أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - تدريس اللغة العربية في اوروبا














المزيد.....

تدريس اللغة العربية في اوروبا


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


تتعدد الاسباب التي تدفع الطلاب الى دراسة اللغة العربية في اوروربا، منها بدافع الفضول، بهدف الاطلاع على الاخر، لمحاولة فهم عقلية وتاريخ هذه الحضارة، تعاطفا، لمعرفة مهاجمتها من الداخل عبر ثقافتها ولغتها، البعض ايضا من يدرس اللغة العربية من بين القوى الامنية والمخابراتية التي تاخذ عل عاتقها حماية بلادها من المهاجرين العرب، وعلى كل حال مهما تعددت اسباب دراسة اللغة العربية الا ان النتيجة واحدة وهي الحكم بانها لغة "صعبة"، ومهما كانت الاجابة بانها لغة "مختلفة" لكنها ليست صعبة الا ان غالبية الطلاب، يمضون خمسة سنوات بدون التمكن في النهاية من التحدث بها، اين الخلل؟. ان تدريس اللغة العربية في اسبانيا مثلا يتم عن طريق اللغة الاسبانية، اذا افترضنا ان لكل لغة بنية ذهنية وشكلية منفصلة كيف يمكن الدخول الى نبض اللغة المراد دراستها عبر لغة اخر، واذا اخذنا بالاعتبار بان لفظ حروف كل لغة خاص باللغة بذاتها فكيف اذن يتم الوصول ال هذه الخصوصية بل كيف يمكن مجاراة موسيقاها وايقاعها ونغمها الخاص؟. ان تدريس اللغة العربية يقوم على انها لغة من اللغات القديمة كاللغة الاتينية، اي انها لغة ميتة، وهو الامر الذي يدفع غالبية المدرسين الى اللجوء الى العامية، باعتبارها لغة الشارع، اما اللغة "الجليلة" فهي للكتب والمتاحف ليس اكثر. قد يقع على عاتق اللغة العربية نفسها هذه المسؤولية، ولكن العاتق الاكبر يقع عل العرب انفسهم، اذ ان الدارس الغربي عندما يبدا بالتحدث مع اي مهاجر عربي باللغة العربية تعلو وجه الاخر ابتسامة ساخرة، اولا بسبب اللفظ وثانيا لان العربية الفصح ليست للتحدث وبالتالي فان كثير من المهاجرين لا يتقنون هم ايضا اللغة العربية، لان لسانهم اللغوي محصورا بالمحلية اذا لم نقل بالمناطقية الامر الذي ادى الى اعتبار اللغة العربية لغة فلكلورية، بمحاولة طمس تاريخ عريق يعود بشكل ادبي الى الالف الرابع قبل الميلاد.
ان وسائل تعليم اللغات الاخر المنتشرة عبر الانتريت، لا يبدو ان اللغة العربية تسير في ركبها، وان غالبية المواقع انما هي تبشيرية دينية. على كل حال يبدو ربط اللغة العربية بالدين من المشاكل الهامة بوجه تعليم اللغة، لدرجة ان البعض يعتقد انه يمكنه تعلم العربية في تركيا مثلا.
ان المنظور الثقافي الغربي الذي يرى ان المجتمعات العربية هي مجتمعات متخلفة وان الانسان العربي هو بعيدا عن التطور، هو ذاته المنظور الذي به ينظر ال اللغة العربية، فلغة اهل الجنة لا يبدو انها تتطور مع لغة اهل الارض، علما بان اللغة العربية تركت للغة الاسبانية اكثر من 4000 كلمة، وهو الامر الذي تدين به الثقافة الاسبانية ال العربية.
ان الثنائية اللغوية :العامية والفصحى يبدو انها تميل لصالح الاخيرة في تدريس اللغة العربية في اوروربا، وهو الامر الذي يدفع الى تخصيص اللغة بدل تعميمها، فتعليم اللهجة المصرية او الخليجية، يمنع الطالب بالتالي من فهم المغربية او السورية، وهو الامر الذي يحده في شارع ما في وقت ان اللغة الفصحى تفتح الابواب بمصرعيها امام حضارة تمتد الى بداية التاريخ.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة السرير


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - تدريس اللغة العربية في اوروبا