أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح عودة الله - مصيبتنا ليست في-القمار- وحده يا ماهر أبو طير!!















المزيد.....

مصيبتنا ليست في-القمار- وحده يا ماهر أبو طير!!


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا كتب علينا أن نبقى أمة ضحكت من جهلها الأمم كما قال طيب الذكر أبو الطيب المتنبي قبل أكثر من ألف عام؟, ولماذا نصر على المضي قدما في العيش في زمن وصفه النبي العربي محمد بن عبد الله(ص) بزمن" الرويبضة" قبل أكثر من أربعة عشر قرنا؟, ولماذا نصر على العيش كالنعامة ولا نحترم المثل القائل"عين الشمس لا تغطى بغربال"؟, والى متى سنبقى أمة سطحية تهتم بالقشرة وتنسى اللب..أمة تناضل بشراسة ضد الحق وتحترم الباطل..أمة أصبحت في نظرها الخيانة"مجرد وجهة نظر" والمقاومة"ارهابا" والعملاء مجرد"نشيطين في حقوق الانسان".
الفساد ظاهرة موجودة منذ الأزل وفي كل مكان, فلا يخلو مجتمع من هذه الظاهرة, ولكن تتفاوت درجاتها من مكان الى اخر, وكذلك كيفية التعامل معها, والفساد انواع كثيرة ومتعددة:المالي, الاداري, الأخلاقي, المجتمعي, التربوي الخ.
هذه مقدمة لمقالي الذي انشره الان بعد أن قرأت مقالا للكاتب ماهر أبو طير والذي يتناول فيه ظاهرة القمار في الأردن,ونشر في صحيفة "الدستور" الأردنية وموقع"الحقيقة الدولية" الأردني, حيث يقول:"القمار ممنوع في الاردن رسمياً،الا ان هناك من يمارسه بشكل سري في فلل مغلقة في عبدون ومناطق مختلفة".
في الاونة الأخيرة لاحظنا بأن وسائل الاعلام الأردنية المختلفة تنشر وبشكل شبه يومي عن احدى مظاهر الفساد ومرتكبيها وهذه خطوة نباركها حيث أنها لم تكن من قبل وان كانت الا أن نظاقها كان محدودا.
كتاب كثيرون تطرقوا الى هذه الظاهرة, وحديث الناس في الشوارع في مجمله يتناولها أيضا, والغريب أن يقوم المسؤولون بالتطرق اليها, والسؤال الذي يطرح نفسه:أين كنتم يا أصحاب المعالي والفخامة والوزراء؟, فهذه الظاهرة موجودة منذ عشرات السنوات وان اتسعت رقعتها في السنوات الأخيرة.
ان ظاهرة الفساد بأشكالها المختلفة تنخر عظام كافة الأقطار العربية والاسلامية وبدون استثناء, وشكلت سببا رئيسيا في ثورات الربيع العربي التي أتمنى أن تبقى ربيعا والا تعود بنا الى "الخريف" الذي أكل خيرات بلادنا ودمرها وحطمها تحطيما كاملا ليجعلها أكثر الدول تخلفا وانحطاطا بين كافة الأمم.
القانون في بلادنا أيها الاخوة الأفاضل يطبق فقط على عامة الشعب, فهذه دول الخليج العربي التي تدعي بأنها تتخذ من الشريعة الاسلامية مصدرا لسن قوانينها تقوم بقطع يد السارق, ولكن أي سارق؟, انه الانسان المسكين المغلوب على أمره, الانسان المعدوم, وأما من قاموا بسرقة أموال شعب بأكمله ونهبوا خيراته, فمن يحاكمهم يا ترى؟.
الزاني يجلد ويرجم ولكن أي زاني؟, فمن اغتصب شعبا بأكمله وعاش كما شاء ونكح ما طاب له من النساء, من يجرؤ على مسائلته؟, من منا لا يعرف بأن رئيس الكيان الصهيوني السابق يقبع الان وراء قضبان السجن لأنه اتهم باغتصاب فتاة, وأخذت العدالة مجراها, فالقانون لا يرحم أحدا ولا يوجد أي انسان فوق القانون, وأما في بلادنا فلو تمت محاكمة الزناة والمغتصبين لأصبح عدد السجون أكبر بكثير من عدد المدارس بل المساكن.
لماذا نلوم المسؤولين وأصحاب الشأن لأنهم لم يقوموا بمعاقبة الفاسدين والمختلسين, وهم أنفسهم بحاجة الى عقاب..وهنا أستذكر قول من قال:"فإن كنت تدري فتلك مصيبة, وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.وينطبق عليهم كذلك قول الحكيم:اذا كان رب البيت للدف ضاربا, فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
ليس من السهل القضاء على الفساد وغيره من المظاهر السلبية الا اذا تحولت بلادنا الى بلاد ديموقراطية بكل ما في الكلمة من معنى, ولا داعي للخوض في تعريف الديموقراطية.
اننا نتحمل القسط الأوفر في وصولنا الى ما نحن عليه اليوم لأننا ولينا امورنا لاناس عديمي الاحساس والمسؤولية, ويصدق فيهم وفينا قول جبران خليل جبران:"ويل لأمة عاقلها ابكم وقويها ثرثار".
وأستذكر هنا ما قاله الشاعر الأردني الفلسطيني الأصل حيدر محمود عام 1989 أثناء أحداث معان"هبة نيسان" في قصيدته التي حملت عنوان"الصعاليك" وأبياتها تنطبق على ما يجري في كافة الأقطار العربية والاسلامية:عفى الصفا وانتفى يا مصطفى**وعلت ظهور خير المطا يا شر فرسان..فلا تلم شعبك المقهور ان وقعت**عيناك فيه على مليون سكران..قد امعنوا فيه تشليحا وبهدلة**ولم يقل احدا كاني ولا ماني..ومن يقول وكل الناطقينا مضوا**ولم يعد في بلادي غير خرسان..يا شاعر الشعب صار الشعب مزرعة**لحفنة من عكاريت وزعران.
اننا فعلا أمة سطحية كل ما يهمها هو الشكل والمظهر الخارجي ونسيت اللب والجوهر, انظروا ما يجري في جامعاتنا..مظاهر العنف, وتقليد أعمى للغرب وتسيب وجهل لا حدود له, فوالله لو سألت أحد الطلاب عن محمود درويش لقال لك بأنه لم يسمع عنه وان سمع عنه لقال لك بأنه كاتب لبناني لا يزال حيا يرزق.
ان ما يجري في مجتمعاتنا يتطلب حلا جذريا وليس شكليا لظواهر أصبحت في أجسادنا كمرض السكري بل كالسرطان, نطالب أصحاب الضمائر الحية وما تبقى من الشرفاء أن يقوموا بواجبهم نحو شعوبهم والا سنندم حين لا ينفع الندم, ونطالب كذلك بتسمية المولود باسمه وأن لا نتعامل مع الأمور بانصافها, فالتاريخ لا يرحم, وهنا أستذكر ما قاله الشاعر العراقي مظفر النواب:أيقتلك البرد؟,أنا يقتلني نصف الدفء..ونصف الموقف أكثر..سيدتي, نحن بغايا مثلك..يزني القهر بنا..والدين الكاذب..والفكر الكاذب..والخبز الكاذب..والأشعار..ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا ويوافق كل الشعب..او الشعب, وليس الحاكم أعور..سيدتي.. كيف يكون الإنسان شريفاً وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان, والقادم أخطر.
والى الكاتب المحترم أبو طير أقول, لو توقفت مظاهر الفساد في مجتمعاتنا عند القمار لقلنا نحن بألف نعمة..مجتمعاتنا يا كاتبنا العزيز بحاجة الى عملية جراحية معقدة تبدأ من رأس الهرم الى أبسط الناس, ونحن بحاجة الى دعم الحريات بأشكالها المتنوعة, فلا يعقل ألا يتمكن الانسان من فتح فمه الا عند طبيب الأسنان, وصدق حيدر محمود أيضا في قصيدته المذكورة حينما قال:"ماذا أقولُ (أبا وصفي) وقد وضعوا جمراً بكفّي..وصخراً بين أسناني, وقرّروا أنّني, حتّى ولو نَزَلتْ بي آيةٌ في كتاب الله طلياني.
نحن يا كاتبنا نعيش في سجن لا حدود له, ولكن السجين له حقوق لا نملكها نحن الأحرار, وها هو مظفر النواب أيضا يقول:"عفواً يا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى إلا منطفأً سكران..أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان..سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان, وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير, ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان.. وتعود إليها, وأنا ما زلت أطير.. فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر, سجون متلاصقة..سجان يمسك سجان".
نحن بحاجة الى قادة رجال..قادة يقودون السفينة الغارقة الى شاطىء الأمان, وليس قادة ينطبق عليهم ما قاله المناضل الشاعر والمحامي والمهندس السوداني الراحل محمد أحمد المحجوب:"هذه زمانك يا مهازل فامرحي ..قد عُد كِلابُ الصيدِ من الفرسان".



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللحرية الحمراء باب!
- يوم الأرض في ذكراه الخامسة والثلاثين!
- الحكيم جورج حبش..في ذكرى رحيله الثالثة!
- ما بين إيناس الدغيدي ونادين البدير!
- ما هكذا تورد الابل يا محمد الصبيحي!
- الكاتب جوزيه ساراماغو في ذمة الخلود!
- الزنا بطريقة شرعية!
- تحرير فلسطين بانتظار قيام الخلافة الاسلامية!
- في ذكرى رحيل عاشق الوطن حتى الثمالة..!
- يا فجر-مخيم جنين- الطويلا..عجل قليلا..!
- قمم قمم..معزى على غنم..!
- ردا على مقالة المحامي الكويتي راشد الردعان-كاتبات..جسد-..!
- العيب فينا يا شعب فلسطين..!
- نبيل وناصر..أسود تعود الى عرينها..!
- عندما يفقد المقدسيون صوابهم المفقود أصلا..!
- الى الحكيم-الحكيم- في ذكرى رحيله الثانية..!
- القرضاوي..عليك بمقاطعة المسيحيين وكل ما يتعلق بهم..!
- في الذكرى الثانية لرحيل-حكيم القدس-..!
- كلنا..-نادين البدير-..!
- نحن مع فلسطين ظالمة أو مظاومة..!


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح عودة الله - مصيبتنا ليست في-القمار- وحده يا ماهر أبو طير!!