أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - الفنانة بشرى اسماعيل, سيدة الكوميديا العراقية














المزيد.....

الفنانة بشرى اسماعيل, سيدة الكوميديا العراقية


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 23:41
المحور: المجتمع المدني
    


لقد اثبتت السياسية فشلها في حل معضلات مجتمعنا فما علينا إلا أن نلجأ للفن والأدب وهما أبرز وجوه الثقافة التي تضع القيم الانسانية في نصابها الصحيح وتسقط الندى على جفاف الأرواح بعد كل مامر به الوطن من حروب وصراعات وتشرذم. والثقافة هي التي يحتاجها شعبنا العراقي الذي رأى مالم يره شعب في التاريخ من القهر والحرمان وأصناف الموت التي احاطت به من كل الجوانب وحاصرته, وعلى الثقافة نعول من اجل اصلاح واقعنا الخرب بعد أن زرعت السياسية في أرواحنا اليأس والملل ..
وكي أكون موضوعية أعترف انني لا أدعي معرفتي الواسعة بالأعمال الفنية العراقية بسبب غيابي الطويل عن الوطن, ولانني عشت في المنافي اكثر مما عشت في وطني, فلن استطيع ان أوجز أو أسلسل الأعمال الكوميدية في الفن العراقي حتى أستطيع أن أخرج باستنتاج أو حصيلة عن تاريخها ومن هم ابطالها الحقيقيون. لكنني سأنطلق منذ عودة الكوميديا العراقية للعمل بعد سقوط الطاغية صدام حتى الان وحيث لم نستطع ان نلملم جراحاتنا بل امتد الألم وزادت جروحات الشعب حرقة وأمراضا غير متوقعة.
إن مسؤولية الكوميديا أخطر وأكبر من مسؤولية الدراما عموما, لأنك من السهل أن تبكي شعب مختنق بالعبرات, كثير الفقد, ذو جروح غائرة.. لكنك لاتستطيع أضحاك هكذا شعب بسهولة, والإبداع يأتي هنا.
الإبداع أن تغير وتقلب المعادلة ليكون الشعب العراقي البكّاء طوال الازمان, شعبا ً محباً للضحك وتستهويه الكوميديا وكأنها حبلا للنجاة والخروج من عنق الضائقة الحياتية التي تحيط به, من هنا تأتي المسؤولية الكبيرة والخطورة التي يوضع بها من يمثل الكوميديا, وقد يقول قائل أن النص يكتبه السيناريست لكنني اقول لو لم تكن الشخصية قادرة على أداء ذلك الدور لما أستطاعت أن تضحكنا وتنسجم مع الدور وتتلبسه.
اتمنى ان لا يستفز العنوان بعض الفنانين العراقيين الذين قدموا لنا كوميديا حاولت جهدها مسح بعض دموعنا وهمومنا التي لاتمسح بكوميديا مهما كان درجة ابداعها وقوتها, فهناك اسماء لامعة في الكوميديا العراقية حتما, كالدكتور المبدع علي حنون, والمبدع أياد راضي, والمبدع الكبير قاسم الملاك, والفنانتان المحبوبتان ميس ككمر وأمل طه وغيرهم الكثير الذين قد لا اعرفهم, لكن, ليسمح لي كل هؤلاء أن أركز بمقالي على شخصية نسائية أستحوذت على أعجابي أنا شخصيا وإعجاب الكثير من المشاهدين, وهي الفنانة المحبوبة بشرى اسماعيل, وسأقول رأيي لماذا رأيتها سيدة للكوميديا العراقية, وهذه وجهة نظري الخاصة.
الفنانة المحبوبة بشرى اسماعيل هي أول ممثلة عراقية رأيتها تجمع مواصفات الممثل الكوميدي بشكل حضاري لايجرح أحدا- على الأقل بالنسبة لما استطعت رؤيته من الأعمال الكوميدية العراقية - حيث تعتمد الفنانة بشرى على اضحاك الناس من خلال ردود الافعال الذكية والايحاءات وليس على السخرية ولا على التهريج, ولا على التركيز على عاهة في الجسد كالسمن أو القصر أو أن تضحك باختلاط الجنس كان تكون مسترجلة مثلا, انها تعتمد على قدرتها الابداعية في إضحاك المشاهد بدون أن تحتاج لأي من الوسائل المساعدة على الإضحاك, لهذا تذكرني نجمتنا بنجوم الكوميديا العربية الناجحين أمثال عادل أمام, وعبد الحسين عبد الرضا, وياسر العظمة, وسمير غانم, ودريد لحام. مثلما تذكرني بنجم الكوميديا العالمي الشهيرJim Carrey جيم كيري, وهو فنان وسيم, خفيف الظل, هادئ, يعتمد اسلوبا ذكيا باضحاك الناس من خلال دماثته ونظراته ومن خلال الاسئلة غير المتوقعة التي يدهم بها المشاهد ويضحكه .
حينما تعرفت على الأعمال الفنية العراقية وتابعت أول مسلسل أعجبني وأضحكني وهو "كاريكاتير" على قناة الشرقية عندها تعرفت على هذه الفنانة التي أبدعت في تمثيل شخصية المرأة العراقية بقوتها أو ضعفها, الشعبية والبسيطة منها, اوالاخرى المتعلمة والمتطلعة للحضارة الحديثة, بحيث أجادت دور المرأة العراقية الذكية, الواعية والطموحة رغم صعوبات الحياة التي ترهقها وتحاول شدها الى الوراء بكل المعوقات الحياتية من عدم وجود خدمات, الى التقاليد الجائرة التي تردت في العراق وعادت بالمجتمع الى ماقبل مائة عام أو اكثر, مثلما نجحت في لعب دور المرأة الخارجة عن القانون والمنتمية لعصابة اجرام. فهي اذن عكست الواقع العراقي كما هو.
لقد قدمت الفنانة المبدعة بشرى اسماعيل نفسها بأدوار عديدة, غير متشابهة, وبجميعها كانت ممتعة, جذابة, تزيد العمل تشويقا وتمنحه طعما خاصا, اذ هي تختزن في شخصيتها وروحها رومانسية جيلها وتألق النصف الاول من سبعينات القرن الماضي, وهو زمن صعود الفن والأدب وبلوغ الانفتاح الاجتماعي والسياسي ذروته في العراق .
وهكذا تطل علينا الفنانة بشرى اسماعيل من خلال الشاشة بكل ما اعتصرته من ذوق وفن وجمال, عجنته في قالب رقتها, وقلبها العاشق للفن, لتمنحه المشاهد, فتعيد له شيئا مما دمر ولو لدقائق ليشعر أن الحياة جديرة بأن تعاش وأن يعمل من أجل تحسينها, ويحبها.
الفنانة بشرى اسماعيل تمنحنا القدرة على التحمل والتمسك بواقع مللنا سقوطه ونواقصه, فلا الكهرباء في العراق مثل بقية البشر ولا الأمن مستقر بعد, ولا الماء زلال, ولا الشوارع نظيفة تبهج الانظار. ولا النخيل كما كان, ولا دجلة والفرات كما كانا, كل شيء غدا بصورة أقرب للمعتم , واللامخضر, والقريب الى الغروب.
شكرا للفنانة الجميلة بشرى اسماعيل التي تستحق أن تسمى سيدة الكوميديا العراقية , اذ هي تنسج لنا بجهدها درعا قويا من الابداع, شفافا كروحها الرقيقة, لتساعدنا بالوقوف ضد غائلة الموت قهرا وتضحكنا..
اتمنى النجاح لجميع الفنانين العراقيين, الذين يعملون بظروف صعبة والذين يغمط حقهم لا لشيء سوى انهم من العراق الحزين, وأتمنى للفنانة وزملائها جميعا التألق والعطاء الدائم.
1-12-2011
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبنا
- الضمانت الدستورية والقانونية لصيانة مباديء المواطنة والمساوا ...
- صوفي ّ عشقي
- زاهدة ٌ إلا بك
- عشق
- -الشام وأنا-
- الفتنة
- صلاة
- لا شبيه لك
- سيزيف يعبث في العراق
- -عمو حباب لا تقتلني-
- لي طقسي
- لا زلنا في واد ٍ غير ذي زرع
- أبو طبر, هلعٌ وأسرار لم تُكتشف بعد
- في العراق فقط, سلطوي معارض!
- مسلسل الدهانة, وملك الشاشة العراقية
- الدراما العراقية تتحدى الظروف وتنهض
- نصرُ ليبيا, فرح ٌ بحجم ِ سنواتِ القهر
- ألا يحق للمغدور ان يستغيث؟
- الثورات, تخطفُ جمهور الدراما العربية


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - الفنانة بشرى اسماعيل, سيدة الكوميديا العراقية