أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....2















المزيد.....

بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى:

§ ـ كل من آمن بأن الدين الإسلامي شأن فردي، وأن كل توظيف له في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، تحريف له عن مقاصده.

§ ـ من أجل تحرير الدين الإسلامي من الأدلجة.

محمد الحنفي




وحزب العدالة، والتنمية، في ممارسته لأدلجة الدين الإسلامي، التي تعتبر تحريفا له عن مقاصده الدينية الصرفة، لا يمكن أن يميز بين الدين الإسلامي كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كاستغلال للدين الإسلامي، في الأمور الأيديولوجية، والسياسية.

فحزب العدالة، والتنمية، يدرك جيدا: أن الإيمان بالدين الإسلامي، لا يكون إلا فرديا، ولا يكون جماعيا أبدا؛ لأن الفرد عندما يتعرف على الدين الإسلامي، ويقتنع بضرورة الإيمان به، ينطق بالشهادتين، ليصير مسلما، وهو ما نعتبره دليلا على أن الإيمان بالدين الإسلامي شأن فردي، وأن الالتزام بطقوس هذا الدين، كذلك، شأن فردي، كما هو الشأن بالنسبة للصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، لمن استطاع إليه سبيلا، وأن ما يترتب عن الالتزام بالطقوس المذكورة، أو عدم الالتزام بها، يصير كذلك شأنا فرديا؛ لأن الله يحاسب عباده يوم القيامة كأفراد، لا كجماعات، أو شعوب، كما جاء في الآية: "فأما من أوتي كتابه بيمينه، فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه، وأما من أوتي كتابه بشماله، فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه".

والمنتمون إلى حزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يقروا بأن الدين الإسلامي شأن فردي؛ لأنهم اكتسبوا، بحكم جهل المسلمين بأمور دينهم، أن يراقبوا المسلمين، ومدى التزامهم بأمور دينهم، ليعتبروا، بتسلطهم على المسلمين المغاربة، أن الدين شأن جماعي، وليس شأنا فرديا. وأكثر من هذا، أن المنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، هم مجرد كهنة، أو رهبان، يتوهمون أنهم وحدهم، الذين يعرفون الدين الإسلامي، وغيرهم لا يعرف عنه شيئا. وهو ما يجعلهم أوصياء على الدين الإسلامي، ومتكلمين باسمه، مع أن معرفتهم بالدين الإسلامي، هي معرفة ذات طابع أيديولوجي، وسياسي، لا علاقة لها بالمعرفة الحقيقية للدين الإسلامي، التي تنزهه عن التوظيف الأيديولوجي، والسياسي، ولا تروم إلا أن يصير الدين الإسلامي لله، لا لغيره، كما جاء في القرءان: "وأن المساجد لله، فلا تدعو مع الله أحدا".

ولذلك، فالمنتمون إلى حزب العدالة، والتنمية، بعد أن صار حزبهم، يقود الحكومة المخزنية، لا يستطيعون التفريق بين الدين الإسلامي، كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كما لا يستطيعون التفريق بين المعرفة الدينية، التي لا تروم إلا أن يصير الدين لله، وبين المعرفة الأيديولوجية، والسياسية للدين الإسلامي، والتي تسعى إلى جعل الدين الإسلامي، في خدمة مصالح المنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، الذين يحرصون، وبكل الوسائل، إلى تأبيد الاستبداد القائم. وهو ما حصل، بوصولهم إلى قيادة الحكومة المخزنية، التي سوف تحرص على فرض تكريس منظومة القيم المخزنية.

وحزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يعتبر أن عملية أدلجة الدين الإسلامي تحريف له، كما يظهر ذلك من خلال جعل الدين الإسلامي معبرا عن المصالح الأيديولوجية، والسياسية، للمنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، وللمصوتين عليها، إن كانوا قد صوتوا فعلا، حسب النتائج المزورة، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية.

والتعبير عن المصالح الأيديولوجية، والسياسية، بالنسبة للدين الإسلامي، هو شكل من أشكال تحريف الدين الإسلامي، الذي يفترض فيه أنه يستعصي على التحريف.

والمنتمون إلى حزب العدالة، والتنمية، الذين لا يرون في الدين الإسلامي، إلا وسيلة لأدلجة الدين الإسلامي، لا يمكن أن يعترفوا بأنهم يحرفونه، بجعله مطية للوصول إلى المؤسسات "المنتخبة"، ومنها البرلمان، كما يحرفونه بجعله مطية للوصول إلى السلطة، من خلال تحمل المسؤوليات الحكومية، بما فيها رئاسة هذه الحكومة، وذلك من أجل توظيف السلطة، لفرض أدلجة الدين الإسلامي، على مجموع أفراد المجتمع، الذين يصيرون ملزمين باعتماد أدلجة الدين الإسلامي، في التعامل مع الإدارة المخزنية، ومع الحكومة، ومع الدين الإسلامي، الذي تصير قاعدته هي الأدلجة، وتحرره، وانعتاقه من الأدلجة، هو الاستثناء.

فهذا الحزب، أمم، ومنذ نشأته، الدين الإسلامي، وجعله حكرا عليه، وصار يتكلم باسمه، ووظفه في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، ووصل، بناء عليه، إلى البرلمان، واستمر في استغلاله من أجل نمو فريقه البرلماني، حتى صار أكبر فريق في مجلس النواب، فاستحق بذلك، وعن طريق التزوير طبعا، أن يصير أمينه العام رئيسا للحكومة، التي تملك السلطة، من أجل فرض اعتماد أدلجة الدين الإسلامي، على جميع المسلمات المغربيات، وعلى جميع المسلمين المغاربة، الذين قد يتملكهم الوهم، بأن العدالة، والتنمية، قد تدخلهم جميعا إلى الجنة، وهي في الواقع، لا يمكن أن تزج بهم إلا في النار، التي يكتوون بلهيبها في الحياة الدنيا، قبل الآخرة، من خلال ارتفاع الأسعار، وارتفاع قيمة فواتير الماء، والكهرباء... إلخ.

وحزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يساهم، كحزب يترأس أمينه العام الحكومة، ومن باب مسؤوليته التاريخية، في إبعاد الدين الإسلامي عن الأمور الأيديولوجية، والسياسية؛ لأن الأصل في حزب العدالة، والتنمية، أن يعمل على أدلجة الدين الإسلامي، كقوت يومي لهذا الحزب، الذي لا يمكن أن تقوم له قائمة، بدون أدلجة الدين الإسلامي. ولذلك، فهو يستثمر وجوده في الحكومة، لتعميق أدلجة الدين الإسلامي، حتى يمسك به الأرض، والسماء، وما بينهما، كما تفعل الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي في كل أرجاء الأرض.

وإبعاد الدين الإسلامي عن التوظيف في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، لا يمكن أن يقوم به إلا الحزب اليساري، أو العلماني، حتى يضمن تعايش جميع المعتقدات في المجتمع، ومن أجل أن لا يهضم حق الإنسان المغربي، في اختيار المعتقد الذي يريد، على أن يتم تحييد جميع المعتقدات، وعلى أن تقوم الدولة اليسارية، أو العلمانية، بحماية جميع المعتقدات، وأن تضمن لها حرية التواجد، والحركة، في إطار احترام المعتقدات الأخرى، في ظل دولة مدنية، ديمقراطية، علمانية، تضمن كافة الحقوق، لجميع الناس. وهو ما لا يستطيع حزب العدالة، والتنمية، القيام به:

أولا: على مستوى تحييد الدين الإسلامي، بفصله عن السياسة.

ثانيا: على مستوى ضمان تعدد المعتقدات.

ثالثا: على مستوى قيام دولة مدنية، ديمقراطية، علمانية، تقوم بحماية جميع المعتقدات، المتواجدة في المجتمع.

رابعا: على مستوى ضمان تمتيع جميع المغاربة، بجميع الحقوق: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

خامسا: على مستوى ضمان تعدد المعتقدات، انطلاقا من ضمان حرية الفرد، في اختيار المعتقد، الذي يريد.

وفي حالة قيام حزب العدالة، والتنمية، بالفصل بين الدين، والدولة، والتزم بما صرح به عبد الإله بنكران، وجعل الدولة المغربية، فعلا، دولة مدنية، علمانية، ديمقراطية، ودولة للحق، والقانون، وأشاع في المجتمع التمتع بكافة الحقوق، بما فيها الحق في اختيار المعتقد، الذي يومن به كل فرد من أفراد المجتمع، وجعل من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مرجعيته التشريعية، وصار كل مواطن مغربي، يتمتع بحقوقه، في ظل حكومة حزب العدالة، والتنمية، التي يترأسها عبد الإله بنكيران، فإن على حزب العدالة، والتنمية، أن يقدم نقدا ذاتيا إلى مسلمي الشعب المغربي، عن عقود الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي؛ لأن الدين الإسلامي، ليس خاصا بالعدالة، والتنمية، أو أي حزب آخر، أو توجه معين، يحرص على اعتبار نفسه إسلاميا، ويعطي لنفسه الحق، من أجل أن يتكلم باسم الدين الإسلامي؛ بل هو لجميع من آمن به، واعتنقه كاختيار فردي، حتى وإن ورثه عن آبائه، أو عن الوسط الذي يعيش فيه.

غير أن الواقع، أن حزب العدالة، والتنمية، لن يفصل بين الدين الإسلامي، والدولة الإسلامية، ولن يلتزم بما صرح به أمينه العام عبد الإله بنكيران، ولن يجعل الدولة المغربية دولة مدنية، علمانية، ديمقراطية، ودولة للحق، والقانون، ولن يشيع في المجتمع التمتع بكافة الحقوق، ولن يسمح بحرية المعتقد، ولن يجعل من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مرجعية تشريعية، ولن يتمتع كل مواطن مغربي بحقوقه، في ظل حكومة حزب العدالة، والتنمية، التي يترأسها عبد الإله بنكيران، ولن يقدم نقدا ذاتيا إلى مسلمي الشعب المغربي، عن عقود الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي؛ لأن حزب العدالة، والتنمية بذلك، يكون قد أعلن عن وفاته، والمنتمون إليه يسعون إلى الاستمرار في استفادتهم المادية، والمعنوية، والسياسية، من استغلال الدين الإسلامي، كما يفعل غيرهم، من أجل إطالة عمر استمرارهم، في ترأس الحكومة، ومن المزيد من الارتماء في أحضان الطبقة الحاكمة، ومن أجل أن يصير حزب العدالة، والتنمية، بديلا للأحزاب الإدارية، وبديلا لحزب الدولة، ومن أجل أن يستغل السلطة للانقضاض على اليسار المغربي، بكل فصائله المعلنة، وغير المعلنة؛ لأن حزب العدالة، والتنمية، بنى إستراتيجيته بالأساس، ومنذ قام مؤسسوه بتصفية الشهيد عمر بنجلون، تصفية جسدية، على أساس تصفية اليسار، من على وجه الأرض، كما تمت تصفية الشهيد عمر بنجلون.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدي ...
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....11
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....10
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....9
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....8
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....7
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....6
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....5
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....4
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....3
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....2
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....1
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- تفاعل اليسار مع الحراك الجماهيري في البلاد العربية، ودور الح ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...


المزيد.....




- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....2