أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى يوسف عبد العزيز - غروب














المزيد.....

غروب


مصطفى يوسف عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


في عجل اجمع ادواتي

قلمي قصصات الورق

اسرع كي الحق بها

قبل ان ترحل

مع اني اكره لحظة الفراق

أمقت لحظات الوداع

تقتلني دموعها النازفة

وهي تجمع اخر خيوطها كي ترحل

ولكن ألم مفاجئ اصابني

انا حتى عاجز عن الحركة

اتكأت على كرسي

سحبته ببطء تجاه البلكونه

جلست انظر اليها وهي راحلة

عيناها أحمرت من شدة بكائها

اراها تختفي خلف الأشجار

نسجت خيوط دموعها

الحمراء الدامية

على كل ما في الكون

فتغيرت صفحة النيل

وأمتزج اللون الازرق مع الشفق الاحمر

وسكبت دموعها الحمراء على اوراق شجرة التوت

وامتزجت بسعف النخيل

وألمي يزداد

ويمتزج بألام رحيلها



في تلك الحظات العصيبة المؤلمة

بدء شريط حياتي يمر امامي

وتذكرت كيف كان فاقدي الاحساس يرمونني بالجنون

لحرصي على توديع الشمس

وبدئت صور الصبايا اللاتي عشقتهن

تمر كل صورة معها قصتها

وكتاباتي واقكاري تحيط بي

تطوف حولي كأنها تودعني

وبدئت نفسي الامارة بالسوء توسوس لي

اكفر

اكفر بكل افكارك

تبرء من كل مقولات

عد الى صوابك قبل فوات الاوان

اكفر بالعقل انه مفسدة

واكفر بحضارة الفراعنة لانها كفر

واستغفر لذنوبك

لانك أعترضت

انتقدت علماء الأمة

وهم سبيلنا الى الجنة

تبرء من ذنبك الأعظم

لانك لم تصوت مع التيارات الاسلامية

أكفر بإنتمائتك السياسية والفكرية

ومع كل هذا الصراع النفسي الرهيب

وازدياد الم الجسد

تسألت في عجب

كيف ؟

مع اني لم اقراء

أقوال لينين

أو عن تاريخ الحركة العمالية المصرية

ونضال الفلاحين والطبقات العمالية في امريكا اللاتينية

ولم أعرف عن محمود العالم سوى أسمه

وأجهل تاريخ ونضال اليسار

اكرر نفس السؤال كيف؟

ومتى حدث ذلك؟

ما أروع ان تكون يساريا بالفطرة

عندما توصلت لتلك الحقيقة

كنت اشعر بأني فقدت السيطرة على جسدي

فانا شبه عاجز عن الحركة

ونظري يتابع خطوات الشمس الراحلة

ولكن هناك من يعود

انها اسراب الطيور

مبتسمة سعيدة تغرد

عازفة أروع سيمفونية

ترسم اجمل الوحات

بتشكيلاتها الجميلة المنتظمة المتغيرة

تذكرني بعمال المصانع عند خروجهم

بعد نهاية يوم طويل من العمل والجد

شجرة الكافور تحتضن العصافير العائدة

كأم ملهوف تنتظر عودة أبنها المهاجر



نظري تجاهل هذة الصورة لثواني

وتجاهلت الامي ايضا

وانا اتابع اطفال الشارع يلعبون الكرة

وفجاءة بدأو بالصراخ

ليعلنوا قدوم ابن عمي السلفي

الذي فارقتة الابتسامة منذ ان اطلق لحيتة

يجري خلفهم

فكرة القدم لهو وتنهي عن ذكر الله

وعليهم الذهاب للصلاة

وامسك بواحد من الاطفال

واخذ يضربه ويهدده بانه لن يأخذه معه الى الجنة

فمفتاح الجنة

ودفاتر الاشخاص الذين سيدخلونها

اصبحت في يد السلفيين

وفجائة صعق الطفل ذلك السلفي برد جامع مانع

انت ما بتسمعش كلام النبي

وانت كده خلفتو

عشان هو قال اضربوهم على عشر

وانا لسه بسنة تانية

وخرج السلفي يجر ازيال الهزيمة

لم يقتنع يوما بمقولتي

كل ما يخص العقل والقلب لا يمكن شراءه أو فرضة بالقوة

كنت مبتسما من رد الطفل

وتأكدت ان هناك الملايين مثله وبالفطرة



وانا سعيد بنشوة النصر

وبينما هناك بعض من قطرات الشمس النازفة

لازالت تتساقط

كانت اصوات الصبايا الملائكية

وضحكاتهن البريئة

بدئت تصل لمسامعي

لتعلن عودتهن

بعد نهار طويل من العمل الشاق في جمع الفول

وكانت ماري تتوسطهن

كدرة العقد

عيونها الصافيه كماء الغدير

وابتسامتها البريئة

ستمر أسفل البلكونه

كي تسمع مني

حماكم الرب يا بنات

فمقولتي تجعلهن يبتسمن

لانها تغضب بعض الجهلاء

وقفت ماري مبتسمه تلقي لي حبات الفول السوداني

وبعض من ورود النيل



واكتشفت أني اصبحت عاجز ايضا عن النطق

واكتفيت بابتسامة ارسلتها لماري

وهي تستغرب صمتي

وبينما كادت الشمس تسقط خلف الجبال

وانا اشم رائحة النيل وارى عطائة في وروده

وأرى عظمة الارض وطيبتها في حبات الفول

كان الالم يزداد

ويتنقل من مكان لاخر بجسدي

امي تقترب من البلكونه

احاول لكن دون جدوى

لقد تبعثرت اوراقي

وسقط مني القلم

وشعرت بصراخ أمي ونواحها

ونظري معلق لأسفل

وامي تحتضنني

وماري عادة كي تعرف سر صمتي

تصرخ وتبكي بحرقة

احاول ان أجمع بعض قواي

ماري تخلع سلسلتها الفضية

تلقي بصليبها ارضا

وتمسك حجرا كي تحطمه

وهي تصرخ في وجه السماء

لماذا هو؟

ولماذا الان؟

أانت غبي ؟

ليس هو من يستحق الموت



تتسأين اين انت من كلماتي

انت في كل ما ذكرت

انت في كل حرف كتبت

لم اذكرك لاني لم انساكي

لانك انا

ابحثي عن قصاصات الورق

المتطايرة والمبعثرة

ستجدي وصيتي

اوصيك بماري

فماري والقدس قضيتي

والانسان مهما كان غايتي

والنضال والحرية سبيلي

واني على العهد مادمت حيا

وحتى بعد ان يضمني الموت

ستظل افكاري واشعاري تحتضنك

تمارس معك أسمى وأرقى معاني العشق

أعلم اني سأموت ولكن لن اغيب قط



#مصطفى_يوسف_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف لي ان أشتاق اليك؟
- ثورة عاشق
- الكلمةم


المزيد.....




- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى يوسف عبد العزيز - غروب