبده - صورة على الجدار














المزيد.....

صورة على الجدار


ماري عبده

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 06:45
المحور: حقوق الانسان
    


عام يمضي و عام يأتى هكذا تمضي بنا الحياة جميعا الى ان نصل الى محطتنا الأخيرة و يصل بنا قطار العمر الى نهاية الطريق

و فى النهاية نترك كل شيء و نمضي و لا يتبقي منا سوى صورة تحمل ذكرى لمن عشنا معهم كلما ينظرون اليها يتذكرون الشعور الذى تركناة داخلهم

و فى الحقيقة هذا هو المغزى الحقيقي من الحياة بأكملها .. ما هى الذكري التى نتركها داخل من حولنا ؟؟؟

في أحد المستشفيات كان هناك مريضان يقيمان معا في غرفة واحدة.. كلاهما يعانى من مرض عضال
أحدهما كان سريرة يقع بجوار نافذة و كان يستطيع الجلوس ليطل من خلالها و يتنسم بعض الهواء أما الآخر فكان موضع سريرة بعيدا عن النافذة و لا يستطيع حتى رؤية زميل الغرفة نظرا لحالتة الصحية التى كانت تحتم علية أن يبقى مستلقياً معظم الوقت , كانوا يقضيان وقتهما في الكلام .. تحدثا عن كل شيء حياتهما، أولادهم و عائلاتهم و ماضيهم باكملة ..وفي كل يوم وقت العصر ، كان الأول يجلس في سريره و ينظر من النافذة ويصف لصاحبه العالم الخارجي ليدخل الى نفسة البهجة .. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج :في الحديقة هناك بحيرة كبيرة تتوسطها نافورة والأولاد صنعوا زوارق ورقية وأخذوا يلعبون .. والبعض يتمشى حول البحيرة .. و آخرون جلسوا في ظلال الأشجار .. ومنظر السماء الرائع ...... الى اخر حديثة و الآخر ينصت في انبهار لهذا الوصف الدقيق الرائع.. ثم يغمض عينيه و يتصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى , ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصحبة صاحبه

في أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة .. فحزن على صاحبه اشد الحزن و بكى لفراقة .. و بعد بضعة ايام عندما اشتد علية الاشتياق لصوت صاحبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة و قرر أن يحاول الجلوس لينظر منها ليتذكر حديث صاحبة الشيق لعلة يستعيد صوتة فى اذنة و هو يشاهد البحيرة و ما حولها التى طالما عاش و ابتهج مع خيالهم
تحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه وأدار وجهه ببطء أتجاه النافذة لينظر الى العالم الخارجي
وهنا كانت المفاجأة لم ير أمامه إلا جدار أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة تطل على ساحة داخلية ولا يوجد بحيرة ولا اطفال ولا اى شيء


نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت بأنها هي !! فالغرفة ليس بها سوى نافذة واحدة.. ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له , فتعجبت الممرضة و قالت له ان المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم.....ذهل الرجل من المفاجأة و انهمرت دموعة على صديقة الذى اضاء حياتة برغم ظلام عينية فقد كان زميلة فى الغرفة اعمى لكنة أراد أن يجعل حياة من يرافقة الغرفة مضيئة
فقد رحل صديقة لكنة ترك داخلة اثر لا تمحوة الايام ..

الناس في الغالب ينسون كل شيء الانجازات و الخفقات ولكنهم لا ينسوا أبداً الشعور الذي تركناة داخلهم



هذا هو اول عيد ميلاد امضية بدون امى رحمها الله و بعد ان كانت تملاء الحياة حولى أصبحت مجرد صورة على الجدار
و رغم انها مجرد صورة لكنها تلزمنى و تجبرنى ان أظل أحدق فيها و أكلمها و أحلم أن تجيبنى و كلما أبتعدت عنها وجدت وجوة الناس جميعا يحملون ملامحها لأن عيناى لم تعد تستطيع ان تري سواها فأعود اليها باكية أتمنى لو أدخل داخل الصورة لأضمها ولو مرة اخيرة


هذا هو الشعور الذى تركتة داخلى امى و يتركة داخلنا كل من امضي حياتة فى محبة من حولة

ليتنا جميعا نعى ذلك و نفكر كل عام ماذا تركنا داخل من حولنا من مشاعر سوف تبقي حتى بعد رحيلنا لان هذا هو الارث الحقيقي الذى نتركة و يظل يتبعنا حتى بعد رحيلنا



كل عام و أنتم بخير



#ماري_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوق كل عالى عاليا ً والأعلى فوقهم جميعاً
- ينصر دينك يا بطل
- دمائنا شهادة حية للتاريخ
- فتنة مدفوعة الأجر !!؟؟
- ثورة مصرية بصناعة أمريكية


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماري عبده - صورة على الجدار