أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الان غريش - بغداد هي الهدف















المزيد.....

بغداد هي الهدف


الان غريش

الحوار المتمدن-العدد: 242 - 2002 / 9 / 10 - 00:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 
Alain GRESH

 

"استخدم الاسلحة الكيميائية ضد شعبه وجيرانه"، "اجتاح اراضي جيرانه" و"قتل الألوف من مواطنيه". هكذا تعدد السيدة كوندوليسا رايس، مستشارة الامن القومي لدى الرئيس جورج والكر بوش، الحجج "التي لا تقاوم" والتي تدفع بالولايات المتحدة الى التدخل من اجل إطاحة الرئيس صدام حسين(١). انها ادعاءات لا يمكن دحضها: ففي ايلول/سبتمبر 1980، هاجم نظام بغداد ايران ليطلق احد اكثر النزاعات دموية بعد الحرب العالمية الثانية، وبعدما واجه صعوبات في الحرب استخدم الاسلحة الكيميائية قبل ان يقتل بالغاز في حلبجة في آذار/مارس 1985، خمسة آلاف من الاكراد العراقيين. هل اطلقت عندها واشنطن حملة صليبية ضد هذا "الطاغية الدموي"؟

وها هي الصحافة الاميركية تؤكد كيف قام في تلك المرحلة نحو من ستين ضابطا اميركيا بتزويد القيادة العسكرية العراقية سرا "المعلومات المفصلة حول انتشار القوات الايرانية" وكيف كانوا يناقشون معهم الخطط القتالية. واذ علم هؤلاء المستشارون باستخدام الغاز المحظور بموجب اتفاقية جنيف، فإنهم لم يبدوا اعتراضا "لاعتقادهم ان العراق يدافع عن وجوده"(٢).

منذ العام 1984، استأنفت ادارة ريغان علاقاتها الديبلوماسية مع بغداد بعد انقطاعها منذ حرب 1967 كما شطبت اسم العراق من قائمة الدول المساندة للارهاب بعدما رفع الغرب هذا البلد الى مرتبة السور الواقي في وجه "الثورة الاسلامية". وبعد وصوله الى سدة الرئاسة في كانون الثاني/يناير 1989، وقّع بوش الاب تعميما يمتزج فيه الغباء بالصلافة: "ان من شأن العلاقات الطبيعية بين الولايات المتحدة والعراق ان تخدم مصالحنا على المدى البعيد وتدفع في اتجاه الاستقرار في الشرق الاوسط والخليج. علينا اقتراح الحوافز امام العراق ليعدل من سلوكه ولنتوصل الى زيادة نفوذنا في هذا البلد".

خلال تلك الفترة صدّرت الشركات الاميركية الى العراق وبموافقة وزارة الخارجية مواد يمكن استخدامها في انتاج الاسلحة الجرثومية(٣). ندرك تالياً لماذا لم تقدم "المجموعة الدولية" التي تتابع باهتمام بالغ برنامج تزود العراق اسلحة الدمار الشامل، على اجراء اي تحقيق حول الشركات الاجنبية التي ساعدت بغداد في هذا البرنامج. فالعديد من الحكومات الغربية، من الولايات المتحدة الى المانيا مرورا بفرنسا، كانت متورطة فيه.

 ان النقاش مفتوح اليوم في الولايات المتحدة حول إطاحة الرئيس صدام حسين عسكرياً. وهو نقاش حاد يدور حول الوسائل وليس حول الهدف، فالسؤال ليس "هل علينا إطاحته" بل "كيف نطيحه؟". ان تردد الحلفاء العرب ــ الذين يقلقهم افلات حكومة السيد ارييل شارون من اي عقاب ــ والاوروبيين، سيؤدي فقط الى تأخير موعد "الحرب الوقائية الاولى" في القرن الحادي والعشرين.

وتستهدف الحملة رسميا اسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها بغداد. وللتذكير، فإن القرار 687 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 3 نيسان/ابريل 1991 طلب نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية، ويوضح البند الرابع عشر منه ان هذه الاجراءات "تندرج في مسار يهدف الى خلق منطقة منزوعة من اسلحة الدمار الشامل والصواريخ الحاملة لها في الشرق الاوسط".

