أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رابحة مجيد الناشئ - الفنان العراقي كريم إبراهيم يُسجل احتجاجا في مهرجان اللومانتيه في ﭙﺎريس














المزيد.....

الفنان العراقي كريم إبراهيم يُسجل احتجاجا في مهرجان اللومانتيه في ﭙﺎريس


رابحة مجيد الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 14:22
المحور: الادب والفن
    


رابحة مجيد الناشئ

التقينا الفنان كريم إبراهيم في خيمة طريق الشعب المحتفلة بعيد الإنسانية، عيد جريدة اللومانتيه ( الجريدة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي ) في ﭙﺎريس، أواسط سبتمبر 2011.

ارتأت خيمة طريق الشعب هذا العام أن تكون حاضنة للمثقفين وللإبداع والمبدعين. معارض فنية جميلة تطرز جدران الخيمة... صورٌ فوتوغرافية معلقة على الجدار الأيمن للخيمة استفزتني بروعتها تمثل الصابئة المندائيين وهم يقومون بطقوسهم الدينية وبلباسهم الديني(الرستة) وهي الملابس الطقسية للصابئة والتي يجب أن تكون باللون الأبيض، رمزاً للنور والنقاء والطهارة والسلام، وأمامهم (الدرفش) وهو راية الحُب والسلام ورمز الفلسفة الصابئية.
هذه الصور الفوتوغرافية هزت مشاعري بجمالها ورمزيتها فاردت التعرف على الفنان الصابئي الذي أنجز هذا المعرض .... وكانت المفاجئة الجميلة حين قال لي مُنظمو الاحتفال:
الفنان ليس صابئياً، بل مسلماً، هو الفنان الفوتوغرافي كريم إبراهيم. وهكذا التقيت بكريم الذي كان متواجداً تحت سقف هذهِ الخيمة وأردت معرفة المزيد عن هذا المعرض وعن تجربته الإبداعية في ميدان التصوير الفوتوغرافي.

ولد المصور كريم إبراهيم في عام 1952 في مدينة العمارة جنوب العراق، وهو خريج جامعة بغداد – علوم سياسية وقانون. في بداية عام 1980 ترك العراق (مضطراً) إلى بلجيكا، وتحديداً إلى بروكسل التي يُقيم فيها لحد الآن. في بلجيكا حصل أولاً على ماجستير في مجال العالم الثالث (تنمية وتعاون)، ثم اتجه في سنة 2000 لدراسة فن التصوير الفوتوغرافي ولمدة خمسة سنوات وأنهى هذه الدراسة في عام 2005.

عاد كريم إبراهيم إلى بلده العراق عام 2004، بعد غيبة دامت 24 سنة، ثم كرر زيارته لبلدهِ في عام2005، وتمكن من التقاط الكثير من الصور... وتنوعت المواضيع التي طرحها في معارضه الفنية، إلا أن اهتمامه كان منصباً في الأساس على الإنسان ومفردات حياته اليومية. كما اهتم بالهجرة والاديان والتعدد الثقافي.

نشر في سنة 2006 كتاباً بعنوان (العراق اليوم)، وأقام عدة معارض فوتوغرافية:
♦ العراق اليوم
♦ القاهرة القديمة
♦ عمال المعادن في مدينة (بيزﻨﮕﻳﻦ)
♦ بروكسل روح المدينة

وهو يعد الآن معرضاً عن الجديد في تونس بعد نجاح ثورة الياسمين في الإطاحة بنظام بن علي.

عن بدايات تعلقه بالتصوير الفوتوغرافي يحدثنا كريم بحبٍ ودفءٍ عن مدينته العمارة، وكيف كان منظر الكاميرات المعلقة في المحلات يستهويه... إلا أن الطفل المُعجَب لم يحاول آنذاك كشف سر ذلك الإعجاب.

في بلجيكا وتحديداً في عام 2000 وحين كان كريم يعاني من البطالة، عاد بذكرياته إلى العمارة وكاميراتها التي كانت تغازله وهو صغير.... فقرر دراسة فن التصوير. وهكذا بدأت رحلته الفنية، بتسجيله في أكاديمية الفنون الجميلة في (أندر ليخت)، وبدأت علاقَته مع التصوير تترسخ وتحولت هواية الأمس إلى حبٍ وشغفٍ والتحام، بتشجيع من الأهل والأصدقاء.

تأثَر كريم إبراهيم بالمدرسة الإنسانية الفرنسية وبأعمال الفوتوغرافيين الفرنسيين، هنري كارتيه بروسون، روبرت دانو و ويلي رونيس. وتأثر كذلك بالفنان البرازيلي سالكادو، الذي يرى بان الصور يجب أن تُعنى بالإنسان الذي يُقاوِم مِن أجل حُريته، ويجب ان تعطي فرصة الرؤية لِمن لا يستطيع السفر.

وعن كتابه الذي صدر في عام 2006 يقول كريم: عندما زرت بلدي بعد غيبة طويلة في عام 2004، كنت آنذاك طالباً في سنتي الأخيرة في الأكاديمية وكان عليَّ أن أقدم عملاً فوتوغرافياً لأداء الامتحان أمام لجنة من الأساتذة المختصين. وهكذا وفر لي وجودي في العراق فرصة ذهبية، فقمت بتصوير العراقيين ضمن أطيافهم المتنوعة وكانت صوراً واقعية تظهر العراقيين وهم يعيشون حياتهم اليومية رغم ظروفهم الاستثنائية، مما أثار اهتمام وربما إعجاب أساتذتي في الأكاديمية لذلك شجعوني على طبع صوري في كتاب أسميته ‹‹ العراق اليوم ››.

وعندما سألنا كريم إبراهيم عن السبب الذي دفعه لتصوير طقوس الصابئة المندائيين، إستغرق في الصمت ثم قال: من الصعب أن أفهم ما يحصل ببلادي، أُمور سيئة غريبة لا تُطاق....فكل يوم نسمع عن اضطهاد الأقليات وتهميشهم ودفعهم للهجرة والتغرُب، وكنت أسأل نفسي عن كيفية الوقوف ضد هذا الظلم والاضطهاد....وكيف يمكنني الاحتجاج؟

وهكذا وضعت مشروعي الفوتوغرافي لتصوير هذا المكوِّن العراقي الأصيل.... هذا المشروع جلب لي الراحة لأني به أسجل احتجاجي على ما يجري.

ثم أضاف كريم: عندما كنتُ في هولندا لأُصور مشاهد الطقوس المندائية كنت فرحاً بهذا اللقاء وواعٍ لخصوصيته ويمكن أن ألخصه بكلمتين: توثيق هذا الوجود الإنساني وهذه المعاناة لهذِه الطائفة، وتصوير جمالية هذِه العبادات العريقة وقدسيتها. كما أفكر بتصوير المكوّنات الأخرى للشعب العراقي كالمسيحيين واليهود والأزيديين.

لم يُصور فناننا كريم إبراهيم الطقوس المندائية لأجل توثيقها تاريخياً فحسب، بل كان ذلك لجمالية هذه الطقوس ولمضامينها الروحية ورموزها الداعية للسلام والمحبة.

تأثر الفنان بحسهِ المرهف الصادق بما يحدث للأقليات في بلده الذي يحبه والذي إعتاد على طيبة أبنائه، فانفعل بهذِه الأحداث مسجلاً احتجاجه على الظلم بصورٍ فوتوغرافية تكشف بدورها عن قيمه الإنسانية وميراثه الفكري والاجتماعي. كان كريم يتحدث عن حلمه في أن يسود التآخي والمحبة بين أبناء شعبه وأن يعم السلام والعدالة الاجتماعية وأن يكون التسامح هو الشعار السائد....كريم إبراهيم هذا مسلمٌ حقيقي بروحية وفلسفة صابئية.



#رابحة_مجيد_الناشئ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان اللومانتيه، ربيع للابداع، وموعد للحب والتضمن الأممي. ...
- عيد اللومانيتيه، إنتصار للديمقراطية وللتضامن ما بين الشعوب
- الأول من أيّار في فرنسا عيد مزدوج: عيد العمال العالمي وعيد ز ...
- ربيع الشعر مُهدى إلى المرأة في عيدها الأممي
- ا ستغلال واضطهاد النساء عالمياً في عمقه التاريخي والجغرافي ...
- 8 آذار: في آذارها ...المرأة العراقية...صبر وصمود وطموح


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رابحة مجيد الناشئ - الفنان العراقي كريم إبراهيم يُسجل احتجاجا في مهرجان اللومانتيه في ﭙﺎريس