أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي العصا - ثكلى.. وما هن بثكلى














المزيد.....

ثكلى.. وما هن بثكلى


فادي العصا

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم أتمالك نفسي وأنا أقابل أمهات الأسرى الذين لم يُفرَج عنهم في محافظة بيت لحم أثناء تغطيتنا المباشرة منذ ساعات الصباح الأولى للدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.. فجميع الأمهات واقفات شامخات، صامدات، صابرات، دامعات العيون والقلوب.. وجميعهن توحدن بالتهنئة لكل أمٍ حُرِّر ابنها رغم انف الاحتلال..

أشار لي زميلي الالتفات اليها.. النظر اليها.. الاهتمام بها.. فلم افهمه.. لأنني ارتبكت أمام عظمة هؤلاء النساء اللاتي ضَحَّيْن بفلذات قلبوهن من أجل فلسطين الحرية..

برقت عيونها التي تغرق بالدمع.. وهي الوحيدة التي تجلس على الكرسي.. الوحيدة المتراجعة عن باقي أمهات الأسرى... في مشهدٍ أعاد لي رباطة جأشي وذكرني بمهمتي كصحفي انقل الصورة فقط ولا ادخل فيها.. ولأول لحظة دققت في عينيها، فقلت لها: يا خالتي.. هذه صفقة الأمل".. فانهمرت دموعها ليحرق قلبي وقلوب الحاضرين قبل أن يرطب وجه ابنها المرسوم على الورقة التي تحتضنها.. صورة يرتسم في ثناياها ملامح وجه تعتقد أن الله خلقه لها فقط، ولحضنها فقط، ولحنانها فقط..

كررت عليها.. ان هذه الصفقة ستعطيكِ الأمل بالتأكيد، بأن القيد سيكسر، ومن في السجن سيحرر ويعود إلى أرضه وشعبه بنصر مؤزر..

فقالت لي: أريد فقط أن أراه قبل أن أموت.. وبكت.. أشحت بوجهي خجلاً من الموقف، وصرفت عيني عنها.. نظرت إلى الأرض من تحتي لأجد نفسي في مكاني لم أتحرك ولم استطع أن أحركها معي إلى هذا الأمل..

قالت مرة أخرى- بعد شهيق شعرت فيه بغصة هذه السنين بساعاتها ولحظاتها ودقات القلوب فيها-: أريد أن أراه كما رأين هؤلاء الأمهات أبنائهن.. أريد أن أراه قبل أن يصبح كهلا..

يا مقاومة ردي.. يا مقاومة استعدي.. يا مقاومة عودي إلى عهدك واستردي.. أسرى لنا أمهاتهم ثكلى وما هن بثكلى..

تماسكت مرة أخرى وقلت لها: إن فرج الله قريب.. والسجن لن يغلق على من فيه.. هناك أملٌ بأن المقاومة الفلسطينية ستبقي الأمل مُعاشا لكل أبناء شعبنا..

ولم يكن هذا اليوم فقط "يوم من أيام فلسطين" وإنما هو يوم من فاتحة مستقبل فلسطين بأن"الحق راح يرجع لأصحابه"..

فادي عزيز العصا

فلسطين- بيت لحم- العبيدية






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي العصا - ثكلى.. وما هن بثكلى