أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جميل سالم - ينابيع العراق ودفء الذكريات














المزيد.....

ينابيع العراق ودفء الذكريات


جميل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


الرياح، اليوم ،هي التي تنخفض،
والغبارُ هو الذي يعلو
أدونيس
حين يتدفق ماءُ الينابيع عذبا ً رقراقا ً، ترى الروح ،تحلق بعيدا ً مع جمال الطبيعة ، فتستفيق
انفعالاتها ابتسامات أو دموع اعتزاز وفخر ومحبة ، ومساء الجمعة ينابيع العراق ( البالتوكية ) تفجر ماءها
ذكريات عذبة نقلتها مباشرة عن فعالية أقامتها رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في مالمو ،بعنوان
( أمسية أنصارية ) ، تحدث فيها مجموعة من النصيرات والأنصار عن تلك الأيام التي عاشوها حين
يحملون السلاح ويقاتلون أعتى نظام ديكتاتوري عرفه العراق والمنطقة ، فقد تحدث النصير أبو يارا عن
الأيام الأولى في تأسيس قاعدة لهم في بهدنان والصعوبات التي واجهوها وتحملهم للظروف الجوية القاسية
والظروف المعيشة الصعبة ، ناهيك عن انعدام مستلزمات التأهيل عسكريا ،وليس هناك ما يملكون سوى
الأيمان بقضية شعبهم ووطنهم والأفكار التي تهديهم إلى هذا السبيل ، يشعر المرء وهو يستمع إلى حديث
الذكريات هذا ، من أن هؤلاء الناس الذين أجترحوا هكذا معجزات ، هم نوع خاص من البشر .
ثم جاء دور النصير أبو دجلة ،لنستمع منه إلى حديث شيق عن عملهم ألأعلامي ، وكيف كانوا يتجاوزون
كل المعوقات بأناة وصبر ، ومن حديثه تعود إلى الذهن تلك الحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها اليوم ، ألا
وهي من أن الشيوعيين العراقيين هم حماة وأهل الثقافة العراقية ، وهم الحريصون أبدا ُ على أن تكون
السمة المميزة لثقافة شعبهم هي التقدمية ، وحين يشترك معه النصير المسرحي أبو داود ، في حديث عن
العمل المسرحي وما قدمه المسرحيون في تلك الأيام رغم انعدام أبسط مقومات المسرح ، تجعل المرء
يقف مبهورا إزاء الروح العاشقة إلى الجمال ، والتي تتحمل كل شئ من أجل أن يسمو هذا الحب وأن
يؤدي رسالته .
ومن وهج المحبة الذي يؤطر حديث النصيرتين تانيا ونادية ، تستضئ الروح بهالة من العزيمة وتنحني
إجلالا لهذه التجربة الأولى بكل تاريخ المرأة العراقية ، لقد سمعنا برباطة جأش بعض العراقيات
وجلدهن عند استشهاد الأعزاء أليهن ، ولكننا لم نعرف في تاريخ العراق الحديث مثل تجربة النصيرات
الشيوعيات العراقيات ، نساء يمتلئن حبا للحياة الجميلة ، يحملن السلاح جنبا إلى جنب مع رفاقهن الأنصار
ويتحملن المصاعب التي يتحملونها ، ولا يترددن عن القيام بأصعب المهام وأخطرها ، ويستشهدن غير
هيابات للموت ،
رغم دفء الذكريات هذا ، إلا إن هناك أسئلة يدور في ذهن كل من يستمع إلى آيات البطولة التي أجترحها
النصيرات والأنصار الشيوعيين العراقيين إلا وهي ، لماذا يتم تجاهل هذا الدور النضالي المتميز من قبل
الجهات الرسمية ،ولماذا يسعى البعض إلى تهميش دورهم في محاربة النظام المقبور ، ولماذا لم يساهموا
في عملية بناء الوطن وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم من اجل خلاص شعبهم ، وأسئلة عديدة تتراكم في الروح
قبل الذهن ، عندما نرى أن الكثير ممن لم يقدم أية تضحية ولا يتمتع بمؤهلات الأنصار ، يحتل ألان مراكز
مهمة في إدارة الدولة العراقية
أخيرا شكرا لغرفة ينابيع العراق على هكذا أمسية ، لأنها ملأت الروح دفئا بهذه الذكريات



#جميل_سالم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جميل سالم - ينابيع العراق ودفء الذكريات