أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عباس ساجت الغزي - القوارير بين الرفق والقلوب المريضة














المزيد.....

القوارير بين الرفق والقلوب المريضة


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 13:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


القوارير بين الرفق والقلوب المريضة
حواء تلك القارورة الرقيقة التي خلقها الله شريكة ادم في الحياة وكانت لها نسبة النصف من الشراكة فقد رافقت ادم في السماء ساعة الخلق وتلقت معه التعليمات الربانية وتحملت عواقب الخطأ والعقاب الإلهي حين دلاهما الشيطان بغرور و أكلت مع ادم من الشجرة التي نهاهما الله عنها حين ناداهما بالشراكة الم أنهكما عن تلكما الشجرة .
وبانت لهما عوراتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة وكان العقاب بالتساوي بناء على نسبة الشراكة التي كانت بينهما ، فلم تك وحدها من تخفي عوراتها وكان ذلك مستهجَنًا في الطباع, مستقبَحًا في العقول.
وكانت عاقبة إتباعهم هوى النفس ووساوس الشيطان الذي زين لهما أعمالهما وأوهمهما بأنه ناصح لهما وان في هذه الشجرة سّر عظيم وهو الخلود لذا منعهم الله عنها وكان يجرهما إلى العصيان والرذيلة بغرور لأنه يعلم أن الله خلقهما بشفافية وطيب قلب وكيف لا وقد نفخ فيهما من روحه الطاهرة .
وأخرجهما الله من الجنّة النعيّم إلى الأرض الدنيا بعقابه اهبطوا بعضكم لبعض عدو وهنا أشار الله في كلمة بعضكم لبعض إلى نشوء الذرية منهما بعد أن تكون الأرض لهما المستقر والمتاع فيها ولكن الله حدد الفترة التي يقضونها هناك إلى حين يعني إلى انتهاء آجالكم .
ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم الله بإعمالكم في الحياة الدنيا فمن تاب وأصلح فان الجنّة بانتظاره ومن ظلم نفسه فانه من الخاسرين .
ومن تلك المقدمة نفهم أن الله خلقنا في الحياة الدنيا ليختبرنا أينا أحسن عمل لا لنطلق العنان لأنفسنا بارتكاب الفواحش والمحرمات والذنوب التي تبعدنا عن الرحمة الإلهية والمغفرة الربانية .
وما دعاني للخوض في هذه التذكرة هي القارورة الشريكة في الحياة وكما وصفها نبينا (ص) حين قال : ( رفقا بالقوارير ) فالمرأة نصف المجتمع فهي ألام والزوجة والأخت والبنت ولكل من تلك منزلة عظيمة عند الله قدرها لها لتنال بها درجة من العلو والكرامة .
لكنها اليوم في بعض المجتمعات تعاني من الاضطهاد والعنف والتهميش وغياب الحقوق وكبت الحريات في ظل مجتمع ذكوري أعطى لنفسه السلطة في التحكم وهو بذلك خالف تعاليم الشراكة منذ نشأة الخلق .
وبدأ يصادر كل حقوقها في الحياة بالقوة والإكراه متهما إياها بالضعف ونقص العقل رغم أنها تقضي أكثر احتياجاته بدلا عنه وتشير عليه في كثير من الأمور التي تحيره وتصعب عليه وتقوم برعاية أسرته التي يعجز عن تربية واحد من أبنائها وتدير شؤون المنزل وتوفر له الراحة بعد عناء .
وما يخصنا في القول المرأة المسلمة التي باتت في حيرة من أمرها بين التناقضات الشرعية والعرفية التي تسيدها الرجل من التعليمات إلى التنفيذ فالعقوبة فكان هو الخصم وهو الحكم وهو الجلاد .
فهو يضع التقاليد العرفية وهو من يجبر المرأة على الخروج عنها تنفيذ لرغباته ونزواته وشهواته ثم يعاقبها في مقام أخر كونها خرجت عن المألوف ويحكم عليها كونها ارتكبت محرم هو من دعاها إليه ترهيبا أو ترغيبا .
وبين سطوة الرجل وانقياده إلى غرائزه ومناصرة المجتمع له وبين غياب الوعي والوازع الديني عند البعض تعيش المرأة في ضياع وخوف من المجهول فهي أيضا محكومة بغرائز تغلب وتتمرد عليها في بعض الأحيان فتنساق إلى الرغبات وينتهي مصيرها إلى القتل وغسل العار .
ومن المشاكل التي تعاني منها المرأة في معظم المجتمعات مصادرة الحقوق في العيش فلا يحق لها إكمال الدراسة أو اختيار الوظيفة ولا اختيار شريك حياتها وفي اغلب الأحيان تمنع من حرية التعبير عن الرأي في مواضيع مهمة ومفصلية في حياتها فتكون حياتها مرهونة برغبات من هو سيد الموقف .
إذا كانت المرأة ضعيفة كما يقال فالرجل من أضعفها وهو من صادر نسبة النصف في الشراكة لحسابه وإذا كانت المرأة ناقصة كما يقال فذلك لان الرجل أكثر مكرا ودهاء وحيلة وهي أكثر رقة وشفافية .
كثيرا من المجتمعات المتخلفة والجاهلة التي لأتفقه حقوق الله في خلقه تتاجر بالمرأة وكأنها سلعة تباع وتشترى أو بضاعة للتداول بين الناس متناسين قول الله سبحانه وتعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } .
وأنت أيها الرجل المعتز برجولتك حد الخلود وتستشهد بتفضيلك اعلم انه زين لك حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة اعلم أن هذا كله ابتلاء لك في الحياة الدنيا وان الله عنده حسن المآب أي الجنّة إن حفظته في حقوق خلقه .
وأوصيك أيتها القارورة أن تحفظي نفسك من مرديات الدهور وغير الزمان وان تصوني عفتك بوجه الذئاب التي تزين لك سوء الأعمال والفعّال وان تقتدي بالنساء الطاهرات اللاتي خلدهن التاريخ ونلن الجنّة بصبرهن وإيمانهن وان تكوني معينّة للرجل على الدهر وليس على نفسك إلا ما احل الله لك فعينيه فان جهاد المرأة في بيت زوجها .

عباس ساجت ألغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد الخلود
- العرب والصحوة
- تظاهرة التيار الديمقراطي في ذي قار نموذج حضاري
- انا وامي والاجهزة القمعية
- ثورات التغيير واقع ودروس
- اطفال العراق وظاهرة العنف


المزيد.....




- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عباس ساجت الغزي - القوارير بين الرفق والقلوب المريضة