أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - من قصصي 2















المزيد.....

من قصصي 2


تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 17:51
المحور: الادب والفن
    


ثورة دونجا
-----------------



عبر زجاج يمين مقعدها في الطائرة تنظر الى سماء كابول تصاحبها نظرات امل, فهي تحمل في جعبتها خطط تشارك فيها لبناء افغانستان المتحطمة اجتماعيا و علميا و انسانيا,

اكملت دراستها في اوروبا و هي مختصة الان في السقي و الري
ولديها بحوثات عدا اختصاصها في تحسين التربة و تنويع الزراعة ال

multi culture

مولتي كولتور على عكس اسلوب أحادي الزراعة المونو كولتور,
و بحوث اخرى في الطاقة الشمسية,


هبطت دونجا في مطار كابول, باستقبال لابأس به من العائلة لأمرأة افغانية درست في اوروبا (تقريبا عار), في خروجها من المطار تسمع امها بعد
اشارة من ابيها تقول,

- خذي يا دونجا هذا الحجاب و ضعيه على رأسك, مرحبا بك في افغانستان,

تنظر دونجا الى الحجاب و تلقي نظرة الى امها و أبيها بدون أستغراب و بكل أدب و طيب,

- طبعا ياماما, لدي في حقيبة اليد الصغيرة حجاب ايضاً,

يشعر الاب بقليل من الاطمئنان و نوع من النصر, تبتسم الام و تمدح دونجا,

- بارك الرحمن فيكي يا ابنتي,

لم تستغرب دونجا و كانت مستعدة لتلك التغيرات,
لأن هدفها هو المشاركة في بناء أفغانستان,

غادر الجميع كابول متجهين الى مقاطعة تبعد اربع ساعات عن كابول, حيث تسكن العائلة و هناك تنتظرها مجموعة من الصديقات لكي يحتفلن بوصولها,
وصول دونجا طبعا هادئ بدون موسيقى او احتفال باهر كالذي يحدث الى ابن حين يكمل الدراسة,
بعد دخول دونجا البيت سرعان ما سمعوا طرقات الباب و دخول نوريا صديقة دونجا منذ الصبا,
بدأ الترحيب و أخبرتها بالحفل النسائي البسيط الذي تقيمه بعض الصديقات خفية,
ذهبت دونجا الى الحفلة في بيت نوريا
وفي ابعد غرفة في بيت نوريا لكي لايسمعهن احدا, و بدأت نوريا بتقديم بعض الصديقات التي لاتعرفهن دونجا,

- رويا بنت القصاب, ماليكا بنت العامل في حقل ابيكِ, والبقية تعرفيهن,

بعد التعارف والاستقبال الحار و تبادل القبلات, بدأت الاسئلة تنهار على دونجا من كل صوب و جانب, لم يكن هناك سؤال واحد عن دراستها وانما جميعها عن الرجال في اوروبا, مثلا,

سألت رويا بنت القصاب,

- هل تكلمتي مع رجل جميل وسيم في اوروبا, هيهيهيهيهي,

قهقهة تعم بين النساء, و تجيب دونجا,

- طبعااااً, و رجال كثيرين, هيهيهيهيهي,

ويأتي سؤال من ماليكا بنت العامل في حقل ابي دونجا,

- أخبرينا, هل قبلتِ رجلا؟ هيهيهيهي هيهيهيهي

تزداد القهقهة, ويعم الهدوء و تجيب دونجا ثانية,

- طبعااااً, و رجال كثيرين, هيهيهيهيهيهيهيهيهيهي,

ترتفع القهقهة جدا, و تكاد نوريا تسقط على دونجا من الضحك,

ينتهي الحفل البسيط بالضحك و المودة والتقارب بين البنات كعادتهن, فالنساء سريعات التضامن بينهن بحكم وضعهن المزري في مجتمع يحكمه التخلف في كل مجالاته,

في اليوم الثاني تأتي نوريا الى دونجا لتذهب معها الى (النصة) و هي ساحة صغيرة في نهاية المرتفع فيها بضع شجيرات الجوز, حيث كانتا تلعبان فيها ايام الصبا,
و تسمى النصة لأنها في نهاية المرتفع و تنتهي بحافة انتحرت منها اكثر من فتاة,
وعند الشجرة المفضلة تحدثتا عن ايام الصبا و ضحكتا كثيراً, و حضنتا بعضهن اشتياقا لتلك الأيام
شعرت دونجا بضربات قلب نوريا وساد صمت غريب و ظهرت عواطف جديدة تجاه نوريا لم تعرف عنه ايام الصبا معها,
أما نوريا فالامر كان أغرب بكثير
حيث كانت تشعر و كأنها تجلس على رأسها و الطيور تطير الى الخلف, والسعادة لا حدود لها,
بعد لحظات من الصمت تقترب دونجا بشفاها الى شفاه نوريا و تقبلها قبلة رقيقة,
نوريا تنتشع لحظة و تسقط الى الخلف من خيبتها و تدهور وضعها, لأنها لأول مرة تشعر بهذه العواطف و لأول مرة تُقَبل
والعالم اصبح مقلوبا على بعضه,

مر من الوقت اكثر من أسبوع و دونجا تلتقي مع نوريا في النصة, و في نفس الوقت تتحضر دونجا في بدء مشاركتها في بناء افغانستان,
و قررت في هذا اليوم ان تتحدث مع ابيها عن مشاريعها, فهي لم تعلم عن طبيعة حقول ابيها, و بعد ان سمع ابوها كل مخططات ابنته الرائعة, فاجئها بطبيعة الحقول
و رفض اي مشاركة منها و منعها ان تحاول في مكان اخر, كابول مثلا, التحدث عن مشاريعها, السبب هو طبيعة الحقول التي يمتلكها الاب, حيث كان يزرع نبات الخشخاش الذي يستخرج منه الهيروئين, فلكي لايكتشفه من هو شريف و نبيل في الحكومة, حيث ان الجزء الاخر منها يتعاون معه,
قرر منعها من كل مشاريعها, ومن يعلم! ربما اعضاء من الحكومة تتعاون معه وهي التي نصحته بذلك قبل وصول دونجا

تلافيا للمصاعب قرر ابوها ان يزوجها الى صديقه المسؤول عن تنقية الهيروئين, والذي يخرج معه بين حين وآخر الى الصيد

وقام بذلك فعلا.

في ليلة الدخلة رفضت مضاجعة الزوج المحنك, فضربها ضربا قاسياً و جلدها,
سيرا بنهح القرآن
لم تصرخ دونجا تحديا لهم ولدينهم و ربهم, وبقيت على الفراش متمددة دون حراك و أغتصبها حفظاً لوجهه الذي يشبه مخرج نعجة

بعد أسبوع استطاعت دونجا النهوض و ذهبت الى النصة ناوية الانتحار كبقية النساء اللواتي سبقوها,
وقفت على حافة النصة نظرت الى الاعماق فتبلورت حياتها كلها في خطوتين فقط

تقدمت خطوة.....صمت...., فقالت,

- لماذا دائماً المرأة؟؟؟؟

قررت الثورة وعادت الى البيت, رأت أبيها يجلس مع (مخرج المعزة),
دخلت دون أي كلمة و أتجهت الى غرفة النوم حيث كان مخزن الملابس وفيه بندقية الصيد حملتها و ملئتها بالرصاص

دخلت عليهم وأطلقت على رأس أبيها فسقط مباشرة فاقداً الحياة, أما (مخرج المعزة) فقد عملها في ملابسه من الخوف, أطلقت دونجا الطلقة الاولى على قضيبه بالكلمات,

- لاتحتاجه بعد اليوم

,وأطلقت بأخرى على رأسه فسقط الاخر ميتاً

خرجت دونجا بدون حجاب و وقفت أمام الدار حاملة البندقية, و صرخت,

- أنا هنا من يرغب فليأتي,



تحياتي و مودتي

تولام



#تولام_سيرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة الثالثة
- نحن خليط من الانسان الحديث والنياندرتال
- قليل من الجنين والحمل في التاريخ
- تحليل لقصة نوح
- في الملحد والمتدين
- قليل في الطرح الموضوعي
- وقائع لولاها لما وجد الانسان
- هاواي تعصي كلام الله
- نظرة تحليلية للروح والأشباح و الجن
- من قصصي 1


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - من قصصي 2