أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - لماذا تنجح التيارات الإسلامية فى الانتخابات؟ مصر نموذجا














المزيد.....

لماذا تنجح التيارات الإسلامية فى الانتخابات؟ مصر نموذجا


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين يبحث الناس عن المقاومة ضد الكيان الصهيونى وضد كل احتلال يجد فى طليعة المشهد التيار الدينى وفى القلب منهم الإخوان (فلسطين، جنوب لبنان، الشيشان، البوسنة والهرسك، كشمير، إريتريا) وحين يبحث الناس عن القادرين على الحشد والتعبئة ضد الاستبداد السياسى يجد أيضا فى طليعة المشهد التيار الدينى، وحين يبحث الناس عن الذين يعبرون عن هويتهم الدينية ولا يصدمون الناس فى مشاعرهم الدينية يجد التيار الدينى فى الطليعة وهم قد يقبلون بالتشدد خشية التساهل والميوعة أحيانا، ويتساءل جموع الناس لماذا يتجاهل ذلك بعض العلمانيين بل ينكرونه؟ ولماذا يُستدعى الإسلام إلى ساح الوغى والجهاد عند الأزمات وينحى عند الحكم والتطبيق؟! ولماذا حين تجرى انتخابات –ولو شبه نزيهة- ويحصد فيها أصحاب التيار الإسلامى أصواتا ذات أغلبية (مصر، فلسطين، المغرب، تونس، ليبيا ...) يسارع بعضهم للتقليل من هذا النجاح ووصم ذلك النجاح بأنه بسبب فساد الأنظمة الحاكمة كما فى مصر وفلسطين أو بأنه بسبب القتل البطيء للأحزاب الأخرى وإفساح المجال للجماعات المحظورة رغم أن أكبر نسبة اعتقال وتضييق تطال تلك الجماعات لأسباب عدة؟!

لقد أوشك الإخوانُ المسلمون فى مصر أن يلقّنوا سائرَ الأحزاب السياسية درساً في الجماهيرية، وفي القدرة على التنظيم، والفوز برضا الناس، كان هناك من قال إنّ الافتقار للتداوُل على السلطة، وخطل تصرفات الحزب الحاكم؛ كلُّ ذلك قاد إلى تصويتٍ احتجاجيٍ كاسح.
ولو أن القوم كانوا يعقلون لعلموا أنَّ الأمر لو كان يقاسُ بشدة المعارضة للنظام، لكان الذين ينبغي أن يفوزوا أقطاب حزب "الغد"، والمشاركون في حركة "كفاية"... فقد تحدى هؤلاء النظام فعلاً وباسم الديمقراطية منذ ما قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، وإلى ما بعد الانتخابات النيابية؛ ومع ذلك فإنهم ما كادوا يحصلون على مقعدٍ واحد!

يطيب لى القول إنّ الظاهرة الإسلامية في العالم العربي هي ظاهرةٌ أصيلةٌ بغضّ النظر عن سوء الإدارة السياسية... فالإسلاميون قريبون من الجمهور ومن رجل الشارع عبر سلسلة من الخدمات وعبر لسان مماثل وثياب مماثل دون استعلاء أو تكبر كما فى الفضائيات ومن ثم فالإسلاميون قريبون من الجمهور ومشكلاته وتطلعاته...وأكثر تعبيرا عن المقاومة ضد الكيان الصهيونى من غيرهم. والناس تتطلع إلى من يمثلهم ويعبر عنهم لا سيما وأن هؤلاء أكثر الفئات ثباتا ضد الأنظمة الفاسدة ودفعوا ضريبة هذا الثبات اعتقالا وحظرا وتشويها عريضا.

هناك – لا شك- مشكلات مستعصية وطنية مضت عليها عقودٌ دون حلّ...وقد لا يستطيع الإسلاميون حلَّها بشكل جذرى وتام إلا أن الإسلاميين يقدمون حلولا يراها عامة الناس قريبة من دينهم وتطلعاتهم لا سيما أن الذى يقدمها يبدو لهم أنه القوى الأمين.

وأعتقد أن مفردات من قبيل:
(1) عدالة مرشحى التيار الدينى وأمانتهم.
(2) الخبرات السابقة
(3) جدية البرنامج الذى لا يقرءوه لا عامة الناس ولا النخب العلمانية اللهم إلا قليلا.
(4) جماعية الأداء السياسى لمرشحى (الإخوان تحديدا).
(5) قوة التنظيم الإداري للتيار الدينى (الإخوان تحديدا).

أقول إن مثل هذه المفردات كفيلة أن ترجح كفة التيارات الدينية ولا سيما من الطبقة الوسطى من الناس ( يستدعى ها هنا الحديث التافه عن الزيت والسكر ومن تفاهته لا نرد عليه وإن كان يكفينا ردا عليه انتخابات النقابات المهنية).

محاذير حقيقية

1/ بعض النخب العلمانية تتصنع أنها فوجئت بنتيجة الانتخابات المصرية ... متى يعقل هؤلاء أن الذى ينجح فى ظل التضييق يمكنه أن يكتسح فى ظل الانفتاح(مع تحفظى الشخصى على لفظة اكتساح)؟ الحق أن الخوف من اكتساح التيار الدينى غيرعقلانى لأن نجاحهم تم بإرادة جموع الناس فأين المتخوفون حقيقة؟ إنهم هناك فى الفضائيات والانترنت فقط...إنما الخوف الحقيقى ينبغى أن يسترعى انتباهنا من الكارثة التى تحدق بنا الآن والتى تتمثل فى خمسة مفردات: انسحاب القادرين من المشهد زهدا أو يأسا أو تعبا، وتصدر الفارغين للمشهد، وصمت العلماء، وتهوين الجماهير للعظائم، وتهويلهم للتوافه.

2/ ويلوح فى الأفق خطر داهم وهو العجز عن احتواء التيارات الدينية... إن تنحية الإسلام من الحياة السياسية والاجتماعية لا تؤتى بثمار ناجعة بله أنها تؤخر أنصار ذلك الإقصاء إلى حيث لا يمكنهم النصر...ومن ثم فإن إقصاء ذلك التيار عن الحكم خطل كبير وسفه ينبغي إعادة النظر فيه احتراما للعقل...وتقديرا لقيمة الديمقراطية والحريات، وإنصافا لرغبة جموع الناخبين.

3/ إن تنامي النجاحات الإسلامية واقترابها من مواقع اتخاذ القرار فى أكثر من مكان واقترابها من مصادر الثروة والسلاح سوف تشكل مخاطر كبيرة على المصالح الاستعمارية والإمبريالية وهو الأمر الذى يجب التفكير للتعامل معه والتصدي لمؤامرات وأد ذلك النجاح بعقل يقظ مستفيدين من أخطاء الماضي...طارحين على قومنا برامج جادة تنهض بمشكلاتنا الحقيقية ولا تهتم بتوافه التفاصيل التى لا أوان لها الآن فلا يعقل أن يغرق امرؤ وأنا أجادله فى أدق تفاصيل حياته الشخصية: أنقذه أولا ثم تجادلا لاحقا.

خاتمة

كانت هذى الكلمات فى حق تيار ذي شعبية واسعة نرجو له المناصحة ونرجو ممن يحسدونه على نجاحاته أن يستفيدوا من أخطائهم فلا يقصون الدين من جهودهم لأن البنية النفسية للشعوب العربية تميل إلى التدين ولو شكلا إذا خلا من المضمون..وليس كل من يسعى للعمل السياسي من منظور ديني يتاجر بقضايا وطنه فلا شك أن فى أصحاب التيار الديني من يعقلون ويخلصون ويعون الواقع حتى وإن شابت بعض جهودهم أخطاء مثلهم مثل غيرهم.

سيد يوسف



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل البنية العقلية للمجلس العسكرى المصرى
- العسكر لا يصلحون لإدارة البلاد مدنيا ولا انتقاليا
- ساسة أقسموا بالله ألا يفهموا
- تأملات فى إضرابات المعلمين
- مصر لم تعد تحتمل الغباء السياسى
- فى ضرورة نقد المجلس العسكرى
- أحزابنا السياسية ضرورة أم عبء على الوطن؟
- الأجور فى مصر بين الخيال وبين الممكن
- الوعظ السياسى وآيات آل مبارك الممزق
- جمعوا هذه المشاهد ثم استنتجوا
- من وحى ثورة 25 يناير(2-2)
- من وحى ثورة 25 يناير(1-2)
- الغضب المصرى الأول
- تأملات إنسانية فى المشهد التونسى 2011
- فى انتظار المصير المحتوم
- هل تذكرون عصا سليمان؟
- المزورون: ليسوا نوابا وليسوا محترمين
- إهدار أحكام القضاء طرد الحرس الجامعى نموذجا
- مفردات الواقع المؤسف لا تنبئ بخير
- حرب الملصقات الرئاسية فى مصر


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - لماذا تنجح التيارات الإسلامية فى الانتخابات؟ مصر نموذجا