لم يبدأ ابدا العمل بهذه "المهمة" الاقليمية. فالانظار كانت مسلطة على العراق الخاضع لحصار قاتل ادى الى تجويع سكانه وتفكيك المجتمع و... تدعيم نظام السيد صدام حسين. وبين 1991 و1998، انجز مفتشو الامم المتحدة عملا مشهودا على الارض بغية التأكد من تدمير البرنامج النووي وكامل ترسانة الصواريخ تقريبا اضافة الى قسم كبير من الاسلحة الكيميائية. وقد تمت اقامة نظام رقابة طويل المدى من خلال تثبيت كاميرات مراقبة في العشرات من المواقع. كانت عملية نزع الاسلحة والانتهاء من الحصار قد وصلت الى خواتيمها لكن واشنطن كان لها في واقع الامر اهداف اخرى.

وحديثاً، كشف رالف ايكيوس، مسؤول عمليات التفتيش التي قامت بها الامم المتحدة في العراق بين 1991 و1997، ان الولايات المتحدة لم تكتف باستخدام المفتشين في مهمات تجسسية بل مارست ضغوطا "كي يقدم هؤلاء على ممارسات يرفضها الجانب العراقي من اجل خلق وضع يمكن ان يبرر التدخل العسكري المباشر"(٤). وهذا ما حدث في كانون الثاني/يناير 1998 عندما قررت واشنطن قصف العراق من دون موافقة الامم المتحدة، مرغمةً المفتشين على الرحيل ليبقى برنامج التسلح العراقي من دون اي رقابة.

ومنذ الامس القريب لم تعد الولايات المتحدة تسعى الى عودة المفتشين بل تبحث بالاحرى عن مبرر لمغامرة عسكرية قد تعمق الهوة بين العالم الاسلامي والغرب. من يمكنه التكهن بنتائج مشروع من هذا النوع في منطقة مضطربة بسبب الهجوم الذي تشنه الحكومة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين؟

اطلق السيد برانت سكوكروفت، المستشار السابق للرئيس بوش الاب، تحذيرا جاء فيه: "ستكون اسرائيل اولى ضحايا الحرب كما في العام ١٩٩١ (...) وقد ينجح استخدام اسلحة الدمار الشامل في دفع اسرائيل الى الرد هذه المرة، ربما من طريق الاسلحة النووية مما قد يطلق جحيم ارغامدون في الشرق الاوسط"(5).


--------------------------------------------------------------------------------

1.. بي بي سي، لندن، 15 آب/اغسطس، 2002.

2.نيويورك تايمز، 18 آب/اغسطس،2002.

3.تقارير مجلس الشيوخ الاميركي عام 1994 الواردة لدى

 William Blum, ?What the New York Times left out? Znet Commentary, 20/8/2002 

 4.. فايننشال تايمز، لندن، 30 تموز/يوليو، 2002.

5.. وال ستريت جورنال (اوروبا)، 15 آب/اغسطس، 2002.

 

جميع الحقوق محفوظة 2001© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#الان_غريش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الحقيقي" لأيهود باراك


المزيد.....




- الحكومة الأردنية تعلن توقّف استيراد النفط من العراق مؤقتا وت ...
- كيف تتعامل مصر مع أي مخالفات لاتفاقية السلام مع إسرائيل؟ سام ...
- معظمهم من الطلاب.. مقتل وإصابة العشرات في حادث سير مروّع في ...
- نقطة حوار - حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن ...
- مناورة عسكرية دولية بالأردن بمشاركة 33 دولة من ضمنها ألمانيا ...
- محللان إسرائيليان: رفض مناقشة -اليوم التالي- يدفع الجيش للعو ...
- بالكوفية وعلم فلسطين.. خريجو كلية بيتزر يردون على رئيسها الر ...
- مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
- روسيا تسيطر على 4 قرى بخاركيف وكييف تقر بصعوبة القتال
- المقاومة تقصف عسقلان من جباليا وتبث مشاهد لعملية نوعية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الان غريش - بغداد هي الهدف