أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيهان شعبان - أمنية العام الجديد














المزيد.....

أمنية العام الجديد


جيهان شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





هيلانة هاجلوند

ترجمة: جيهان شعبان

ما من هدوء في عيد الميلاد في مصر. الاحتجاجات والمسيرات تتواصل، كما تتواصل الهجمات والقتل من قبل الجيش. الموجة الثانية من الثورة لا زالت مستمرة.

بعد أقل من شهر، ستحتفل مصر بالذكرى الأولى لانتفاضة 25 يناير. ويقال أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يخطط للاحتفال بذلك اليوم على طريقته، وهو أمر لا يمكن أن يقبل به الثوار، ويخشى الكثيون من حدوث خلافات جديدة.

المشاهد في ميدان التحرير والشوارع المجاورة له تبدو مخيفة حيث تم الاعتداء على المتظاهرين وقتلهم خنقا بالغاز المسيل للدموع، أو رميا بالرصاص. وتزداد قائمة الشهداء طولا. من الطبيعي لمن يرى هذه المشاهد، أن يتمنى إنهاء الاضطرابات.

وضع حد للاضطرابات هو بالضبط ما يصبو إليه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم. فهم يحضون على الهدوء ويدعون أنهم يسعون لإقامة عملية انتخابية ديمقراطية سلمية. المجلس العسكري هو الآخر يعلن أنه راغب في الهدوء. ففي وقت الأزمات يسهل اللعب بورقة الاستقرار إذا كان لديك بالفعل السلطة والنفوذ بشكل مؤسسي.

ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين كرسوا حياتهم من أجل الثورة، لهؤلاء الذين تركوا وظائفهم، وفقدوا الأصدقاء والأبناء والبنات، لهؤلاء الذين سجنوا، فإن الهدوء سيكون مدمرا لأي منهم. فإذا تنازلوا عن مطالبتهم بسقوط المجلس العسكري من أجل الحصول على الهدوء والاستقرار، سيضيع نضالهم هباء. فحتى مبارك كان يوفر الهدوء والاستقرار.

“الاستقرار” هو قيمة يدعو إليها الأقوياء باستمرار. فالاستقرار يعني وضع حد للعنف المرئي ولكنه لا يفعل شيء فيما يتعلق بوضع حد للانتهاكات “الصامتة” لحقوق الإنسان: تجويع الفقراء وقتل غير المرغوب فيهم في زنازين الشرطة، والتعسف والاستغلال اليوميين. والشعب الهاديء والساكن الذي لا ينظم نفسه بشكل جماعي في الاحتجاجات هو شعب تسهل السيطرة عليه. ليس غريبا إذا أن كل ديكتاتور أشار خلال العام الماضي إلى الاستقرار والهدوء الذي يمكن أن يوفرهما في مقابل صخب الثوار. فالهدوء والاستقرار أمران إيجابيان بالنسبة للأعمال التجارية، والدول القوية والغنية تحتاج إلى الهدوء لتتمكن من التخطيط وتأمين الصفقات التجارية.

ولكن الاستقرار مدمر. فإذا كان هذا هو الهدف، لما اندلعت ثورة في أي وقت مضى، ولا ما كان هناك أي تغيير سياسي حقيقي. فالفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار أمور ضرورية لخلق مستقبل جديد. والشعب المهزوم يتوقع السحق قمعا. أما الشعب الذي يحكم نفسه فربما لا يكون لديه أي تصور عما سيأتي به المستقبل، إلا أنه يعلم شيء واحدا وهو أنه ينجح في اقتناص السلطة من الأقوياء.

هذا هو سبب استمرار ثوار مصر في النضال. فهم يعلمون أن الثورة تتعدى أمر الإطاحة بالديكتاتور. إنهم يعرفون أن الأمر سيستغرق على الأرجح سنوات من عدم اليقين والاضطراب لضمان تلبية مطالبهم من الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والخبز. على اليسار الأوروبي أن يتبع هؤلاء وأن يستمع لمطالبهم وألا يقع في حبائل الخطاب الإعلامي عن “الانتخابات الناجحة” أو “التحول التدريجي لمصر جديدة”.

لهذا آمل أن تستأنف 2012 ما بدأه الربيع العربي. أتمنى لعام 2012 ، أن يكون عاما مليئا بالغليان وعدم الاستقرار ليستمر تغيير العالم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ربما كان ترامب يلعب الغولف خلال انتشار إشاعة موته - مقال في ...
- -الجيش غير مستعد-.. الزعيم -البافاري- يستبعد نشر قوات ألماني ...
- قناة ترامب المفضلة تحتل المرتبة الأولى بمشاهدات الأميركيين
- تشييع الشهيد أحمد شحادة في نابلس بعد اغتياله برصاص الاحتلال ...
- رسالة حميمة من جين أوستن لشقيقتها إلى المزاد.. ماذا كتبت فيه ...
- روسيا تشن هجوما ليليا جديدا بعشرات المسيرات على أوكرانيا.. و ...
- ضحك وفرح.. شقيقات يحيين لقطة من الماضي بعد أربعة عقود
- نازحو البدو من السويداء يحتمون بالمدارس: صفوف بلا كتب وأسر ب ...
- هل تنجح أوروبا في فك ارتباطها بالغاز الروسي بحلول عام 2028؟ ...
- إسرائيل تواصل استهداف أبراج مدينة غزة وسط استمرار تدهور الوض ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيهان شعبان - أمنية العام الجديد