أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر ابو تامر - صباح اليوم كان بمذاق آخر يا سالم جبران














المزيد.....

صباح اليوم كان بمذاق آخر يا سالم جبران


نادر ابو تامر

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


صباح اليوم كان بمذاق آخر يا سالم!
"حبيبة، وليس حفيفة" هكذا قلت لي عندنا التقيت بك لأول مرة في حياتي. كنت تعمل هناك. في جبعات حبيبة ونعلم معا في كلية بيت بيرل لإعداد المعلمين. علمنا الطلبة دورة في الترجمة. كنت زميلي. كنت معتدا بثقافتك مبحرا في لغتك وفكرك. كنت معلمي. في الأسبوع الماضي اتصلت بي ولم اصدق ما أسمع. لم أصدق أن اسمع من الجانب الآخر للخط الهاتفي صوتا مخنوقا، بالكاد يصلني، كان صوتك ضعيفا واهنا لكنك كنت تشد عليه كي اسمعك. هذا الصوت المكبوت كان مجلجلا ومتدفقا، قويا وفوّارً حتى قبل أشهر.
تحدثنا في المكالمة الأخيرة التي لم أعلم بأنها وداعية بيننا عن صحتك وبرامجي.
في المرة الأخيرة قبل أسبوعين كان من المفروض ان تشارك في برنامجي الإذاعي لكنك اعتذرت عن ذلك. كان عليك ان تحدث المستمعين عن صديقك طه محمد علي، الذي توفي هو الآخر مؤخرا. لتتحدث عن الميت ولا تعلم ان الموت في انتظارك.
لقد أعياك المرض في العامين الأخيرين تماما كما أعييته.
أنت تكبرني بربع قرن، لكنني لم المس فجوة في العمر بيننا.
"اختلف معه في الرأي"، قلت لي عن إحدى الشخصيات السياسية في البلاد ذات مرة، "ولا أحب مواقفه، لكنني سوف ابذل الغالي والرخيص لكي يقول رأيه بمنتهى الحرية".
هكذا كنت يا سالم.
تعلمنا منك وتعودنا عليك، وقد غادرتنا بسرعة، مع انك مرضت منذ حين.
وكان من واجبي ان أسألك عن سالم جبران نفسه، لماذا انتظرتك أبا السعيد حتى غادرت هذه الدنيا لأتحدث عنك في برنامجي الإذاعي اليوم الم يكن حريًّا بي ان تحدث الناس أنت عن نفسك وان يتحدث عنك الآخرون قبل وفاتك. لماذا انتظرتك حتى توفيت لأتحدث عنك؟ في كل مرة أجدنا ننتظر موتك لنقول من أنت.
كان سيسعدك ان نتناولك في شعرك وصحافتك وفكرك قبل ان تطوي صفحتك الأخيرة. مع أنني أعلم بأنك كنت سترفض أصلا أن يحتفوا بك، فتواضعك المتناهي يرفض ذلك.
معذرة عزيزي أبا السعيد ورحمك الله.
"مرحبا أستاذ نادر"، جاءني الصوت من الطرف الثاني للخط الهاتفي في طريقي إلى الأستوديو صباح الاثنين، "أهلا نبيل"، أجبته. فكان مترددا حائرا وخائرا.
هل توفي سالم؟ سألته
فقال: صباح اليوم.
صباح اليوم كان بمذاق آخر يا سالم. حتى ابني فادي عاتبني وقال لي: اني زعلان منك يا أبي لماذا؟ سألته فقال: حين أوصلتنا إلى المدرسة لم تقل لنا مع السلامة. لا يعلم فادي أنني كنت أفكر بك يا أبا السعيد وبمعنى الفقدان الكبير والفراغ الذي تتركه وراءك. عندما يعرف فادي وأبناء جيله ذلك فسوف يغفر لي هذا الخطأ.



#نادر_ابو_تامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر ابو تامر - صباح اليوم كان بمذاق آخر يا سالم جبران