ليس دفاعا عن الرفيق رحيم الشيخ علي

جميل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 04:05
المحور: سيرة ذاتية
    

تبحث في صفحات التاريخ عن سر النقاء، فترى أكثر هذه الصفحات تزينت بكلمات عن الصدق والأمانة والتضحية ونكران الذات وحب الأخر والإيثار والتسامح ، وقد تستوقفك رموز من شخصيات صنعت هذا التاريخ الإنساني الوضاء، مثلما تستوقفك صفحات من التاريخ أمتلآت بالزور والخديعة والافتراء وتشويه الأخر والغدر والسرقة، وهي من دون ريب صفحات سوداء لا يفتخر بها غير من مارسها بكل الرداءة التي تتمتع بها روحه، وبين النقاء والرثاثة برزخ أخلاقي، يحول دون محاولات التشويه والافتراء مهما كانت الأدوات التي تستخدم في ذلك.ولا يخلو التاريخ من هذه المحاولات في كل الأزمان والعصور.
وفي عراقنا المبتلى بالكثير ممن يثردون بدماء الشيوعيين، نرى بين الفينة والأخرى، من يتطوع غير مشكور، لتشويه الشيوعيين وإلصاق التهم بالمجان بهم، متناسين من أن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال، ففي خضم الكشف عن الفساد المستشري في أجهزة الدولة، يحاول هذا البعض أن يجعل منه تهمة جاهزة يلصقها بالشيوعيين الذين تم استيزارهم (على قلتهم) وهم لا يدرون من أن الناس هي التي أطلقت على الشيوعيين أصحاب الأكف البيضاء، وما المحاولة الأخيرة والتي استهدفت الرفيق رحيم الشيخ علي، إلا واحدة من هذا التشويه المغرض والافتراء المقصود، والجميع يعي جيدا ليس المعني بهذا التشويه شخص الرفيق رحيم الشيخ علي فحسب بل الحزب الشيوعي والشيوعيين عموما، وهذا ما يدعونا للتصدي لمثل هذه التخرصات، فهو حقنا المشروع في الدفاع عن تاريخنا كحزب قدم الكثير من التضحيات من أجل أن يصون كلمة الشيوعي من كل شائبة، مثلما هو دفاع عن كل رفيق يتعرض إلى هبوب رياح الحقد الأسود، رياح من لا يملكون سطرا نقيا واحدا في كل تاريخ حياتهم، رياح من يتوهمون أنهم بهذه الأساليب سوف يلطخون النقاء الشيوعي، وهم لا يدركون من أن هناك زاوية مظلمة في التاريخ، هي زاويتهم التي تليق بهم وبحقدهم وكراهيتهم، أما رحيم الشيخ علي ورفاقه وكل المخلصين من أبناء شعبنا، فشمس التاريخ هي شمسهم التي تشرق أبدا على كل صفحاته.
• نشرت هذه المادة في جريدة(طريق الشعب) يوم الخميس 1 كانون الأول 2011

#جميل_سالم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل