اعلام عربي سادي

هيثم ضمره ضمره

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 13:06
المحور: الصحافة والاعلام
    

اعلام عربي سادي

منذ اول سن لبني برز لدي وانا اسمع واقرأ وأرى محطات الاخبار، الاذاعات، الجرائد، الصحف، المجلات وحتى الحلاق يسرد ويسردان ويسردون ما تيسر من اخبار محلية واقليمية وربما عالمية، ولم اذكر اطلاقا ان كل من سبق ذكرهم قد توقفوا يوم من الايام عن سرد الاخبار لسبب ما!، وللمصداقية فان جرائدنا المحلية تحتجب عن الصدور يومي الاضحى والفطر (جزاها الله كل خير).

لكنها اقصد الصحف المحلية تعوض المواطن المهموم اصلا بما غاب عنه من هموم بباقي ايام السنة لتصبح المعادلة كالتالي: 365 يوم اخبار ناقص الاضحى والفطر.

للوهلة الاولى ومن نظرة تجارية ثاقبة وتفكير راسمالي بحت فان مجال الاخبار او الإعلام (عليه طلب) اي مجال خصب للاستثمار.

كغيري من الشباب الطامحين فكرت ان اخوض بهذا المجال اقصد مجال الاعلام؛ فذهبت واثق الخطى لمكتب الكاتب الصحفي الساخر ك. ن ( كامل نصيرات)، لامور تتعلق بالاحراج نتخطى ما جرى من احداث في المكتب ونعود لموضوع الاعلام.

وافق الاستاذ كامل على ضمي لفريق تنفيس واصدر لي باجة تحمل اسمي وكلمة ((press التي علمت للتو انها تعنى صحافة!.

منذ ذلك اليوم وانا لا اتكلم الا بامور الصحافة وفقدت الجانب الرومانسي من حياتي وتبدلت قصصي الطفولية مثل قصة ليلى والذئب وجمانة والاقزام السبعة بالقذافي والماسورة، صدام حسين والحفرة

اصبحت عباراتي لا تخلو من مصطلحات الاعلاميين وهذا غير منطقى بالنسبة لعمري ولا يتماشى مع تطلعاتي الاستراتيجية كالخطوبة و الزواج لذلك قررت ان اثقف نفسي بقليل من الرومانسية واغير نظرة من حولي الذيين باتوا يطلقون علي "حسنين هيكل الصغير"!،فاسرعت بالدخول الى صفحة ضمن احد المواقع الاجتماعية والتي تدعى "سفراء الرومانسية" وكان اول خبر قرأته على "سفراء الرومنسية هو : "شاهد فيديو مقتل القذافي كامل وحصري وخاص جدا لسفراء الرومانسية"!

اتمنى لو اعرف ما هو الرومانسي بموضوع مقتل القذافي!، حتى الاعلام العربي السادي انشكح لرؤية القذافي وهو يقول حرام عليكم ويتمثل هذا الانشكاح بمذيعة احدى القنوات الاخبارية العربية التي كانت تنشر الابتسامات على الهواء مباشرة بالتزامن مع بث مقاطع لا تخلو من العنف.

رحمك الله يا ماركيز دي ساد لو كنت موجود لملات كشك ابو علي بالكتب والمجلدات التي تتحدث عن السادية في الوطن العربي.


هيثم ضمره ضمره
*جامعة فيلادلفيا
[email protected]

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات