ماذا يجري داخل الاتحاد المغربي للشغل، وخاصة الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط- سلا- تمارة؟

مجموعة من المناضلين النقابيين بالاتحاد الجهوي لنقابات الرباط سلا تمارة - الاتحاد المغربي للشغل

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 13:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

الاتحاد المغربي للشغل: البيروقراطية تفرض نفسها



ماذا يجري داخل الاتحاد المغربي للشغل، وخاصة الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط- سلا- تمارة؟

لا يخفى أن البيروقراطية داخل الاتحاد المغربي للشغل قد توفقت بواسطة دهائها ومناوراتها (المكشوفة بالنسبة إلينا) في إنجاح مهمة انتقال الزعامة من بن الصديق الى مخاريق. ولم تقف عند حدود انتقال الزعامة، بل وصلت حد تثبيت أقدام مخاريق، ومن خلاله تثبيت أقدام حاشيته البيروقراطية. وهو ما قوى أطماعها في الاستيلاء على الاتحاد، دون اعتبار لالتزاماتها وتحالفاتها السابقة. وعندما أقول إنها "أنجحت" انتقال الزعامة، فإني أقصد أساسا طمسها لجرائم بن الصديق في حق الطبقة العاملة وفي حق العديد من المناضلين المخلصين لقضية الشعب المغربي وتبييضها لسجل ضخم من التجاوزات المالية والتنظيمية...

ولا يخفى كذلك، أن ما يزعج البيروقراطية، خاصة الآن وبالدرجة الأولى، هو وضع الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط- سلا- تمارة. إنه العقبة التي تحول دون استكمال الهيمنة على كامل الاتحاد. ومن الطبيعي أن تزج بكل قوتها من أجل ربح هذا الرهان. وهو رهان لا يعني البيروقراطية وحدها، إنه يعني النظام القائم كذلك. وقد يعني هذا الأخير أكثر مما قد يعني البيروقراطية. والحماس والحافز اللذان يسيطران عليها لحسم المعركة لصالحها يغذيهما بدون الشك النظام.

إن خروج الاتحاد الجهوي لنقابات الرباط- سلا- تمارة عن مراقبة البيروقراطية ونفوذها من شأنه أن يتيح الفرصة لليسار (النهج الديمقراطي ويسار النهج الديمقراطي بالخصوص) للانتعاش والارتباط بفئات واسعة معنية بالتغيير الجدري، وأيضا لتوسيع دائرة الاحتجاج والتصدي بارتباط بحركة 20 فبراير وبالدينامية النضالية المفتوحة. كما أنه قد يشوش على باقي الاتحادات الجهوية، وقد يتيح الفرصة مرة أخرى لليسار (النهج الديمقراطي ويسار النهج الديمقراطي بالخصوص) لاختراق الاتحادات الجهوية الأخرى. إن البيروقراطية ترفض، والنظام بجانبها، أن يكون اتحاد داخل اتحاد. فقوة البيروقراطية، وبالتالي قوة مخاريق تكمن في اتحاد مغربي للشغل منسجم ومتناغم من القاعدة الى القمة، ومن المحلي وعبر الجهوي الى الوطني...

ويعتبر التحدي الأول الذي وضعته البيروقراطية أمام الجميع (النهج الديمقراطي ويسار النهج الديمقراطي) هو إفشال المؤتمر الجهوي 12 لنقابات الرباط- سلا- تمارة، رغم مرور سنتين عن تاريخ تنظيم المؤتمر وفق الدورية المنتظمة لمؤتمرات الاتحاد حسب القانون الأساسي، أي أربع سنوات، وذلك في تجاوز سافر للجنة الإدارية الجهوية.

لا نخفي استغرابنا كمناضلين، لعقد مؤتمر ممتد في الزمن بدون حدود... افتتاح يوم 30 أكتوبر 2011 وتأجيل الى يوم 13 نونبر 2011، ثم اختتام مؤجل الى ما نهاية...

لا نخفي استغرابنا كمناضلين، لقراءة الكلمات إبان الافتتاح وتلاوة التقرير الأدبي بدون مناقشة...

لا نخفي استغرابنا كمناضلين، لعدم قراءة التقرير المالي...

وفي الحقيقة، وبصراحة مرة، وللتاريخ، لا نخفي استغرابنا كمناضلين، وأكثر من ذلك، لما حصل إبان المؤتمر العاشر للاتحاد المنعقد أيام 11 و12 دجنبر 2010 تحت شعار "الوفاء لهوية الاتحاد ومبادئه: أساس كفاحنا لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، أي "طمس جرائم بن الصديق في حق الطبقة العاملة وفي حق العديد من المناضلين المخلصين لقضية الشعب المغربي وتبييض سجل ضخم من التجاوزات المالية والتنظيمية..."

ولا نخفي، على الأقل بعد 30 أكتوبر، استغرابنا كمناضلين، لتشكيل لجنة توافق، من طرف من ومع من؟

تزعم البيروقراطية أن اللجنة ضمت حيتوم وجوييط والهندوف والهاكش ( !!) واجتمعت يوم 09 نونبر 2011 بالدار البيضاء، وتم الاتصال بمخاريق من طرف الهندوف وحيتوم من أجل تأجيل المؤتمر نظرا لضيق الوقت أمام عمل اللجنة. وأمام قبول مخاريق للمقترح تم تحديد يوم 10 نونبر 2011 للاجتماع من أجل وضع ترتيبات التأجيل...

وقد اختلطت الأوراق بعد رفض النهج الديمقراطي لقرار التأجيل والتشبث باستئناف المؤتمر في الموعد المحدد، وبالتالي الإصرار على التأجيل من طرف البيروقراطية.

وهنا ستنطلق الحرب المعلنة أو المتقدمة...

بالنسبة للبيروقراطية، انتهت صلاحيات الأجهزة القائمة، مباشرة بعد افتتاح المؤتمر يوم 30 نونبر 2011، وقد آن الأوان لتدبير المرحلة الانتقالية.

وقد جسدت البيروقراطية ذلك في اجتماع يوم الأحد 27 نونبر 2011، وهو الاجتماع الذي حضرته مجموعة من القطاعات التابعة للبيروقراطية وأسست في خضمه لجنة تدبير المرحلة الانتقالية: (ريضال، الأبناك،...)، تحت قيادة حيتوم.

وماذا عن الاجتماع الثاني، ليوم 30 نونبر 2011، على الساعة السادسة؟ رفع التحدي: التصدي للمكتب الجهوي واللجنة الإدارية الجهوية...

فهل يصل هذا التحدي الى مستوى طرح الحسم الديمقراطي عبر فرز المؤتمرين عبر الجموعات العامة؟

إن الاصطفاف الى جانب هذه الجهة أو تلك مسؤولية تاريخية. وليتحمل المناضلون مسؤولياتهم...

حسن أحراث

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل