-المجالس الحقوقية- .. بوابة الجحيم -الأمريكى-

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** كالعادة ، والمتوقع ما حدث بالأمس أن تنصب مجالس النميمة فى الإعلام المصرى ، وقنوات "التوك شو" ، جلسات المحاكمة للدولة المصرية وللمجلس العسكرى ، وللسادة المسئولين ، بعد أن تجرأت واقتحمت الشرطة مدعومة بقوات من الجيش وفريق من النيابة العامة أمس، ١٧ مقراً لفروع منظمات مجتمع مدنى مصرية وأجنبية فى القاهرة والجيزة، وتحفظت على الموظفين وأجهزة الكمبيوتر تنفيذاً لأمر التفتيش الصادر من قضاة التحقيق المنتدبين من وزير العدل، فى شأن قضية التمويل الأجنبى وما يرتبط بها من جرائم أخرى، ومن بين المقار المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة ومرصد الموازنة العامة المصريان، والمكاتب الإقليمية لمنظمة فريدوم هاوس والمعهدين الديمقراطى والجمهورى الأمريكيين، و١٢ منظمة ومركزاً حقوقياً أخرى ..

** وقالت مصادر قضائية مسؤولة إن الحملة استهدفت البحث عن مستندات وأموال تتعلق بالتحقيقات فى القضية، بعد تلقى قضاة التحقيقات تحريات ومستندات بنكية تؤكد أن هذه المنظمات تلقت أموالاً من دول أجنبية منها قطر والكويت وإيران وأمريكا ..

** وأضافت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، أن التحريات أشارت إلى أن تلك المنظمات ارتفعت أرصدتها المالية فى البنوك، ما جعل القضاة يتوجهون بشكل مفاجئ إلى مقارها، بحثا عن أى مستندات أو أموال تساعد قضاة التحقيق فى القضية ..

** وذلك بعد أن فاحت رائحة هذه المنظمات ، وتضخمت أرصدتها فى البنوك ، وتحول معظمهم إلى الثراء الفاحش ، فوجدنا من كان يتعلق فى أتوبيس حتى يفلت من دفع قيمة التذكرة صار يمتلك سيارة فارهة ولديه سائق ، ويمتلك أكثر من محمول ، ولديه مكتب وسكرتارية .. وتتهافت عليه كل وسائل الإعلام ليدلى بتصريحاته العنترية ..

** وبالطبع عبرت الولايات المتحدة عن قلقها العميق من عمليات المداهمة التى طالت عدة منظمات ، وطالبت بتقديم تفسير لما حدث ، وإعادة أجهزة الكمبيوتر التى كانت بهذه المنظمات ، والتى تم الإستحواذ عليها من قبل العسكرى .. وقالت العاهرة "كلينتون" .. "إننا ننتظر تفسيرا من الحكومة المصرية لما حدث" .. وهددت "أنه يمكن أن يكون هناك توابع إقتصادية إذا ما فشلت مصر فى إتخاذ خطوات إيجابية مناسبة مشيرة فى ذلك لموافقة الكونجرس على المعونة السنوية لمصر مطالبة بضرورة أن تعى مصر هذه الحقيقة ، وتجد حلا لها ...

** أما دكاكين وكالة وأسواق منظمات "حقوق الإنسان" ، فقد صرحت أن ما حدث غير مسبوق ، موضحة أن الهدف منه واضح ، ألا وهو منع إنتقاد سياسة المجلس الذى ينتهك حقوق الإنسان ، والذى إعتبره البعض هو هجوم جديد على الحرية ، يهدف إلى تكميم الأفواه .. وهذا يكشف المجلس العسكرى أمام الجميع ..

** وأعربت "فيكتوريا نولاند" المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية عن قلق الولايات المتحدة ، لأن هذا تصرف غير مناسب من المناخ الحالى ، مضيفة أن مسئوليين أمريكيين كبار على إتصال بالقادة العسكريين المصريين ، للتعبير عن قلقهم من هذه المداهمة ، وأضافت "نولاند" قائلة "نتطلع إلى أن يتم حل هذه المسائل على الفور" ..

