أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - العلاقة بين الثقافة والمجتمع














المزيد.....

العلاقة بين الثقافة والمجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 20:05
المحور: المجتمع المدني
    


تعدّ منظومة قيم المجتمع الأخلاقية جزءاً من الموروث الثقافي وتراكمه بدالة الزمن، فأي تغيير يطرأ على مصادر ثقافة المجتمع يؤثر سلباً في منظومة قيمه العامة أو ايجاباً خاصة إنها قيماً غير ثابتة بما فيها قيم الجذر الديني وأحكام محرماتها التي قد تسبغ بعرف اجتماعي أو العكس. ومع ذلك تفقد صرامتها الاجتماعية بدالة الزمن على رغم ثبات جذرها الديني حيث يجري تأويلها على نحو يخدم الحاضر أو يجري استبدال جذرها الديني إلى جذر ثقافي ليقلل حرج سدنة الدين وأحكامهم الصرامة.
يعود اختلال منظومة المجتمع الأخلاقية بدالة الزمن إلى تشابك الروافد الثقافية الناظمة لشبكة العلاقات الاجتماعية وأحكامها وتباين منظومة القيم الدينية وروافدها، فما تعدّه أحكام دين ما حرام قد يتعارض مع أحكام دين آخر في نفس المجتمع، وبذلك فإن منظومة قيم المجتمع العامة ليست واحدة على نحو عام.
ومن ثم فإن أساليب دفاعها متباينة، ما يتطلب البحث عن أساليب محادية، علمانية، لا تثير حفيظة سدنة الأديان المختلفة وأحكامهم حيث يجري تغيب الجذر الديني لبعض قيم المجتمع العامة لصالح الجذر الثقافي، فآلية استبدال جذور القيم العامة للحفاظ على السلم الاجتماعي ومجاراة تطور الحاضر ربما يخلل بمنظومة الدفاع الدينية لفقدانها القدسية الرادعة للبشر على نحو لاواعي لكنه مؤكداً يقوي منظومة الدفاع المدنية على نحو قانوني يطال كل أفراد المجتمع.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أنه يندر وجود ثقافة لم يؤدِ الدين دوراً هاماً في خلقها واستمرارها فأزمة الحاضر الأخلاقية سببها ليس تراجع أهمية القيم والمُثل العليا، وإنما فشل أساليب الدفاع عنها واستبدال جذرها الديني ".
إن المعتقدات الدينية على نحو عام تنتمي إلى علم الغيب الذي يجهل الإنسان أسراره، لذلك تحتل مساحة كبيرة من عالمه اللاواعي الكامن ويصعب على العقل الواعي التحقق منها لذلك ينصاع إلى ذاته اللاواعية ويُغيبها عن عقله الواعي على نحو دائم لعجزه تفسير ظواهرها على نحو منطقي.
يجري قبول المعتقدات الدينية أما عن طريق الايمان بها على نحو كلي من دون تفكير أو تأويلها لتوافق قيم الحاضر، وأما يُستبدل جذرها الديني بجذر ثفافي لتغيب قدسيتها ما يسهل تغييرها على نحو لا يثير مشاعر المؤمنين بها. وفي المقابل فإن قبول الممارسات الحياتية يجري بأساليب عقلانية لفهم الواقع وتطوره على نحو أشمل بعدّ جذرها الأساس ثقافي ليس ثابتاً ولا يقر بالمقدس، يتوائم مع تطور الواقع الاجتماعي وحاجاته.
يحدد (( بيخو باريخ )) أربعة اختلافات بين المعتقدات والممارسات في الثقافة :
1 – " إن المعتقدات هدفها عام وملتبس وقابلة لتأويلات مختلفة، وهدف الممارسات ضبط السلوك الانساني وتأطير العلاقات الاجتماعية بأحكام عقلانية.
2 - يتطلب تحقيق المعتقدات الايمان بها، وتساوق الممارسات يتيح امكانية تحقيقها.
3 - انتماء المعتقدات إلى عالم الفكر يجعلها تتأثر بالأفكار الجديدة، وانتماء الممارسات إلى عالم السلوك يجعلها تتأثر بالخبرة الحياتية والظروف الاجتماعية.
4 – يعدّ ترابط المعتقدات المنطقي اتساقاً فكرياً يختلف بطبيعته عن تماسك الممارسات على نحو سياق عملي ".
إن آليات استبدال جذور القيم الدينية إلى جذور ثقافية والتمييز بين المعتقدات والممارسات على نحو عام لا تخل بمنظومة قيم المجتمع العامة، وإنما تسقط بعضاً من قدسيتها الدينية لتوافق متغيرات الحاضر. ومؤكداً أن آلياتها الرادعة أكثر فعالية للمؤمنين بها من وسائل الردع الأخرى لكن إسقاط قدسية بعضها لا يعني إطلاقاً إسقاط أحكامها على غير المؤمنين بها، وإنما تأطيرها بأحكام قانونية مدنية تفرض عقوبات على الخارجين عليها خاصة منها القيم الناظمة لشبكة العلاقات العامة بين أفراد المجتمع.
يصف (( بيخو باريخ )) العلاقة بين المجتمع والثقافة قائلاً : " إن أفراد المجتمع تحكمهم علاقات خاصة، تعبر الثقافة عن جوهرها ومبادئها وتنظيمها وشرعيتها. واهتمامهم ينصب على ببنية الممارسات وشرعية معتقداتها الثقافية التي تخضعهم إلى نظام صارم يفرض عقوبات الإقصاء وسحب المكانة الاجتماعية والنقد الشديد على الخارجين عليها ".
إن حجم التراكم الثقافي يعكس على نحو ما حجم موروث القيم العامة وشبكة العلاقات الناظمة لسلوك أفراد المجتمع بغض النظر عن جذرها الديني بعدّ الثقافة وعاءاً يستوعب تاريخ المجتمع وحاضره، ما يتطلب حقن ذهن جيل الحاضر بأرثه الثقافي والحضاري لمنحه مزيداً من الثبات والتماسك والاعتزاز بذاته ومواطنته.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/




#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الثقافة في الدولة والمجتمع
- محمولات ثقافة المجتمع القيمية
- التنوع الاجتماعي والعيش المشترك
- التوجهات الفكرية والنزعات العنصرية
- التوجهات العنصرية في المجتمع
- التوظيف الفعال لعناصر القوة في المجتمع
- التمسك بالهوية الثقافية وخصوصيتها
- حقوق الأقليات ومبدأ المساواة
- مفهوم المواطنة وحقوق الأقليات
- الدولة وأهدافها الستراتيجية
- مهام الدولة وشرعية عضويتها في الأسرة الدولية
- الدولة الرشيدة ومكانتها الدولية
- الدولة الرشيدة والوحدة الوطنية
- تعزيز الوحدة الوطنية في النظام الفيدرالي أو تفككها
- النظام الفيدرالي وتسوية المشكلات بين المكونات الاجتماعية
- النظام الفيدرالي والنهج القمعي في المركز والولايات
- النظام الفيدرالي وخلاف الصلاحيات بين المركز والولايات
- حقوق المواطن في النظام الفيدرالي
- النظام الفيدرالي والضمانات الدستورية
- النظام الفيدرالي وتوزيع الصلاحيات


المزيد.....




- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - العلاقة بين الثقافة والمجتمع