أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - العراق مابعد الإنسحاب














المزيد.....

العراق مابعد الإنسحاب


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ دوامة العنف التي شهدها العراق في السنوات الماضية ربما تشتد في ظل الإنقسامات السياسية والإصطفاف الطائفي الذي بنيت عليه هيكلة الدولة العراقية "حديثة العهد" من هذا المنطلق فإنّ الإنسحاب الأمريكي من العراق في الأيام القليلة الماضية يحمل معه تحديات حقيقية للعراق لو استمر الحال كما هو عليه .
يبدو أنّ الرسالة التي بعثها رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" أثناء وبعد زيارته للولايات المتحدة الأمريكية كانت تحمل معها عدة مؤشرات داخلياً وأخرى للمحيط الإقليمي لهذا البلد .إنّ إعتبار تركيا من قبل المالكي على أنها تشكل التهديد الحقيقي للأمن القومي للعراق بعكس الرأي السائد الذي يؤكد انّ إيران هي المصدر الحقيقي للخطر لربما تربك الداخل العراقي في الفترة المقبلة خاصة لو أخذنا بعين الإعتبار تحميل نائب الرئيس العراقي السني "طارق الهاشمي " والحليف لأنقرة مسؤولية الإنفجار الذي حدث في الفترة الماضية قرب البرلمان العراقي وما سيترتب على هذه القضية من تصفية حسابات ونزاع اقليمي حول العراق بين حلفاء أنقرة من جهة وحلفاء طهران اللاعبين الرئيسيين في هذا البلد في ظل الغياب العربي الملحوظ .
لكن بعكس ما سار عليه نوري المالكي من سياسة معادية للسعودية وتركيا فإن الرأي السائد في الغرب يدحض ادعاءات المالكي و ينسف فكرته التي تقضي التقليل من شأن النفوذ الإيراني في العراق ،حيث أنّ نفوذ فيلق القدس لا يخفى على أحد وأنّ استمالة الحرس لتيارات شيعية قريبة من حكومة المالكي في العراق وتوجيه طهران لسياسة بغداد الستراتيجية نحو البوصلة الإيرانية في مناطق الربيع العربي مثل البحرين وسوريا والموقف الطائفي مما يحدث في هذين البلدين العربيين بعيداً عن التطورات الإقليمية الأخرى خير شاهد على تحول العراق الى محمية إيرانية بامتياز.
يرى عدد من الخبراء أنّ التوجه الجديد الذي يسلكه زعيم حزب الدعوة العراقي تجاه إيران هو عبارة عن محاولة لتخفيف وطئة معارضة طهران لبقاء المستشارين الأمريكيين في هذا البلد .خاصة وهو يؤرق طهران بسبب بقاء أكثر من 15 ألف اميركي في السفارة الأمريكية ببغداد ويثير مخاوف الإيرانيين أكثر من غيرهم مما دفع المالكي انتهاج سياسة "كسب ود طهران" التخويف من الأخرين دونما دارته الشرقية صاحبة الوطئة الكبيرة والقبضة الحديدية في العراق.
الحل يكمن في إضافة المناعة لدى العراق وفي تمكين هذا البلد الخروج من الفصل السابع ومساعدته دولياً في بناء قوة عسكرية وجوية قادرة على أن تحمي أرضه وجوّه ومياهه من أي تدخل خارجي وذلك بمساعدة الولايات المتحدة طبعاً وفي هذا الإطارسوف يتمكن هذا البلد من استعادة دوره شيئاً فشيئاً في مستقبل منظوروليس تغيير القبلة لدى الزعماء العراقيين و تحميل أنقرة يوماً بما يحدث بعدما كانت سوريا هي المتهمة من قبل الحكومة العراقية.
إذن ، بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق وفي ظل المشاكل المستعصية مثل قضية الأقاليم ومشكلة كردستان المزمنة و طمع الإيرانيين في تحويل العراق الى حاضنة لهم بعد فراغ الساحة هناك ومشاكل لا حصر لها في هذا البلد ، هل سيتمكن العراق من استعادة دوره في مستقبل قريب في ظل غياب مكونات الدولة الموحدة هناك ؟، لو لاحظنا أنّ العراق يعيش في وضع هش داخلياً وإقليمياً ولأسباب عدة . ويبدو أنه سوف يظل يعاني في المرحلة المقبلة من الإنقسام الداخلي ومن مخاطر الحرب الأهلية التي تدفع بها بعض الأطراف التي تستمدّ قوتها من خارج الحدود.من هنا سيبقى العراق يعاني الى أنّ يمسك الوطنيون المخلصون دفة الحكم في هذا البلد ولا شك بعد أن يجروا عليه جراحة شاملة من مرض الفساد والبيوقراطية الطائفية والعشائرية وبعد أن يتعافى من هذا المرض الخبيث ومن عوارض مثل تمزّق مكونات المجتمع العراقي التي تحمل عداءاً لا مبرر له ضد بعضها الأخريمكن أن يستعيد عافيته بعد فترة النقاهة تلك وبدون ذلك سيظل يعاني ويعاني.



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاد و ثورة الأحذية في إيران
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان وربيع الحرية في الشرق الأوسط
- محرم وعاشوراء وقضية مصادرة ملحمة الحسين
- اغتصاب الثورات العربية نتيجة عجز التيار الليبرالي
- إيران .. إعدامات بالجملة وتنصيب متزايد للمشانق
- الحملة الدولية لإنقاذ نهر كارون في الأحواز
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحل العسكري لملف إيران النوو ...
- متى ستُطلَق أول رصاصة على إيران؟
- ملحمة حاتم الكعبي -حته- وجبل مشداخ صورة من صور النضال العالق ...
- قراءة في طبيعة الوحدة القبلية بين العراق والأحواز بنو كعب نم ...
- واقع الصحافة والصحفيين في الأحواز
- حرب -نجاد وخامنئي- حمي الوطيس أم وضعت أوزارها ؟
- ألية تسليح القبائل من قبل الحرس الثوري الإيراني لقمع الإحتجا ...
- ندوة :حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية في إيران
- إيران تهدد الغرب بتسهيل عملية -ترانزيت المخدرات-
- مصيرالثورات الديمقراطية في العالم العربي
- الشعب السوري يتحدى الديكتاتورية ويصنع ثورته
- وزير المخابرات الإيراني ومثلث الأحواز ،البحرين واحتدام الصرا ...
- نداء استغاثة لمنظات حقوق الإنسان للنظر في ظروف السجناء الأحو ...
- عُقدة المشروع الإقليمي الإيراني السوري


المزيد.....




- ما هي -أقصى- طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي ...
- باراك وصل الى بيروت.. الرئيس اللبناني يؤكد أن سلاح حزب الله ...
- هل اقترب الاتفاق؟.. ترامب يشيد بـ-تقدم كبير- بشأن روسيا
- من سيحضر اجتماع واشنطن الحاسم بين ترامب وزيلينسكي؟
- الإمارات تتضامن مع الجزائر وتُعزي بضحايا حادث الحافلة
- الخرطوم.. اتهامات لخلية أمنية -إخوانية- بارتكاب انتهاكات
- غالانت ولابيد ينضمان لمظاهرات -وقف الحرب- ويردان على نتنياهو ...
- سوريا.. انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب
- زيلينسكي يشيد بقرار -الضمانات الأمنية-.. ويعول على التفاصيل ...
- جريمة مروعة.. مقتل لاعبة جودو مصرية برصاص زوجها


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - العراق مابعد الإنسحاب