أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - البشير ذياب - الثورات العربية التحديات والافاق















المزيد.....

الثورات العربية التحديات والافاق


البشير ذياب

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:24
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تمهيد: ان الثورات العربية اثبتت بما لا يدع مجالا للشك بمفاعيلها وفاعليها تهافت هذه الانظمة وفشلها في استعاب التطورات التي شهدها العالم منذ انهيار الانظمة الشمولية في اروبا وانتهاء بالمتغيرات الاقليمية التي شهدها الوطن العربي سوسيولوجيا وثقافيا من جهة اخري. ان هذه الثورات بينت ان الشعب العربي وبالرغم من حالات قصف العقول الممنهج وتكريسا لكل اشكال الغباء المبرمج استطاع ان يعبر بدون تردد ولا وجل بان له الحق في ان يرسم اهدافه بشكل واضح وغير مسبوق لهذا قلنا ونقول انها ثورات غير مسبوقة تعبر بحق عن ربيع هذه الامة بالرغم منتشكيك المشككين والانتهازيين وما شابههم من طابور خامس ولم لا طابور سادس بدات تتجلي ملامحه لمن يفقه السياسة.ان الثورات العربية ليست حدثا نمر عليه مرور الكرام بل حدثا يرسم خارطة جديدة للمنطقة ويرسم افاقا جديدة للتفكير في المستقبل وفي سقف انتظاراتنا من خارج دائرة التسويف والمخاتلة وكل اشكال البنقلوسية والطوباوية. ان الثورات العربية تلتقي في كونها رفضا لكل اشكال الامتداد التلقائي للماضي البائس والمتخلف والرجعي الذي صنعته تلك الانظمة الفاقدة للشرعيةاصلا رغم جراحة التجميل التي برعت فيها هذه الانظمة الظالمة والتي كانت وما زالت تتجاهل تلك المتغيرات اما صلفا واما جهلا واما استعادة لمنطق التجربة والخطا واما هروبا الي الامام هذا اذن تشخيصا فينومنولوجيا لصورة الثورات العربية وهو في حاجة الي تعمق في مستويين اولا في مستوي ا التحديات وثانيا في مستوي الافاق اولا التحديات ان التحديات التي تواجهها الثورات العربية يمكن النظر اليها من زاويتين زاوية داخلية ترتبط بالثورة من حيث مفاعيلها والفاعلين فيها ومن خلالها وزاوية ثانيةخارجية ترتبط بالمتربصين بها وبتاثيرها وتاثرها في ما يحدث اقليميا ودوليا . اما ما يتعلق بالزاوية الداخلية فالثورات العربية تواجهها تحديات مردها محاولة النظام الرسمي العربي المحافظة علي ما يمكن الحفاظ عليه وذلك بالقيام باصلاحات شكلية هدفها ربح الوقت الذي لم يعد طوع ايديهم وكذلك محاولة بعض الانظمة افشال بعض الثورات وهذا الدور تقوم به السعودية سرا وعلنا باعتبارها زعيمة الثورات المضادة وهو ما تجلي في البحرين وفي عمان وما هو قائم الان في اليمن كذلك من التحديات التي تواجهها الثورات العربية محاولة بعض لصوص الثورات توظيفها لخدمة مصالح ضيقة وهو ما تشهده الثورة العربية في مصر وفي تونس او محاولة البعض ركوب الثورات في حين ان قاموسهم السياسي يعتبر الثورة بدعة كما تواجه الثورات العربية جحافل النافقين والمنافقين ممن شككوا في قدرة الشعوب علي هز العروش البائدة كما تواجه هذه الثورات المجيدة بعض ادعياء المعرفة وما اكثرهم الذين يطرحون قضايا وهمية هدفها الهاء الثوار عن قضاياهم وعلي الفعل الثوري. اما الزاوية الخارجية فالثورات العربية تواجه محاولة لتغيير مسارها لخدمة مصالح ترتبط بالقوي الدولية لان هذه الثورات كانت تعبيرا عن رفض كل