أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماهر شكارنة - لماذا يخطيء الرجل ... وتعاقب المرأة ؟؟!!














المزيد.....

لماذا يخطيء الرجل ... وتعاقب المرأة ؟؟!!


ماهر شكارنة

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 21:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد ُنْصبت المرأة في قديم الزمان في بعض المجتمعات الهة , ُتعبد وتُقدس ويُصلى من أجلها. وكان دور الرجل يقتصر فقط على الجنس والرقص والعبادة , وكانت المرأة في ذلك الوقت بأعتبارها مصدر الحياة هي المسؤولة عن ادارة شؤون البلاد وعن قرار السلم والحرب ,ليس للرجل فيها اي قرار كان, وتخبرنا المثيولوجيا بكل انواعها ان السلم كان هو الصفة السائدة بين المجتمعات من زمن حضارة أورنامو وأشنونا ومروراً بحضارة حمورابي والتي قد خصصت 92 قانونا لصالح المرأة وصولا الى الحضارات ما بعد الفرعونية .
في الوقت الذي تخبرنا هذه المثيولوجيا ان المجتمعات العربية قد ُعرف عنها طمس شخصية المرأة والتنكيل بها وقد تفننوا في هذا الطمس من الوأد والجواري والسبايا والتبعية الكاملة للرجل , وبالرغم ان وضع المرأة في جميع المجتمعات في القرون القريبة الماضية اخذ يترنح ما بين العدل والظلم الا ان وضع المراة العربية مازال على حاله مثلما كان قديما , فمازلت المرأة عندنا توأد ومازلنا نملك الجواري ونملك كذلك السبايا ونقتل المرأة بمجرد الشك فيها , والتبعية هي السمة السائدة للمرأة العربية والتي من شأنها أن تجعل التمييز ما بين الرجل والمرأة هو الصفة التي تغلب على المجتمع وتسيطر عليه , ولانه ليس هناك قانون منطقي وعادل يحكمنا لأننا بكل تاكيد نترك كل القوانين السماوية والارضية في حالة انصافها للمرأة او اعطائها بعض الحقوق المترامية هنا او هناك فنترك هذه القوانين جانبا ونختلق الطرق المناسبة للحيلولة دون تطبيقها , ونسمح لأنفسنا بالتمسك بقوانين بالية قد عفى عنها الزمن منذ عصور طويلة وكأن هذه القوانين قد اصبحت احد اجزاء مكونات دمائنا والتي لا يمكن ان نعيش بدونها غير مدركين ابدا ان التغيير في انصاف المرأة العربية هو اسمى انواع الحضارة لأي مجتمع عربي , وكذلك لم نحصل على الوعي الكافي انه كلما انصفت المرأة قلت المشاكل الاجتماعية في المجتمع ولكننا للأسف نحن الشعوب الوحيدة التي تتفاخر ان لديها اكبر احتياطي من العادات الرديئة الني من شأنها ان تؤدي بالمرأة العربية الى الهاوية وليس هذا وحسب بل ان بعض المتدينون والذين يستغلون بساطة هذه المجتمعات فانهم ان ارادوا الشهرة الاعلامية فأنهم ينتجون فتاوي ليس لها من المنطق اي ملامح والتي كان اخرها تحريم أكل المرأة للخيار والجزر الا بوجود محرم بدعوى ان هذه الخضار تثير المرأة جنسيا , وهؤلاء هم الذين ينبطق عليهم قول العالم المسلم المتصوف الامام ابو حامد الغزالي (( ان انتشار الكفر في العالم يحمل نصف اوزاره متدينون قد بغضوا الله الى خلقه بسوء صنيعهم وسوء فتاويهم )) ومن هنا فأنني اعتقد جازما ان هناك سببان رئيسيان لا ثالث لهما مازالا يحطما مساواة المرأة المنطقي بينها وبين الرجل في المجتمعات العربية أولهما : هؤلاء الامثال من المتدينون والذين هم بحاجة لمارتن لوثر جديد يجتثهم من جذورهم حتى الاعماق كون ان هذا المجتمع لا يجروء على اجتثاثهم ابدا بل العكس انه يقدسهم ويفعل ما يطلبون ,
وثانيهما : المتمسكون ببعض العادات والتقاليد الجامدة والتي لا يمكن لها ان تتغير حتى بمرور قرون من الزمن عليها.
بكل تأكيد هؤلاء هم الذين مازالوا ينقلون هذه العادات من جيل الى اخر ونحن مازلنا نطبقها بدون سبب منطقي , وذلك فقط لأننا وجدنا اّباؤنا عليـها سائرون , و بالضبط كما حدث في القصة المشهورة للقرود الخمسة والتي وضعها العلماء في قفص وبدأوا يعاقبون كل القرود اذا وصل احدهم الى نقطة معينة في القفص مما جعل جميع القرود تتكاتف وتعاقب اي قرد جديد يصل لتلك النقطة ,ومثل هؤلاء المتمسكون بهذه العادات قد قال عنهم ابن خلدون (( ان أتباع التقاليد لا يعني ابداً ان الأموات أحياء ... بل أن الأحياء هم الأموات ..!!! ))
وهذا يثبت لنا ان المرأة تقع ما بين مطرقة الفتاوي و سنديان التقاليد , والرجل العربي يتربع على عرشه و يملك كل انواع بطاقات العبور التي منحت له من قبل المجتمع, فلا غبار عليه ولا خطأ منه مهما كان نوعه,
فهو لا يحسب اي نوع من الحساب لاي خطأ اخلاقي يقترفه , بل العكس نجده يفتخر ويمشي على الارض مرحاً فقط كونه رجل , ولا يجروء المجتمع على معاقبته وحسابة حتى لو كان الخطأ هو اقذر انواع الاخطاء على الاطلاق كزنى المحارم مثلا , او الاغتصاب او التحرش ويستطيع اي رجل ان يتفنن في التنكيل بزوجته جسدياً ولفظياً ولا يجد له رادعا من اي احد كان وذلك فقط لأنه الزوج المبجل والذي يملك السلطة الكاملة المطلقة والنهائية على زوجته , حتى ان المرأة هنا لا تجروء ابداً على الدفاع عن نفسها لانها تعرف مسبقا النتيجة التي ستصل اليها من المجتمع المحيط بها بكل الأحوال
فالرجل عندنا عادتا يخطيْ ..والمجتمع يطبق العقوبة على المرأة سواء اخطأت ام لم تخطيء دون انصاف ودون رحمة وبمجرد الشك بها وهذا كافي كي يزيد الرجل بفساده وبسوء اخلاقه والذي يؤدي بالمجتمع الى التهلكة من حيث لا يدري



#ماهر_شكارنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات ما بين 26 نيسان و10 آيار
- ابسط يا عريس!! بنقدملك أسهل طريقة للحصول على قرض الزواج من ب ...
- المغرب.. حكم قضائي غير مسبوق لصالح امرأة أصيبت بمضاعفات بسبب ...
- تضاعفت 4 مرات خلال 5 سنوات.. -موجة مفزعة- من جرائم قتل النسا ...
- بعد الكشف عن -عصابة لاغتصاب الأطفال-.. تحركات في لبنان بخصوص ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماهر شكارنة - لماذا يخطيء الرجل ... وتعاقب المرأة ؟؟!!