أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيمون جرجي - مجتمعٌ ذكوريّ... امرأة تُعجز نفسَها: ردًّا على أسماء صباح!














المزيد.....

مجتمعٌ ذكوريّ... امرأة تُعجز نفسَها: ردًّا على أسماء صباح!


سيمون جرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 07:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كنتُ عزمتُ المشاركة في صفحة التعليقات أدنى المقال، والإيجاز خوفًا من الحشو والتكرار، إلّا أنّ طول نصّ التعليق ألجأني إلى صياغته في صورةِ ردٍّ قصير يُجمل الأفكار التي عرضت لي إبّان القراءة!
عزيزتي الكاتبة، أسعدَ اللهُ مساءَك وأجزلَ لكِ الثّناء على مناصرتِك حقوقَ المرأةِ في مجتمعاتنا الذّكوريّة، لا أُخفي عنكِ، بدايةً، امتعاضي من إهمالِك التطرّق إلى أسباب ذكوريّةِ المجتمعات واستمرارِها وتضخّمِها في مجتمعٍ دونَ آخر، ومن إهمالِ التَّسميات الحقيقيّة واستبدالها بأخرى (عمدًا أو عن غير عمد)، ممّا جعلَ مقالَك أعلاه عرضًا لا يُعالج موضوعَ المقال بشكلٍ كافٍ وافٍ، ويُهمل الأسبابَ وأساليبَ التحرّر منها فالمعالجة وصولًا إلى الهدف.
وبغضِّ النَّظر عن السَّبب الرئيسيّ الطبيعيّ الذي أدّى، منذ البدء، إلى سيطرة جنسٍ على آخر، كما عرضَ ذلك الأستاذُ نعيم إيليا في مقالٍ له "ضد عبد القادر أنيس وفاتن واصل"، على صفحات العدد 3394 من الحوار المتمدن ، فإن الأسباب المتعلّقة بثقافة المجتمع غائبة كليًّا في المقال، وقد تكون مغيّبة إمّا خوفًا من ذكرِها، أو جهلًا بها، ولا يُمكن إزاء عالم اليوم، وأمام وفرة مقالات الكاتبة وثقافتها إلا الإقرار بالتغييب القسريّ تهرّبًا منها ومن النتائج التي قد تترتّب عن ذكرِها في ظلّ مجتمعات متخلّفة مريضة.
تتساءل الكاتبة في مقدّمة مقالها عن سبب قلّة عدد النّساء اللواتي يعرفن بحقوقهنّ ويسعين إلى انتزاعها، ثُمَّ تجيب على تساؤلها سريعًا وتقول: "لأن المجتمع العربي الذكوري خلق امرأة عاجزة عن التطلع للامام". وتختم مقالها كما لو كانت تعرضُ أمام القارئ الحلَّ الرّئيسيّ في معالجة قضيّة الانتقاص من حقوق المرأة، تقول: "ان مجتمع ذكوري كالمجتمع العربي بحاجة الى اعادة صياغة، اعادة تربية، واعادة ترتيب للاولويات". وفي المقدّمة والخاتمة تتعمّد الكاتبة تسمية هذه المجتمع (أو المجتمعات) بالمجتمع العربي، بدلًا من استخدام التسمية التاريخيّة الدّقيقة "المجتمع الإسلاميّ"! وشتّان ما بين التسميتين! المجتمعات العربيّة يا سيّدتي كانت، ما قبل نشأة الإسلام، منحصرة في مناطق جغرافيّة معيّنة، كما أنّ ثقافتها كانت محدودة جدًّا في تلك المناطق. ومع نشأة الإسلام فانتشاره وُئدت كلُّ ثقافة لتحلّ الثّقافة الدينيّة شيئًا فشيئًا مكانها أجمعين! فنشهد أسلمة العادات والتّقاليد وكلّ عنصر ثقافيّ آخر تحت حكم الله المطلق وشريعته وشريعة رسولِه المتمثّلتين في القرآن والحديث والفقه... إلخ!
إنَّ الكاتبة في حماسها، وهو حماس مشروع، وغيرتها على جنس حوّاء، وغيرتها حقّ؛ لم تتنبّه إلى أنّها عابت المجتمع لاعتباره جسد المرأة عورة (ولعلّها تنبّهت فغضّت الطّرف)، وهذا اعتبارٌ دينيّ إسلاميّ حصريّ يرى في المرأة عورة، لا بل مجموعة من العورات لا يسترها إلا النّقاب. ألم تقرأي في القرآن: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النّور 31)؟! أوَ لم تقرأي أيضًا ما قالَه نبيُّ هذا المجتمع: "إنَّ المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشّيطان وأقرب ما تكون من وجهِ ربّها وهي في قعرِ بيتِها" (سنن الترمذيّ). أوَ لم تسمعي عزيزتي الكاتبة ما قالَه أحد أشهر شيوخ بلادك أبو إسحق الحويني السلفيّ: "إنَّ وجه المرأة كفَرْجها"؟! من أين لمخيّلة السلفيّ الحويني هذا الإبداع الذي ساوى وجهَ المرأة بفَرْجها، لو لم يقرأ ويتأمّل في سورة النّور هذه، وفي زبدة أقوال علماء التفسير فيها، وفي هذا التّسلسل العجيب الذي بدأته الآية الواحدة والثّلاثون منها في إلحاقِ الفروجِ بالأبصار؟! من أين له هذه الصّورة في جعل كلّ ثغر في المرأة عورة لولا قول نبيّه في الترمذيّ؟!
ألم تفطن الكاتبة أيضًا إلى أنّها اتّهمت المجتمع باعتبار المرأة أقلّ من الرّجل، والمجتمع يستوحي هذا الاعتبار مرّةً أخرى من كتابِه الكريم في آياتِه التي تحطّ من شأن المرأة، ومن سنن نبيّه الذي لا يرى في النّساء سوى ناقصات عقل ودين! لماذا تنتفض الكاتبة على الرّجال الذين لا يرون في النّساء، على حدّ قولها، سوى المتعة، وسبقَ القرآنُ وصرّح: "نساؤكم حرثٌ لكم... "، و"انكحوا ما طابَ لكم من النّساء... "؟!
تختم أسماء مقالها بمجموعة من النّصائح تنصحُ بها المجتمعَ ليعيدَ ترتيب الأولويّات، فهل ستسمح له إذًا بإبعاد الدّين ونصوصه عن احتلال صدارة الأولويّات؟! تنصحُ للنساء بتربية جيلٍ من الذّكور قادرٍ على تصوّر المرأة كشريكة، فهل تنصح للأمّهات أن يُبعدن عن وسائل تربيتهنّ "الدّينَ" ونصوصه المهترئة؟! تنصحُ للمجتمع ألا ينظر إلى المرأة نظرةً دونيّة، فهل تقبل بأن يمسحَ المجتمعُ عينُه من ذاكرته وفكره نصوص الإله المقدّسة التي رسّخت فيه هذه النّظرة؟!
حتّامَ يتعامى المثقّفون العرب عن مشكلة المشاكل؟! وحتّامَ يبحثون عن الفلس الضّائع في النّور وهم يعرفون أنّه ضاعَ في الظّلام؟! حتّام يسخرون من أنفسهم ومن جماهير النّاس والقرّاء في إغفالهم المتعمّد أسباب التخلّف الرئيسيّة؟! حتّام يا أمّة الأعراب يا أمّة النّعام؟!



#سيمون_جرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ناد ألماني يسمح بإقامة حفلات الزواج على ملعبه
- قنبلة موقوتة في بيتك تهدد خصوبة النساء
- تقرير داخلي للشرطة ”كان يمكن إنقاذ عدد من النساء المعنفات من ...
- من هي المغربية وداد برطال بطلة العالم في الملاكمة النسائية؟ ...
- أحصلي على 800 دينار جزائري “طريقة التسجيل في منحة المرأة الم ...
- بثقة متجددة وإصرار.. النساء يدخلن معركة الانتخابات البلدية ف ...
- لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا
- 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 و ...
- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيمون جرجي - مجتمعٌ ذكوريّ... امرأة تُعجز نفسَها: ردًّا على أسماء صباح!