أنا ومشاكلى مع دهون الدم

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 02:15
المحور: الادب والفن
    

ذات يوم شعرت ببعض التعب , ومعاناة , ولخبطة فى جميع أجزاء جسمى النحيل , بصراحة شديدة أنتابنى خوف فظيع من جراء تلك المعاناة التى لم أستطع تحديد هذه المعاناة والتعب , إحساس بدوخة شديدة , ووألام فى الرأس مع زغللة فى الرؤية, بعض الآلام فى الصدر , وهذه الآلام أرقتنى وجعلتنى لا أستطيع النوم ولا تناول طعام , على الفور ذهبت الى الطبيب , حيث كان أبنى الكبير لازال فى أولى طب , ولا يستوعب ما أعانيه من ألام .

المهم وصلت للطبيب , وأنا لا أحب الآطباء بصراحة شديدة , لآن لا يأتى من ورائهم إلا أخبار المرض , وهذه الكراهية عندى منذ الصغر , لآنى كنت فى صغرى من تعداد المرضى , لآنى يمكن الطفل الوحيد الذى نجا من مرض التيفود , الذى عانيت منه أكثر من العامين , وأنا فى شبه غيبوبة تامة , لكن طول عمر الشقى بقى , كما يقول المثل العامى , وشفيت من هذا المرض اللعين بأعجوبة , المهم أن الطبيب كشف على صدرى وأدخل فى قلبى كثيرا من الرعب , وقال لى لازم من عمل مجموعة من التحليلات وبالذات فى الدم حتى نرى دهون الدم .

أخيرا حللت دمى وظهر عندى كثير من الدهون , وكتب لى مجموعة من الآدوية التى أكلت من جسدى بقدر ما أحدثت من إصلاح فى الدم وسيولته , فالدم كان شبه راكد , ولا يمشى فى المجارى الدموية والعروق شبه مغلقة تماما , لكن , بعد أيام أحسست بأن المجارى حدث معها تسليك , والدم أصبح يمشى , والآعراض التى كنت بعانى منها بدأت تقل شوية شوية , وحبة حبة أصبحت على ما يرام , وبدأت كراهيتى للأطباء تخف شوية عن الآول , لآنى كما قلت , الآطباء كانوا شبه أعداء لى .

لكن أنا إنسان فضولى , ولازم أعرف أيه هى الحكاية وأيه هى دهنيات الدم ..... فركضت على المكتبات العامة , لآنى كنت من هوات هذه المكتبات قبل ظهور الآنترنيت , وفضلت أقرأ فى مراجع وكتب , حتى ألم بما أصابنى وحتى أستطيع تلافى الجوانب السلبية لهذا المرض , وتولدت لدى قناعة بأن الآنسان هو الذى يمرض نفسه , ولا احد غيره , لآن الآنسان بطبعه جشع ويميل الى أكل كل ما يشتهيه دون وعى وإدراك , ولذا يكون معرضا لكثير من الآمراض نتيجة الجهل فى طرائق تناوله لطعامة , والمعدة بيت الداء .

فالدهون عموما لها فائدة للجسم , لآنها مصدر الطاقة للجسم , وأكثرها تركيزا , والدهون بالجسم تحنوى على مواد مثل الهيدروجين والكربون مع القليل من الآكسوجين , والدهون عموما بتقسم الى نوعين : دهون مشبعة ودهون غير مشبعة , ومن هنا نستطيع القول أن الدهون المشبعة تؤدى الى أرتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم , بينما الدهون الغير مشبعة لا ترفع نسبة الكوليسترول بالدم , كما يحتوى الدم على نوعين من الدهون وهما التراجليسيرايد والكوليسترول .

وتراكم هذه الدهون فى مجرى الدم على المدى البعيد يؤدى الى عملية ترسيب على الجدار الداخلى للشرايين , فيصبب عروق أ صاحبها بالتصلب وتفقد مرونتها , حيث تضيق هذه العروق , مما يؤثر فى عملية نقل الدم الى العضو الذى يتغذى على الدم , وهذا بدوره يؤثر على كفاءة عمل هذا العضو , ففى حالة تصلب الشرايين المغذية لعضلة القلب , تكون كمية الدم الواردة له غير كافية , فتحدث الذبحة الصدرية , مما يسبب فى تلف عضلة القلب .

وهناك خمسة أنواع من أرتفاع نسبة الدهون فى الدم :
والنوع الآول : ترتفع فيه الترايجليسيرايد , بينما تبفى نسبة الكوليسترول طبيعية , حيث يصاب به الشخص منذ الطفولة فيشعر بأعراض متنوعة مثل ألام فى البطن , وتضخم فى الطحال والكبد وظهور أكياس دهنية على الجلد وهو نوع نادر جدا .
والنوع الثانى : حيث يرتفع نسبة الكوليسترول بينما تبقى نسبة التريجليسيرايد طبيعية وهو إما أن يكون وراثيا 50 فى المئة من العائلة الواحدة , وذلك إذا كان أحد الوالدين مصابا , وإما غير وراثى فتكون هناك زيادة لنسبة التراجليسيرايد , وهذا يعالج بالأبتعاد عن المواد الدهنية , فلا تزيد فى الطعام يوميا عن 40 جرام وتكون مجموع السعرات الحرارية فى الطعام لا تزيد عن 1200 سعر حرارى يوميا .
الموع الثالث : وهو نوع وراثى , فلا يصيب إلا من كان أبواه مصابون أو لديهما عامل المرض , وتكون نسبة الكوليسترول والتراجيسيرايد مرتفعة .
النوع الرابع : فى هذه الحالة تكون نسبة التراجليسيرايد ترتفعة فقط وتكون نسبة البلازما لون اللبن من شدة أرتفاع التريجليسيرايد فى الدم .
النوع الخامس : وهو النوع الذى يصيب مرض السكر أو من يعانون ألتهابا فى البنكرياس , وهنا يجب تجنب تناول الآغذية الغنية بالدهون كالكعك والمعجنات وتناول الفاكهة والخضروات , وكذلك تجنب إضافة أى دهون زائدة أثناء الطهى , كما يفيد ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة , ثلاثة أيام فى الآسبوع , وعدم وممارسة أى عمل يساعد على زيادة خفقان القلب , ومن الآفضل أستشارة الطبيب قبل ممارسة أى برنامج رياضى .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل