عادل حسين عارف زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 19:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن القيم الإنسانية من السمات الأساسية لبناء المجتمعات وعلاقتها في شتى المجالات لممارسة الحياة اليومية وإدامتها . نلاحظ اليوم في عصر التقدم التكنولوجي والعولمة تتراجع العلاقات الإنسانية إلى أدنى مستوياتها مختلفة تماما عن العصور الماضية نسمع من هنا وهناك من رجال الكبار المسنين بان الأيام الماضية كانت مليئة بالصداقة والمحبة بين كافة أفراد المجتمعات بكل أطيافه بعيدا عن الحقد وإكراه الأخر وكانت الحياة بسيطة وسلسة يشعر الإنسان بالاطمئنان والسعادة بالرغم من تاخرالتكنولوجيا والعيش بحياة بدائية في مساكن بسيطة وانعدام الأجهزة الكهربائية كاجهرة التبريد والتدفئة ووسائل النقل ومستلزمات أخرى والسبب في ذلك الإنسان في تلك الأزمنة الماضية في مستوى ادني من الوعي مقارنة بهذا العصري يتطور بوتيرة سريعة كما نشاهدها في مجال الانترنيت والموبايل والكومبيوتر و الفضاء وصناعة السيارات والطائرات والسفن والسكك الحديدية وبالرغم من هذا التطور المدهش والعجيب الذي يعود إلى الجهد العضلي والفكري للإنسان وإبداعاته والعمل الشاق من اجل سعادة البشرية والعيش برفاهية ولكن هذا التقدم الهائل أدى إلى زيادة الفقر واستغلال الإنسان وقتلها بطريقة وحشية وانتشار البطالة والأمراض الخطيرة يهدد بحياة بني البشر أكثر من الماضي، صحيح أن يقول المرء بان زيادة السكان ومتطلبات الحياة في تغير مستمر ولكن كل الجهود والعمل التي يقوم بها الإنسان تصب لخدمة حفنة قليله من الناس الأثرياء في العالم يديرون المجتمع البشري على أهوائهم وغرائزهم لجمع الأموال عن طريق احتكار السوق واحتلال الدول الغنية بالموارد الطبيعية تحت غطاء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وتحرير الشعوب من الدكتاتورية والظلم في الحقيقة عكس ذلك لان الأنظمة الدكتاتورية والشمولية من صنيعة الغرب أثناء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية كانت دول العالم مقسمة إلى معسكرين الاشتراكي والرأسمالي والدليل على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية يساند حركة طالبان في أفغانستان لإسقاط النظام الشيوعي وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية أصبح العالم في واقع جديد الاوهو نظام العولمة ذات القطب الواحد يتحكم بدول العالم تحت مسميات عديدة وطرح مشروع شرق الأوسط الكبير لضرب إيران وسوريا وكوريا الشمالية كمحورشرولكن لم يتمكن الدول الكبرى إن ينفذ هذا المشروع لأسباب عديدة . وعندما بدا حرب الخليج والهجوم على العراق وإسقاط النظام ألبعثي من قبل الولايات المتحدة والدول المتحالفة معه بدا إيران وسوريا بإرسال مجاميع إرهابية إلى العراق لإجهاض المشروع الأمريكي وانشغالها بالمشاكل الداخلية للعراق . ونتيجة الأزمات الاقتصادية الحادة في أمريكا وأوروبا ولابتعاد الأزمات من بلدانهم قاموا بجمع مجاميع من المعارضة من داخل تونس لإسقاط نظام زين العابدين بن علي وبعد ذلك في مصر وليبيا واليوم في سوريا والهدف من هذه العملية ذوشقين هو استثمارا كبر قدر من الرأسمال في هذه البلدان ونهب ثرواتها وتخفيف العب الثقيل عل اقتصاد بلدانهم وانتعاشها ومن جانب أخر هو عدم الإفساح المجال للصين للسيطرة على العالم اقتصاديا لان أصبح الصين قوة اقتصادية كبرى بدا يهدد الاقتصاد الأمريكي وارويا من ناحية احتكار السوق وصادراتها الهائلة من الأجهزة الكهربائية والسيارات والالكترونيات والمواد الغذائية إلى الأسواق العالمية وبأسعار رخيصة . ولهذه الأسباب وخوفا من نمو الاقتصاد الصيني بشكل ملحوظ دفع أمريكا والغرب لاحتلال البلدان النامية لإنعاش ودعم اقتصادهم من الانهيار وتقليل نسبة البطالة بات يهدد بلدانهم وفي ظل هذه التغيرات الحاصلة في العالم الرأسمالية وباسم العولمة يخوض معارك عنيفة للسيطرة على اقتصاد العالم بوسائل عديدة وخاصة في البلدان النامية كما نلاحظ كيف دمر البنية التحتية للعراق طوال ثمانية سنوات وفتح أبواب الحدود العراقية للارهاربيين وأدى ذلك إلى خلق أجواء مناسبة للإرهابيين والمجاميع المسلحة الخاصة لإشعال نار الفتنة الطائفية والقومية حصد ألاف الأرواح من العراقيين وأصبح العراق بؤرة للقتل والفساد المالي والإداري والأخلاقي وتفكيك العلاقات الاجتماعية نحو الانهيار وفقدان الثقة بين أفراد الشعب وصولا إلى الغوائل العراقية والحال في ليبيا وتونس ومصر وغدا في سوريا بفضل النظام الجديد للرأسمالية وأصبح الشعوب أكثر جوعا وبذلك يهدد بحياة الملايين من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب في كافة أنحاء العالم .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