اشكال الوصاية التي كرستها الانظمة العميلة والدكتاتورية وكل ازلامها من كانوا وما زالوا يتوهمون انهم قادرون علي ترويض العقول والنفوس خدمة لاجنداتهم الخاصة وبالتحالف طبعا مع اسيادهم. ان هذه الثورات تواجهها تحديات تتمثل في محاولة هذه الانظمة وبالتحالف طبعا مع من حماها وصنعها اعادة ترميم هياكلها وهي رميم عبر اما وصف ما حدث بالهبة او الانتفاضة او الاحتجاج وهذا ما اثبتت وستثبت الايام تهافته لهذا فالثورات العربية مطالبة بادراك هذه التحديات الداخلية والخارجية كسبيل لتحقيق اهدافها المشروعة والشرعية المستمدة من شرعية الثورات العربية ثانيا الافاق ان الثورات العربية وان كانت تواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية تمثل وقائع وحقائق تحد نسبيا من زخمها فانها بالرغم من ذلك ترسم طريقا وطرائق سيسطرها الثوار وهو ما يعني ان لها استراتجيات واضحة احيانا ويلفها الغموض والالتباس احيانا اخري. ان افاق الثورات العربية تطرح العديد من الاسئلةهي التالية ماهي هذه الافاق؟ كيف السبيل لتعيينها وتحويلها الي وقائع؟ كيف نحافظ عليها من كل لصوص الثورات؟ ان الثورات العربية تمثل درسا في مقارعة الاستبداد وهو ما يعني ان الشعوب العربية اصبحت بالفعل قادرة علي الخروج من دائرة القدرة علي مواجهة الاستعمار الي القدرة علي مواجهة الاستبداد لهذا فهذه الثورات غيرت وستغير وجه المنطقة سياسيا واجتماعيا وثقافيا ووجوديا حينما اثبتت ان امتداد الماضي في المستقبل هو وهم لانها ترسم مستقبل ارادة يريده الثوار وسيحافظون عليه بحجم التضحيات التي قدموها وما يزالون لان ذلك سر وجودهم وكينونتهم وشرطها لهذا فكل ثوري مطالب بان يكون في حجم المسؤولية لان الحفاظ علي الثورات هو الحفاظ علي فعل التاريخ. ان هذه الثورات هي تشكيل للتاريخ وفي التاريخ هي تشكل التاريخ لانها انبل فعل انجزته هذه الامة التي راهن البعض وهما او توهما او رياء علي موتها وهي حية وهي تتشكل في التاريخ لانها فعل صيرورة تعبر عن المستقبل الذي يريده كل ثوري لهذا فهذه الثورات علمتنا ان التخلف لم يكن ولن يكون خاصية عربية بل هو نتاج تلك الانظمة المتهاوية والبائسة. ان رسم افاق الثورات العربية يقتضي تحول كل مثقف من مستوي اداب سلطانية لم تنتج سوي التصحر الفكري والجهالة الي مستاوي المعرفة الواعية بذاتها وباهدافها واستراتجياتها وهو ما يعني ان هذه الثورات في حاجة الي مراجعة تنظيراتها وتكتيكاتها واستراتجياتها وهو شرط تحقيق اهدافها في الحرية والتحرر وهو ما يعني ايضا ضرورة اعادة النظر في القيم المعبرة عن هذه الثورات باختلافها جماليا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا. ان افاق هذه الثورات في حاجة الي فهم الزمن باعتباره بعدا رابعا به ومن خلاله يتحدد مستقبل هذا الفعل الثوري. تلك اذن وباختصار افاق الثورات العربية بالرغم من الاحراجات التي يثيرها مسارها في بعض الاقطار وبالرغم ما فيها من تحديا ت وافاق فانها تدفعنا الي استلهام الموقف الذي عبر عنه الفيلسوف الوجودي سارتر حينما قال للثوري الحق كله في الاندفاعة الاولي اما الثانية فلا يصح معها غير التريث واعادة الحسابات والتدبير لما هو قادم



#البشير_ذياب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - البشير ذياب - الثورات العربية التحديات والافاق