** وبالعودة للتصريحات الأمريكية ، فهى تناولت عدة محاور .. المحور الأول "التلويح بوقف المعونة السنوية لمصر ، مطالبة المسئولين أن يعووا ذلك جيدا ، يعنى بالعربى "واشنطن ترسل معونة لمصر تبلغ 1.3 مليار دولار فى مقابل تأدية فروض الطاعة والولاء لأمريكا" .... وللرد على هذه العاهرة .. أعتقد أن الواد "أبو سويلم" .. أبو لسان زالف ، والمقيم فى كفر الهنادوة ، أعلن بالصوت الحيانى أنه سوف يفتح صندوق التبرعات لرد الجميل لمصر ، ووعد الواد "أبو سويلم" ، وكل من فى كفر الهنادوة ، وكفر دعبس ، وكفر المعداوى أن يقوموا بنشر هذه الدعوة الكريمة .. هذا عن رأى "أبو سويلم" ، فماذا عن رأى 80 مليون مواطن مصر ، فى جمع 5 مليار دولار ، وليس مليار وثلث ... أعتقد أن الرسالة قد وصلت للعاهرة "كلينتون" ، والبومة "أوباما" .. فإن شباب ورجال ونساء مصر لا تبيع شرفها ولا عرضها ولا أرضها بكل المليارات التى تمتلكها العاهرة "أمريكا" .. والشعب المصرى هو شعب يملك من الكرامة ما يقيم الدنيا ، فشيمة الرجل المصرى هى العزة والكرامة والشموخ ... إذن فلنقول للعاهرة "كلينتون" .. فلتذهبى أنتى ومعونتك إلى الجحيم ، بل وكل من يتطاول على مصر ، وجيش مصر العظيم أيها العاهرة ...

** أما عن مجالس ودكاكين "النصب على الإنسان" ، فهى لم تزرع فى مصر إلا لتعمل لصالح واشنطن ، فليس لهذه المجالس سوى عمل واحد هو رصد كل الأحداث الجارية فى الشارع المصرى ووضع مجموعة توابل من الشطة والبهارات .. لعمل تقرير هو إدانة الشرطة أو أى جهات مسئولة دون عرض الموضوع كاملا .. ولكن تخضع هذه التقارير لتصب فى صورة إنتهاكات تتلقفها منظمة "فريدوم هاوس" الصهيونية ، وذلك لإدانة مصر بما ضخته من مليارات وملايين الدولارات لتحقيق هذا الهدف ...

** ودعونا نحكم العقل قليلا ، منذ الإرهاب الذى تعرضت له مصر ، وضربت السياحة فى مقتل ، وجميعا نتذكر مذابح الإرهاب فى عام 1992 ، التى إستهدفت أتوبيس سياحى أمام أحد الفنادق بشارع الهرم .. وحرق أتوبيس أخر عام 1993 للسائحين ، وأحداث الدير البحرى عام 1997 ، ومقتل 66 سائح .. ثم المذابح ضد الأقباط منذ أحداث الخانكة ، وحتى ماسبير .. ماذا فعلت مجالس "حقوق الإنسان" .. للأسف لم تفعل شيئا سوى تقديم تقرير ضد الحكومة المصرية بالتقاعس عن حماية المواطنين ، وإذا قبضت الحكومة المصرية على هذه المنظمات الإرهابية تنطلق لجان "حقوق الإنسان" للمطالبة بالإفراج الفورى عنهم ، تنفيذا لتعليمات سيدتهم ، ورأس تاجهم "أمريكا" .. ثم ماذا فعلت لجان "حقوق الإنسان" أمام هذا الزحف الإرهابى ضد الكنيسة المصرية ، ومهاجمة أكبر رمز للكنيسة المصرية "قداسة البابا" .. هل تنطعت أى منظمة حقوقية ، لتقديم ملف للعالم ، يتضمن الإنتهاكات التى تنتهكها الجماعات الإسلامية فى مصر ضد المواطنة .. هل تقدمت أى لجان حقوقية ضد تصريح دكتور "سليم العوا" ، بإتهام الكنائس بتخرين الأسلحة وحجز الفتيات .. ألم يكن هذا التصريح الذى أطلقه والفتوى الذى أعقبت ذلك قد جعلت الكثيرين يهاجمون الكنائس ويبثون الرعب فى نفوس الأقباط .. ألم تخضع هذه التصريحات لإنتهاك حرية العقيدة وحرية الإنسان القبطي المسيحى المصرى فى وطنه ... هل تقدمت أى لجان حقوقية ضد الجماعة السلفيين لكشفهم أمام العالم ، عندما إنتهكوا إحدى الكنائس بقرية "صول" وقاموا بهدمها على مرأى ومسمع من الجميع .. هل كان هناك إدانة لهذا الموقف ، أم الإدانة كانت للمجلس العسكرى الذى سمح بذلك .. تترك هذه اللجان دائما المتسبب فى زرع الفتن والأحداث لتلقى بشماعتها على أى جهات أمنية مسئولة .. نعم نتفق على أن الجهات الأمنية هى المسئولة عن أمن وحماية الوطن ، ولكن كان يجب على مجالس حقوق الإنسان ، إذا كانت تعمل وتخدم الصالح العام للوطن ، أن تبادر لمطالبة أصحاب هذه الفتاوى التى تدمر فى الوطن إلى جهات تحقيق ، والإصرار على محاكمتهم جراء أفعالهم الإجرامية .. ولكن للأسف لم يحدث شئ من ذلك منذ الماضى حتى يومنا هذا ... ماذا فعلت هذه المنظمات عندما طبقت الحدود على رجل مسيحى فى صعيد مصر ، وقطعت أذنه ، وماذا فعلت هذه المنظمات عندما رفض إسلامى قنا تعيين محافظ قبطى للمحافظة بزعم أنه مسيحى .. ماذا فعلت هذه المنظمات لكل هذه الأحداث الطائفية التى دفع ثمنها أقباط مصر .. ولم يحركوا ساكنا ... وماذا فعلت هذه المنظمات مع موجة خطف الفتيات المسيحيات ، صغار السن ، وأسلمتهن بالإكراه ، بعد إغتصابهم وتعرضهم للقهر النفسى والإرهاب البدنى .. وأخرهم فتاة تدعى "مارينا هانى أرنست" ، والتى تغيبت منذ يوم الجمعة الماضى 23/12/2011 .. ولم تتقدم أى منظمة حقوقية من الذين يتلقون الأموال لتخريب مصر بطلب عاجل إلى السيد وزير الداخلية بسرعة ضبط وإحضار المتسببين فى خطف هذه الفتيات ، وترويع المجتمع .. بل صمت الجميع فى إنتظار واقعة مثل التى وقعت فى التحرير أمام مبنى "مجلس الوزراء" عندما تعرت فتاة وتم جرها فى الشارع ... هذا بجانب صمت الإدارة الأمريكية ووزيرة خارجيتها ، ورئيس أمريكا .. لتنتفض للدفاع عن أقباط مصر ، وعن كنيستهم التى تتعرض للهدم والحرق ، ولكنهم يعلنون عن أسفهم على إستحياء ، وهم يصدرون بياناتهم العرجاء .. "أن واشنطن تتأسف على الأحداث الجارية ، وتطالب بضبط النفس" ...

** خلاصة القول أن هذه المجالس هى دعم للسياسة الأمريكية ، ودعم لسياسة الفوضى التى تدعو إلى إسقاط مصر ... وللأسف لقد أصاب الجميع الغباء .. البعض منهم قليل الخبرة والبعض منهم من صغار السن ، والبعض منهم مأجورين ، وليس لديهم أى نخوة للدفاع عن الوطن ، بل هم يهاجمون بأسلوب مقزز ومستفز ، كل من يدافع عن أرض وسلامة مصر .. لمنع محاولة كشفهم أو كشف أكاذيبهم ..

** أما أغرب الحوارات التى أداراها "الإبراشى" ، فقد إستضاف ناشطة سياسية ، تدعى "دولت عيسى" .. مديرة برامج الحملات الإنتخابية بالمعهد الجمهورى والحاملة للجنسية الأمريكية .... وقالت "لقد قدمت إستقالتها من المعهد بعد علمها أن التمويلات التى يتلقاها المعهد من الخارج ، هدفها تدريب بعض الأحزاب المولودة من رحم الحزب الوطنى المنحل على حد وصفها ، وأضافت أن هذه التمويلات تنفق لدعم الأحزاب الليبرالية ، وليس لدعم الأحزاب الدينية الإسلامية من إخوان وسلفيين ... وأضافت أن تمويلات المعهد كانت تأتى من الكونجرس الأمريكي نفسه ، لتنفيذ مخطط الحياة السياسية فى مصر ، وإحتلالها عام 2015 .. وكانت المنح تأتى لتعطى مايكل ، ولا تعطى محمد على سبيل المثال ، وهذا لعب طائفى فى البلاد" ..

** دعونا نتوقف قليلا .. للتعليق على الناشطة "دولت عيسى" .. كيف لأمريكا أن تدعم الليبرالية ، ولا تدعم الأحزاب الدينية الإسلامية ، وهى تعقد معهم الصفقات والحوارات منذ عام 1985 ، وهذا ما أعلنته عدة تصريحات صدرت من "واشنطن" ، و"أوباما" ، و"كلينتون" ، و"أن باترسون" ، و"جون كيرى" ، وحتى عامل النظافة والصرف الصحى بأمريكا ، وبائع الترمس ، عن تضامنهم ووقوفهم بجوار الإخوان ، ومطالبتهم وترحيبهم بتسليمهم السلطة فى البلاد ..

** ثم تدعى "عيسى" ، أنها إتقهرت ، وقررت تقديم إستقالتها بعد أن علمت أن الدعم يصل لليبراليين وليس للإخوان .. ثم تعود وتعترف أن هناك مخطط تنفذه "واشنطن" لإحتلال مصر عام 2015 .. وهو ما خططت له واشنطن منذ البداية ، أو بالتحديد منذ بداية 25 يناير ، والذى شاهدناه ورأيناه ، وهو إطلاق سراح السجناء السياسيين من سلفيين وإخوان وجهاديين وزعماء تنظيم القاعدة ، وإسقاط النظام المصرى الحاكم ، بعد تشويه صورة كل من عمل فى فترة مبارك ، حتى ولو كان مواطن شريف ، وخلق حالة من الفوضى تدعو إلى تسليم الحكم فى مصر إلى جماعة الإخوان المسلمين ، والضحية هى "مصر والمسلمين الشرفاء والأقباط والكنيسة" .. المهم تحقيق الفوضى وتسليم الإخوان الحكم فى مصر ، ثم بعد ذلك يتم خلق فتنة بين الإخوان والسلفيين والأقباط والأصوليين والليبراليين والشيوعيين على غرار ما حدث ، ومازال يحدث فى العراق ، منذ الإحتلال الأمريكى ، ولكن مصر لها نكهة خاصة ، فهى الحلم الإسرائيلى والحمساوى والإخوانى ، وعلى الثلاثة أن يتقاسمونها ..

** أما الجيش المصرى .. وهنا أقصد المجلس العسكرى ، فقد بلع الطعم ، ووافق على هذه المهزلة التى تدعو أنها ثورة لإسقاط النظام ، ولم يكن يعلم أنها لعبة حقيرة تديرها العاهرة "كلينتون" ، والبومة "أوباما" لإسقاط مصر ، بإستغلال كل المنافذ ... وأولها مجالس "حقوق الإنسان" ، ومجالس "الحريات" ..

** فهل يعى المجلس العسكرى هذه المؤامرة التى تديرها هذه الدولة لهدم مصر .. هل يعى المجلس العسكرى أنه لا وقت للطبطبة على هذه المنظمات الإرهابية التى تحركت ولأول مرة فى الشارع المصرى ، وصارت لهم أصوات وإحتلوا منافذ الإعلام .. والصحف .. والتحرير ... هل يدرك المجلس العسكرى أن أمريكا تدعم الإخوان والسلفيين ، والمنظمات الإرهابية لهدم مصر ، ومسح إسمها من خارطة الطريق .. وتعمل هذه الحقيرة كل هذا المخطط لصالح إسرائيل .. فهى تستعين ببعض هذه القوى والمنظمات لتنفيذ مخططاتها ، دون الحاجة إلى إرسال "جندى أمريكى مرتزقة واحد" .. ولكنها أرادت أن تضرب مصر بالإخوان والسلفيين ، وحماس ، والفوضى ، والتحرير .. فهل نفيق ونستيقظ .. ويقف الجميع وقفة رجل واحد قبل فوات الأوان .. فلا أملك إلا أن أقول لكِ الله يامصرنا الحبيبة ..........

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات