أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - حنا ابراهيم شاعر مثقل بعروبته في دايوان صرخة في واد















المزيد.....


حنا ابراهيم شاعر مثقل بعروبته في دايوان صرخة في واد


سهيل ابراهيم عيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 00:29
المحور: الادب والفن
    


حنا ابراهيم شاعر مثقل بعروبته في ديوان صرخة في واد
بقلم : سهيل ابراهيم عيساوي - كفرمندا
الشاعر حنا ابراهيم يكتب الشعر والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية والمقالة السياسية والاجتماعية , من اعمال الكاتب ,ازهار برية - قصص قصيرة 1972 , ريحة الوطن- قصص قصيرة 1978 ,الغربة في الوطن –قصص قصيرة 1982 ,صوت من الشاغور -شعر 1983 , ذكريات شاب لم يتغرب- سيرة ذاتية 1983,هواجس يومية – قصص قصيرة 1989,نشيد للناس – شعر 1992 , شجرة المعرفة – سيرة ذاتية 1996, اوجاع البلاد المقدسة – رواية – 1997 ,وموسى الفلسطيني – رواية 1998 , اما الديوان الذي نحن بصدده صرخة في واد صدر عام 2007 .
الشاعر حنا ابراهيم مواليد 1927 في قرية البعنة الجيلية , مارس الحياة السياسية باحتراف وتلقد المناصب السياسية العالية , في الحزب الشيوعي ثم في الحزب الديمقراطي العربي , ورئاسة المجلس في قريته البعنة , وحرر الصحف المختلفة , وله نشاطات اجتماعية وادبية وترك بصماته الخاصة على الحياة السياسية المحلية .
مع ان بعض النقاد المحليين تناولوا نتاج الكاتب مثل , نبيه القاسم والدكتور حبيب بولس والدكتور محمود غنايم ,محمد حمز ة , محمد علي طه , وغيرهم قدم بعض الطلاب اطروحة الماجستير حول شعره وبعض طلابنا في المرحلة الثانوية تناولوا نتاجه ضمن وظائف البجروت , لكن الحق يقال ان الرجل لم ينل ما يستحق . ادبه مسيرة شعب فهو يستحق دراسات اعمق واكثر جدية , في نطري ادبه وادب من مثله من الادباء المحليين الكبار يجب ادراجه ضمن مناهج التعليم , وعلى المحاضرين العرب الكبار في الجامعات الاسرائلية والكليات توجيه طلابهم لدراسة الادب المحلي , وعلى النقاد الكبار تناول الادب المحلي بسخاء و بصورة نقدية واكاديمية , نعرف ان ابواب الشهرة اقصر لو تناولوا ادب طه حسين واحمد شوقي والبياتي ومظفر النواب ويوسف ادريس والطيب صالح , وادونيس , ان مثل هؤلاء الاعلام لهم الف مبدع وناقد في العالم العربي يكتب عنهم حتى تصير المادة عنهم فيها نوع من الاجترار , لكن من لمبدعينا ؟! اعرف ان هنالك اشكالية معينة بكوننا اقلية في هذه البلاد وكلنا يعرف الاخر عن كثب, يعرف شخصه لا نتاجه وقد نخجل من توجيه الانتقادات الموضوعية للاخر , حان الوقت لكسر هذه الحواجز بعد ان اصبح العالم قرية صغيرة يجب معالجة النص بدون اعتبارات شخصية لخدمة النص والقضية الاديبة والادب المحلي والادب عامة , والامر يعود بالفائدة على الكاتب نفسه . وايضا لدينا مشكلة تسويق مثل هذه الدراسات محليا .
كتاب صرخة في واد يقع في 276 صفحة من الحجم الكبير ,طباعة مطبعة النهضة , طباعة انيقة , الغلاف لوحة لواد خال من الحياة , حرص الكاتب على ترجمة اسم الكتاب للغتين العبرية والانجليزية كعادته في المجموعات اخرى , يهدي المجموعة الى جيل مضى وجيل لم يولد بعد , نلاحظ ان الاهداء ينسجم مع اسم المجموعة ,فالاهداء يقتصر على مجوعتين اولى خاضت الحياة وانسحبت منها والاخرى لم تجرب حظها بعد , وكاتبنا لا يحب المقدمات التي تتصدر الكتاب ,ليترك القارئ يتصفح قلب الكتاب مباشرة بلا مقدمات ,فهو يكتب تحت عنوان ايضاح وفي مجموعات اخرى مثل ازهار برية يكتب " بدلا من المقدمة " او توضيح . فهو لا يسوق المجموعة بل يوضح نقطة ما للقارئ ملحة بنظره , في توضيحه يشير الى انه لا يحارب اجل عمر كما قال القائد الفذ خالد بن الوليد , وشعره يفيض بالمحبة لشعبه ولشعوب الارض عامة , وهو يؤمن ان الصراع بين قوى الشر والخير ازلي ,لكنه يطمح بالتوازن والعدالة الاجتماعية , وان فكرة اصدار الكتاب عندما تقدم به العمر ليتجاوز الثمانين فكر في جميع القصائد ليزفها الينا بحلة جميلة , لنجد ان لشعر حنا ابراهيم نكهة خاصة تماما مثل حديثه اليومي , بين ثنايا الكلمات وتحت حافة اللسان الكثير من الصراحة والحكمة والمباشرة , يحمل انين الشعب وصرخات المجتمع , ورسائل مباشرة للحكام والشعوب , وصور من الصداقة ووفاء العهد للاصدقاء الاحياء و الراحلين ومواقف من الدين والسياسة وقضايا الامة والانسانية , تحتوي المجموعة على 95 ,قصيدة معظمها نظمت في مناسبات مختلفة منها 37 قصيدة رثاء لاصدقاء ومعارف , في قصائد المجموعة الشاعر ثائر على اوضاع العرب والعروبة الديوان حافل بقضايا ومواقف يسجلها لنا الشاعر في هذه المقالة نستعرض فقط هموم الشاعر المتعلقة باالعروبة وقضايا الامة ,و خيبة امل الشاعر من مكانة وسياسات العرب والمجتمع العربي هنا, مع اننا نلمس بعض نسمات من الامل تهب وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وضرورة انتصار الحق على جحافل الباطل , مع ملاحظاتنا العامة على المجموعة . في قصيدة " الى الاخ الفلسطيني خلف الخط الاحمر " ص 10 يقول : وعرف ان الحاكمين بامرهم / وبان حرف الضاد لا يكفي / ليعطي بعضهم نسب العرب / الادعياء لمجدك انتسبوا . وفي نفس القصيدة ص 13 : دسنا على الممتاز من ميراثنا - فاذا بنا نختار ما يرضي العدا / يا اخوتي انا متعب بعروبتي / وبشمل امتنا اراه مبددا / وقيادة محتاجة لقيادة .
وفي قصيدة نشيد لفلسطين ص 14 يقول : فان ليلي طويل طول غربتنا / وان يومي امر كله و غدي . وفي قصيدة دموع الرجال ص 29 يقول الشاعر بحسرة : أما العروبة وهي تحمد ربها / وتصوم في امن وراحة بال / لا شيئ يشغلها سوى الاعداد / للاخرى وتلكم غاية الامال / اما كبار الحاكمين فحظهم / بذخ اناء الليل والاصال وفي نفس القصيدة ص 31 يدعو شاعرنا الى ثورة تكنس عروش الطفيان : ما لم تدك الى الاساس عروشهم / وقصور كل مغامر دجال
سنمر في التاريخ طيفا عابرا / ونعيش ما نحيا بربع خال . وكان امنيات الشاعر اخذت تتحقق في ظل ربيع الشعوب العربية , وفي قصيدة واحيانا على بكر اخينا ص 32 يقول : عرب يقاتل بعضهم بعضا ما / هو في سبيل الله و الاوطان ذلكم القتال / والارض تعرف انهم عربان / ذو مال واخر دون مال / بل يعرف الشيطان / كيف يكدس المال الحرام / وكيف ينفق في المخازي والضلال . اشارة الى كثرة اقتتال العرب مع بعضهم البعض وتجويع الشعوب بحجة امن الوطن كيف تصرف اموال النفط على طاولات القمار والبارات وامعاء اطفال العرب خاوية . وفي قصيدة كلام مر على سمع فيصل الحسيني والمتوكل طه ص 38 يقول معاتبا : وانا الذي ادري بما في شعبنا / من طاقة لا تستغل فتهمل / انا مثل غيري متعب بعروبتي / يتمزق الصف الذي لا يعقل . وفي نفس القصيدة يطلب الشاعر الموازنة بين الدين والعلم يقول : يبنون جامعة فنبني جامعا / لم لا نشيد كليهما انا اسال .
وفي قصيدة في استقبال السفير الاردني ص47,لا يدخر الشاعر العتاب بين الاشقاء , لان ظلم القريب اشد قسوة وعنفا , وحال اليوم هو ثمرة تنكر وانكار وتجارة الاخرين بجراحنا الثخينة , يقول : ليس ظلم الغريب هو ثقيل / ما رماني بدائه ما رماني / بل كما قيل ظلم ذوي القربى / رمونا الى كلاب الزمان . وفي قيصدة دمشق ..سلاما , ينتقد الشاعر الكسالى الذين يحلمون فقط بالجنة وهو يكثر من تكرار هذه الانتقادات بصور مباشرة في هذه المجموعة , يقول ص 59 : من قال ان صرير اسنان الضعاف / يخيف اعداء المحبة والسلام / وبان في الفردوس متسعا لحشد / لا يعد من كسالى والنيام / الحالمين بالف جارية وقصر / من رخام فوق نهر من مدام / والمغمضين عن الاذى / والناطقين عن الهوى . وفي قصيدة عتابا اخوي في مهرجان اول ايار 1985 ص 83, يقول : ايام العروبة من بسوس / وعاشوراء بتعث من جديد / فنهجم والغريب على اخينا / ونفخر بالشهامة والعهود .وفي قصيدة بين الماضي والحاضر ص 89 , يتصفح تاريخنا فلا يجد به سوى الغدر والخيانة والتقاعس يقول : فلا ارى غير ما يندى الجبين له – من فساد ومن عار سلاطين / من يشترون بدولار وغانية / يطبقون علينا حكم فرعون .
وعن شعبنا الاسطورة يشير في قصيدة اول ايار بعد يوم الارض كفر ياسيف 1976 ص 104 ,يقول :
هو كالناصري ان يصلبوه / ظل حيا مصلوبه والدفين / اصلبوه يقم بثالث يوم/ اسجنوه وهل تخيف السجون . وفي قصيدة نظمت خصيصا بعد الفوز بالانتخابات 1974, يقول منتشيا بالنصر ص 115 : ويقول حين يرى عروش تزلزلت / والكادحين بسدة الامراء/ شرف وايم الحق اني كادح / يمشي بظل الراية الحمراء . وفي قصيدة مساء الخير يا امنا الارض ص 120 يعود وينتقد احوالنا وحياة البذخ والترف عن الامراء العرب يقول : وطويل العمر مشغول باحياء الليالي الحمر / والسكر على مضجع ربات الحجال / والذي يشتار من دبسا من قفا النمس .وفي قصيدة صرخة الم ص133 ينتقد حالة الانشقاق عن الذات يقول : ماذا اقول ولم يفرق صفنا / الا زعيم قام او متزعم .وفي قصيدة خاصة لوداع القنصل المصري 1993 يمتدحه الشاعر وبين طيات المدح عتاب للحكام العرب ويفطن الشاعر الى ان استقامة مصر من استقامة الامة وعزة مصر هي عزة امة باسرها وان الزعامة العربية تليق فقط بمصر ام الدنيا يقول ص 136 : ايها القنصل المكرم عفوا / ان للامر عندنا احكامه / علمتنا مدارس الدهر الا نعبد المتسبد او اصنامه / فغدونا بعقدة منه حتى / لو اتى الناس مشهرا اسلامه . وفي قصيدة كتبت عام 1959 تحت عنوان دعوة للمتفرجين , في ظل الحملة الشرسة ضد الشيوعية وشاعرنا كان من اركان الحزب البارزين في حينه . يقول : اترضى ان تكون مع النيام / وجلدك من سياط الظلم دام / وترضخ للاساءة مستنيما / ولا تصحو لوخز من ملام . وفي قصيدة هل نحن شعب ام حمائل ؟ يطر ح الشاعر العديد من الاسئلة الفكرية المشروعة حول تشرذمنا الغير مبرر ,ينتقد التصنيف الطائفي والحزبي والحمائلي والعائلي بين افراد الشعب الواحد . يقول ص 151 : هل نحن شعب ام قبائل ؟/ وهل ننتمي لجذور اعرق امة / ام نحن مازلنا خليط من حمائل ؟/ ايحس احمد ان حنا كفه / وذراعه اليمنى وصاحبه المناضل . وفي نهاية القصيدة ص 153 يخلص الشاعر الى نتيجة واحدة يقول : ما حك جسمك غير ظفرك / ايها العربي فاختصر الجدال . وفي قصيدة عن المتاجرين بالوطينة عن تعمد وسبق اصرار ص 158 , كان الشاعر يستثني الذين يتاجرون بالوطن والوطنية بحسن نية وما اكثرهم ! يهاجم الاحزاب وقادتها وادعياء الوطنية وتساءل الشاعر اين كانوا وقت الازمات الحقيقية للشعب ,يقول ص 161 ,يقال عنا شيعة قبلية / وسوى الحمولة ما لنا انساب / عشنا وشفنا كيف يغدر شعبه / نذل وينعق في الخراب غراب .
وفي قصيدة في الذكرى الخمسين لاستشهاد الشاعر نوح ابراهيم , في هذه القصيدة يبكي الشاعر الشهيد ويرفعه الى مرتبة ما بعد الرسول ويقص عليه ما الت اليه احوالنا من تخاذل وضياع لكن حسبه ان السلام يلوح في الافق القريب او البعيد الجميل, وفي ص 189 يقول : خمسين عاما والسؤال انتقني / اعرا ب امريكا ام اسرائيلا / خمسين والاردن يلعق جرحه / وضفاف دجلة تستغيث النيلا / والعالم العربي اعني شطره / المستصعف المستعبد المكبولا . وفي قصيدة في رثاء الرفيق خليل خوري من ابوسنان 1987 , يقول مستذكرا نائبات الدهر على شعبنا : ام لشعب اخنت عليه الليالي / وهموم الرحيل بعد الرحيل . وفي قصيدة في رثاء الاستاذ عبد العزيز امون من دير الاسد يقول 269 : فلا فرق بين شعب وشعب / وبين المسيحي والمسلم / كرهت الطغاة وظلم الطغاة / ومن يظلم الناس قد يظلم . وفي قصيدة في رثاء الشاعر جورج نجيب خليل , الشاعر االمعروف بين طيات الرثاء يدس الشاعر لوعته على حالنا يقول ص 240 : لقد غادرتنا والساح ملاى / باسباب التعاسة والشقاء / وشعبك في المناطق والمنافي / يعاني كل انواع البلاء .
نلاحظ ان الشاعر حنا ابراهيم اجاد باتقان قصائد الرثاء والتي خصها لاصدقائه ومعارفه من سياسيين وشعراء ورجال دين , هي عامة قصائد قصيرة , فيها الكثير من الحسرة واللوم على الفراق المبكر , يمتدح الشخص الذي يرثيه ويذكر اسمه وصفاته الحقيقية وقبسات من تاريخه وسيرته , الشاعر له معارف كثر ويخلص لاصدقائه القدامي ورفاق الدرب وان تفرقت السبل بهم , حتى نجده يرثي مختار البعنه خصمه السياسي ويمتدح افضاله , تغلب الحكمة على اشعار الرثاء - مثل اسلوب المتنبي - والتسليم بالقدر المحتوم فهو لا يستطع ان لا يرحب بالموت لكنه يطلب ان يزور الاحباب بعد سن التسعين ! .
الاشارات الدينية في مجموعة صرخة في واد : يكثر الشاعر من استعمال الاشارات الدينية في قصائده , الاشارات الاسلامية والمسيحية على حد سواء , لكن الاشارات الاسلامية هي الغالبة والطاغية في جل قصائده , وهذا الامر يدل على ثقافته الواسعة وان الامور الدينية تهمه من منظور ملاحظاته عليها وموقفه من عدة قضايا وخوفه من التطرف وقبول الناس على اساس طائفي , من هذه التعابير : الله ,رسوله ,جنات الخلد ,معانقة الصليب مع الهلال , هابيل ,قابيل , نسل ابي لهب , الاقصى , الحجاب ,الصوم , الحج , الامين , لم يولد ولم يلد , انبياء ,الرحمن ,الصلاة ,محراب , الاتقياء , طهر , لو يبعث المصلوب , عيشة نساك , تلاميذ اصفياء الرسول , المسيح ,طوبى , قدر القضاء , بابا نويل , الموت حق , يهوذا , بطرس , تحول الخمر ,امر الناس شورى , جنات الخلد , احاديث , الله اكبر , يسبحون الله , نبي كاذب , الرشد , الانجيل , القدس الشريف, جامع , صالحين , اعتصمنا بحبل الله , جند الله , البعث ,مثقال ذرة , اطيع الله ورسوله , اكليل , البابا , بنو الله , سدرة المنتهى . اوثان , كفر , سابع سما . يسوع , يوم الحساب, الناصري , النبي محمد , ناموس , كتاب, مؤمن.
ملاحظات حول المجموعة : قصائد المجموعة كتبت على فترات متباعدة واغلبها كتبت اثر حدث او مناسبة سياسية او اجتماعية او شخصية , وكانت لنا هذه الملاحظات :
- حبذا لم حرص الشاعر على تحريك الكلمات في جميع القصائد لضمان سلامة اللغة عند القراءة , بعض المقاطع في عدد من القصائد غابت والصور الشعرية بسبب اعتماد الشاعر على اسلوب المباشر كقوله في قصيدة الى الاخ الفلسطيني خلف الخطوط الحمراء ص10 " احسنت حين ربطت ما بين النتيجة والسبب " , تكرار نفس المعنى في اكثر من شطر واكثر من قصيدة مع تبديل طفيف في بعض الكلمات في حديث الشاعر عن الظلم , ربما هذا الامر يشير الى احساس الشاعر بالظلم على الصعيد الشخصي ,و على صعيد ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة ان الظلم مقدم من ذوي القربى ومن بين الاصابع اثناء المصافحة . انظر التكرار : يقول الشاعر في قصيدة الى عرابة مع قصب السبق 1978 ص87 : صلوا نارين: من خصم قوي / وعلقم ظلم ذوي قربى عميل
- وفي قصيدة مرة اخرى عن اكتوبر 1975 يقول الشاعر ص 94 : ان ظلم ذوي القربى كما ذكروا / اشد وقعا من الهندي ان ضربا
- وفي قصيدة استراحة الشاعر ص166 ,يقول الشاعر : وظلم ذوي القرابة و الاعادي / وطعن الغدر في ظهر وبطن . وفي قصيدة في حفل تكريم محمد شريف خليلية ص165 , في تشابه في المعني يقول : لتقول: هم اهلي, وان جاروا / احق الناس بالشكر الجزيل . وفي قصيدة في استقبال السفير الاردني ص 47 يقول ايضا : بل كما قيل ظلم ذوي قربى / رمونا الى كلاب الزمان .
- وايضا في قصيدة صرخة الم ص 134, يقول : من ظلم ذوي القربى الاشد مضاضة / حتى كان الخصم منه ارحم
- اما الملاحظة الاخيرة حول امور العقيدة في قصيدة في رثاء الشاعر محمد شريف خليلية ص 552, يقول الشاعر : ما دام امر البعث غير مؤكد / فاحسب بعد الموت ان لا تلاقيا . الشاعر هنا يقطع ان امر البعث غير مؤكد ! والبيت غير موفق في سياقه وخاصة ان القصيدة ليست فلسفية انما في رثاء صديق , كذلك في موضع اخر , نفهم تحامل الشاعر على من يدعي ويمتطي الدين كوسيلة لتحقيق ماربه الشخصية ,و من يتستر و ياخذ من الدين اداء الفرائض دون ان يطبق القيم الدينية السامية المرجوة كاحترام الغير والصدق وصلة الرحم ووفاء العهود , لكن في بعض المواضع نلمس التعميم من الشاعر كقوله في قصيدة في ذكرى الخمسين لاستشهاد نوح ابراهيم ص 189 والدين ما ظل ابن مطلق لحية / الا وامسى لاله وكيلا
- او في قوله في قصيدة صرخة الم ص133 ,ماذا اقول وكل مطلق لحية / في امتي سبحان وائل ملهم .

خلاصة : ديوان صرخة في واد , مجوعة شعرية تستحق الوقوف طويلا للدراسة والتحليل والتامل , في سيرة شاعر مجد وجاد يعشق الشعر والحرف ويطوعه للرواية تارة وتارة للشعر وتارة للقصة القصيرة , حتى احتار اهل النقد اين يصنفونه ! لقد اتقن صاحبنا كل صنوف الادب بجدارة لانه يكتب من القلب الى القلب ومن نبض الشارع والحياة التي عاركها طولا وعاركته طويلا المجموعة تحمل في طياتها الكثير من تجربة الحياة العريضة والعميقة , وحكمة جيل عاصر الاحداث الجسام , شاعرنا يابى الا ان يترجم لنا خلجات قلبه ويشاطرنا افكاره وفلسفته ومواقفه السياسية والاجتماعية والشخصية والادبية , احزانه واحزان الامة , من خلال هذه المقالة استعرضنا موضوعا واحدا وهو حنا ابراهيم شاعر مثقل بعروبته , الشاعر يصرخ في واد , ظن ان صرخته في واد غير ذي زرع , لكن صرخته سمعها من به صمم , هي لم تكن صرخته وحده بل صرخة والم مجتمع وشعب يشاطره همومه واهاته ومحطات في مسيرة شعب .



#سهيل_ابراهيم_عيساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الادبية الفلسطينية في الداخل تخسر احد فرسانها
- صالح الزيادنة فارس من الصحراء
- ارحموا عزيز قوم ذل
- تصبحون على ثورة اصدار جديد للكاتب سهيل عيساوي
- سيدي الرئيس
- نظام الاسد على كف عفريت
- قراءة في كتاب - اليسار المصري والصراع العربي الاسرائيلي 1947 ...
- القذافي نيرون ليبيا
- وداعا ملك ملوك افريقيا
- صدر كتاب الطريق الى كفرمندا عروس البطوف للكاتب سهيل ابراهي ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيل ابراهيم عيساوي - حنا ابراهيم شاعر مثقل بعروبته في دايوان صرخة في واد