أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - منى واصف, الأم السورية














المزيد.....

منى واصف, الأم السورية


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


منذ ان تعرفت على شاشة التلفزيون في طفولتي, تابعت الأعمال السورية وأحببت مبدعيها الذين شكلوا الجزء الكبير من ذاكرتي, منذ ذاك الوقت تعرفت على امرأة تشمخ عاليا من بين الاضواء وزحمة النجوم, فنعشقها بقدر تنوع ماتعطينا, وبحجم ماقدمته من شخصيات بكل صدق وروعة وابهار.
انها ليست عشتار, الأم البابلية أو الأم السورية كما يحب الباحث الكبير فراس السواح تسميتها, انما هي منى واصف, الفنانة الساحرة في كل مراحل عمرها.
الفنانة المتفردة, كنجمة الزهرى في وسط سماء الفجر العربي, المبدعة التي استحقت محبة واعجاب جمهورها الغفير لحضورها المتميز في كل انواع شخصياتها, في قوتها كملكة, وفي تجبرها كظالمة, وفي حنانها الأكبر كأم.
رأينا منى واصف في كل ادوارها, صالحها وطالحها, بسيطها ومعقدها, لكن الابداع الذي يسري في دماء هذه المرأة الفذة, جعلنا نحبها في كل الاحوال, بل صرنا حين الحديث عن انسانيتها ننسى أية قسوة لعبتها في ادوارها ولا نتذكر سوى شخصية المرأة ذات المواقف الوطنية والانسانية, الشجاعة, "ام جوزيف", و"ام الحوت" التي لا تقبل الظلم فتحاربه وان كان الظالم ابنها, ننسى تلك الشخصية المستبدة " قدرية" او المدعية, والعاشقة للمظاهر في بعض المسلسلات, و نتذكر شخصية "شقيقتي" في وادي المسك, المرأة البسيطة, خفيفة الظل, غير المتعلمة والتي لا تعرف سوى أن تحب أهلها وأخيها وأهل بيتها وبلدها بكل تلقائية ونبل وخفة دم...
الفنانة منى واصف تقودنا من موضع الروح الذي لايُحدد, صوب قوة الموهبة والقدرة على الابداع التي تتمتع بهما, ننبهر بحضورها ونتابع أي عمل تكون فيه تلك الجميلة السورية بهيبتها العابقة بروح يقطر منها الندى, والياسمين, وقداح السواقي, ومساءات سفوح جبال لا أتمنى ان تسمى قاسيون حينما يكون الحديث عن منى واصف, فتذكر منى واصف يتطلب منا ان نسمي تلك الجبال باسم آخر بدل قاسيون ولتكن "حنانيون", اسم يتناسب مع منى واصف وما بها من عطاء انساني راق لا يعرف غير المحبة والوفاء.
منى واصف
لله درك أيتها المرأة التي اجتمعت فيها الأبهة مع التواضع, والموقف المبدئي الشجاع والقوي مع الطيبة والعذوبة الانثوية الجميلة.
انها من ذلك الجيل الذي تعرّف الى الحقائق بعقله وقلبه وليس من خلال أية وسيلة اخرى, وشتان بين القلب والعقل من جهة والآلات المصنوعة من العناصر المادية البحتة من جهة اخرى, لهذا فعاشق الحقيقة لا يهوي مطلقا, بل يصعد عاليا ً ابداً.
منى واصف مبدعة لا تـُختصر بمقال ولابكتاب. فهي ذاكرة اجيال, وشعاع وطن, وصورة قلب أشرع كل نوافذه لتنبض قلقا على الجميع.
إنها مثال شعب عظيم خلط مياه بردى والفرات والعاصي في دنّ الجمال الناصع وشرب العشق من بياض الورد, وقداح السواقي الكسلى المحاطة بنعناع الماء في عيون سوريا المتدفقة, من بساتينها ووديانها وانهارها التي منحت شاربيها طعما أدمنه ُ كل من مرّ في سوريا أو عاش فيها وتنفس هواءها, فصارت سوريا له وطنا.
منى واصف
يكفينا فخرا أننا عشنا زمان ثراء فنك الخالد, ورأينا ارتقاء العطاء النبيل والتوحد مع الوطن والانسان, فكما توحد اسم فيروز بلبنان, وكما توحد اسم أم كلثوم بمصر, وناظم الغزالي بالعراق, هكذا يتوحد اسم منى واصف بسوريا, رغم انها ليست مطربة, لكن فنها العظيم, وروحها المفعمة بالروح الشعبية والوطنية الصادقة, يجعلان العشق يخرق قواعده في الشهرة المعتادة, لتستقر منى واصف في القلوب لحنا ً من الألحان التي لا تـُنسى, ولتصبح هذه المرأة المشرقة هي أمنـّا السورية التي نعشق.



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة بشرى اسماعيل, سيدة الكوميديا العراقية
- حبنا
- الضمانت الدستورية والقانونية لصيانة مباديء المواطنة والمساوا ...
- صوفي ّ عشقي
- زاهدة ٌ إلا بك
- عشق
- -الشام وأنا-
- الفتنة
- صلاة
- لا شبيه لك
- سيزيف يعبث في العراق
- -عمو حباب لا تقتلني-
- لي طقسي
- لا زلنا في واد ٍ غير ذي زرع
- أبو طبر, هلعٌ وأسرار لم تُكتشف بعد
- في العراق فقط, سلطوي معارض!
- مسلسل الدهانة, وملك الشاشة العراقية
- الدراما العراقية تتحدى الظروف وتنهض
- نصرُ ليبيا, فرح ٌ بحجم ِ سنواتِ القهر
- ألا يحق للمغدور ان يستغيث؟


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - منى واصف, الأم السورية