أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الباب - السيستاني والشاهرودي ، صراع المصالح بلباس الدين














المزيد.....

السيستاني والشاهرودي ، صراع المصالح بلباس الدين


علي الباب

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يسعى رئيس الحكومة السيد المالكي من خلال وسطاء ووفود اقناع المرجعية بضرورة استقباله لكسب الدعم الروحي في عمله الحكومي ولكن جوبه برفض قاطع في كل مرة ، فمنذ اكثر من السنة يرفض السيد السستاني اللقاء بأي شخصية حكومية او حزبية على اثر عدم تنفيذ الحكومة لوعودها في مجال تقديم الخدمات و الاصلاح السياسي في البلاد، ولم تنفع وساطة الشيخ الاصفي ـ العالم المعتمد لدى حزب الدعوة الاسلامية سابقا ووكيل المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي في النجف حاليا ـ لإقناع السيد السيستاني بإستقباله في يوم الغدير ، بل ان السيستاني دعا الاصفي الى ايصال رسالة واضحه للمالكي و هي انه أصلح نفسك اولا و اسعى لإرضاء الله و الشعب العراقي المظلوم ونفذ وعودك للناس و سوف نلتقي بك برحابة ، ثم انه املى عليه الشروط الواجب على المالكي تنفيذها حتى يحضى بدعم المرجعية مرة اخرى ، وهي عبارة عن حزمة من الاصلاحاتتتمثل بــ :
1 ـ استقالة النائب الثالث لرئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، الذي اثار تقلده لمنصبه لغطا واسعا في حينه .
2 ـ استعادة اراض شاسعة تملكها في بغداد والمحافظات مئات الاشخاص ممن هم بدرجة وزير خلال الاعوام الماضية، بينما يمر الشعب بأزمة سكن خانقة .
3 ـ في حين تعلق الشرط الثالث بحزمة العقود الكبيرة التي ابرمت لصالح شركات يملكها اولاد المسؤولين خلال الفترة الماضية، وطلبت المرجعية ان تفسخ هذه العقود وان يجري التحقيق في ملفات فساد كبيرة في اطارها تتضمن مبالغ طائلة.
ان المتتبع للاحداث لايسعه الا الاشادة بذكاء السيد السيستاني عندما اعلن عن شروطه الان ، وذلك لتزامن هذا الحدث مع قرب وصول مرجع آخر للساحة العراقية التي تعج بالمراجع وتزدحم بهم ، وهو السيد الشاهرودي ، فقد قرر حزب الدعوة بعد ضغوط داخلية وخارجية ايرانية باعتماد مرجعية السيد محمود الشاهرودي، مرجعا له عقب وفاة السيد محمد حسين فضل الله مرجع الحزب، ولعل المكان يضيق بالحديث هنا عن الاسباب التي جعلت حزب الدعوة يعتمد مرجعية الشاهرودي ، ولكن لابأس من ذكر بعضها مثل عدم اعتماد نظام ولاية الفقيه خوفا من الشارع العراقي، ومع هذا فان المالكي لم ينجو بفعلته هذه من كونه اصبح جزءا من ولاية الفقيه الايرانية ، بل وينفذ اجنداتها ،وفضلا عن ذلك فان المالكي حاول الاساءة باختياره الشاهرودي مرجعا له لشخص السيستاني ، الذي يبدو ان الماء قد وصل الى بساطه من دون ان يعلم ، فالايرانيون يخططون منذ زمن بعيد بموضوع المرجعية في العراق ، ولاسيما ان المرض والوهن بدا يدب في اوصال السيد السيستاني ، ومن ثم فان خطوة حزب الدعوة هذه انما هي بمثابة اعلان السيد الشاهرودي خليفة للسيد السيستاني ، إذ إن المعلومات المتوفره تؤكد أن حزب الدعوة وبالاتفاق مع طهران قرر تهيئة الأجواء لاستقبال الشاهرودي كمرجع خامس معترف به في النجف الأشرف، وهذا ما أكدته أوساط في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، التي ذكرت أن الشاهرودي بدأ بتوزيع مبالغ مالية بصورة شهرية لطلبة الحوزة أسوة بباقي المراجع، ومن جانب
آخر فان اعتماد حزب الدعوة لمرجعية الشاهرودي بسبب كونه شخصية عراقية من أصول إيرانية ، كما ان ارتباطه بالمرشد الايراني الأعلى جعله مفضلا على غيره ، فقد تقلد الرجل مناصب عدة كلها مرتبطة بالمرشد الاعلى ، مثل منصب رئيس مجلس القضاء الإيراني سابقا وهو يمثل ثالث منصب في الهرم السياسي الإيراني من حيث القوة، ويتم اختياره من المرشد وأيضا عضو في مجلس الخبراء وتشخيص مصلحة النظام حاليا، وحزب الدعوة باختياره الشاهرودي انما يرد الجميل له ، لانه هو الذي أقنع المرشد علي خامنئي بدعم المالكي لرئاسة الحكومة العراقية لفترة ثانية، ، كما أقنع مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ـ كونه أحد تلاميذه في مدينة قم الإيرانيةـ بمنح المالكي الوزارات السيادية والمرافق الأمنية وفقا لتفاهم سري مع طهران لمصلحة شخصيات مقربة من الحرس الثوري الإيراني، وهو تفاهم ضمن للايرانيينسيطرتهم على حكومة المالكي، وضمن للمالكي سيطرته على قرارات مقتدى الصدر وتوظيفها لمصلحته، حيث تدخل الشاهرودي بقوة لجعل التيار الصدري داعما لحكومة المالكي ومنسجما وأهداف حزب الدعوة،ولعل من الاسباب التي جعلتني اشيد بذكاء السيد السيستاني عندما اعلن عن شروطه الان هو ان هذه الشروط تولد انطباع في ذهن المتلقي من ان مرجعية السيد السيستاني لاتقبل الفساد وسرقة المال العام ( المتمثل باصطناع المناصب غير الضرورية والاستيلاء على اراضي الدولة من دون وجه حق والتفنن بنهب خيرات البلاد والعباد ) ، في حين تقبل مرجعية السيد الشاهرودي كل ذلك ، بدليل موافقته على كل ما يقوم به حزب الدعوة من امور تصب كلها في مجرى الفساد والسرقة ، ومن ثم موافقته ان يكون ابا روحيا لهم ، وعليه فان مرجعيتة مثل هذه لايمكن الركون اليها والتعويل عليها واعدادها خلفا لمرجعية رشيدة مثل مرجعية السيد السيستاني ، وختاما فاني انبه العراقيين الى ان المراجع مهما كبر شأنهم فانهم بشر مثلنا ، ولاتصدقوا ما يشاع حولهم من خرافات ، وهالة تقديس يحيكونها هم حول انفسهم لحاجة في نفس يعقوب ، ومن ثم فان فيهم الصالح وفيهم الطالح ، بل ان اكثرهم من الطالحين ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وكفانا الله شر الفتنة ، وسلم لنا عقولنا حتى نزن فيه ما فسد ....






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- ماما جابت بيبي..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل ...
- الأوقاف الفلسطينية: نبش الاحتلال المقابر في خان يونس انتهاك ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي بجودة رائعة وإ ...
- عندما تتشنج الروح.. صرخة صامتة في وجه الحياة
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على ...
- غضب في ريف حمص: العنف الطائفي يتمدّد
- رواية -الهرّاب-.. أزمة الهوية والتعايش والوجود اليهودي في ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الباب - السيستاني والشاهرودي ، صراع المصالح بلباس الدين