أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اليامين بن تومي - الثقافة العربية ..تاريخ الأجوبة.














المزيد.....

الثقافة العربية ..تاريخ الأجوبة.


اليامين بن تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


ناقش عديد مثقفينا مشكلة الثقافة العربية و أزمة حضورها و ضمورها ، بل وقع بعضهم مثل محمد عابد الجابري على النص الرفيع اللامنظور فيها المشكل لبنيانها العميق ، لتصبح الثقافة بناء في الوجدان لا إحكاما عقلانيا مما جعلها تعاني كل مرة الإشكاليات نفسها ، إشكالية مراجعتنا للمنظومة المتوارثة .
أين الأزمة بالضبط هل هي في المفهوم الثقافي للثقافة أم في بنيتنا الثقافية ذاتها ؟

ما زالت الثقافة عندنا تابعا سخيفا للنظام الرعوي الذي ورثناه كابرا عن كابر ، ثقافة تمجد الفناء ،سوكا من التكرارات الممجوجة التي اختزنت داخلها فعل التمجيد للسلطان باعتباره رأس الأشراف/ سيد القبيلة / أمير المؤمنين / الخليفة / السلطان.
لقد حصل تحالف خطير في أس المنظومة التاريخية للفعل الثقافي بين الصارف للثقافة و الممجد لها ،إنه استغناء مكرور حيث يحافظ كل سلطان على سلطانه ويحافظ المثقف ؛ الهرمس العربي على ثقافته ماديا على منصه المقابل لفعلي التمجيد و الترسيخ ، ترسيخ المنظومة عن طريق استيلاب الداخلي للشعور الجماعي .
إن القبيلة بما هي عليه تشكل فينا ثقافيا أسباب الانهزام في تدافعنا عن قيم فهمية جديدة من خلال تثويرها لآليات الرقابة و المصادرة لأي صوت يكون نقيضها فكان في تاريخنا العربي المهمشون و المنفيون مثل الصعاليك و الطوائف التي لفظتهم الثقافة الرسمية السلطانية .
لقد تحول الشاعر / الفقيه / السياسي إلى مجرد ذيول تابعة لنظام العشيرة أو القبيلة في زمن المدينة كذلك و بهذا الازدواج الممقوت بين التطاول في العمران و الانكفاء على القبيلة إلى ضمور الفعل الثقافي مما أدي إلى اكتساح ثقافة غيرنا مجالنا الجغرافي؛ بين الاستيلابين الجغرافي و الوجداني حصل المسخ و التشويه وذلك لعدم حصول التراكم التاريخي للفعل الثقافي .
ومنه حصل التباس الأزمنة الثقافية ،فأمتنا تعيش خارج زمانها فعلا متخيلا ، وفي زمانها بناء ماديا أو لنقل تعيش حاضر الهزيمة بمتخيل الانتصار .
لذلك وجدنا برلمانيات عربية مهزوزة ومهزومة ثقافيا تعالج مسألة ثقافية سخيفة و مضحكة مسألة مسلسل تركي بائس ،وحراكه الثقافي في المجتمع العربي ،إن البرلمانيات العربية في شكلها الديموقراطي الباهت بأعباء النظام القبلي القائم على المصادرة و الحجب و الرقابة دون أن تطرح السؤال العميق
كيف السبيل إلى التأسيس لفعل ثقافي يشارك الأمم التعارف ؟
إن الإجابة عن مثل هذا السؤال البسيط يؤدي معنى إلى حل هذه البرلمانيات لأنها تقوم حاليا بدور لا يتجاوز فعلي التمجيد و الترسيخ للثقافة البدوية الرعوية .لقد توارثنا على المستوي التخييلي و النفسي قيما ومنظومات جاهزة من قبيل عندهم وعندنا ،إنه نظام من اليقينيات و الوثوقية أخل بشروط بنائنا الثقافي :ما السبيل إلى وجود فعل ثقافي ؟
إن ذلك يتطلب عملا مضاعفا ومجهدا يتجاوز الاحتفالية و الكرنفالية في خلق مثقف لا بالمفهوم الايديولوجي بل بالمفهوم الاستراتيجي ،ما زالت السلط عندنا ترى في المثقف العدو الذي ينتهك بنائها على غرار أنه الوحيد الواصل للمنقطع من تراكميتها و في الوقت نفسه المقوم لاعوجاجها مع تفعيلها ضمن مشروع استنهاض اجتماعي للهوامش وذلك لا يكون إلا باستبعاد كرنفالية القبيلة .
وهذا يؤدي إلى استبات مثقف جديد يتجاوز الشاعر الممجدد للمكرور ؛كاهن الطبيعة ووسيطها إلى الجماهير ،المراكم لفكرة نصف الإله المرسخ للسلطان المعصوم ،ثم الفقيه المردد للمنصوص الحافظ للذاكرة الوارث لليقين المروج للوصولية الحافل بالأجوبة .
نحن هنا بحاجة إلى مثقف على غير مثال ،لا مثقف مغلف أو معلب مرسل من هنا او هناك مثقف يحمل أزمتنا و يتجاوزها إلى أزمتنا و يعيش أمكنتنا فعلا راهنيا لحظويا ليتفاعل داخلها بنية قلقة تتجاوز و تضيف إليها إبداعا .
لقد أصبحت الثقافة راهنا تصنع المستقبل لكنها في عالمنا العربي ما زالت تصنع الماضي بالأجوبة نفسها . لتتحكم نظرية المؤامرة في الأخيلة العقلية عند أشباه المثقفين تلك النظرية الأضحوكة التي تبرر عجزنا عن تفاعلنا مع العالم نتيجة عدم استثارتنا للأسئلة الوجودية الكبرى .فهلا انتبهنا إلى سلعتنا و صيرناها عملة للتداول لا فعلا لتمجيد العواطف .



#اليامين_بن_تومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير، مقولة دينية أو متخيل تاريخي؟


المزيد.....




- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...
- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اليامين بن تومي - الثقافة العربية ..تاريخ الأجوبة.