عن النص وعلاقته بالذات الكاتبة – رؤية شخصية

فتحي أبو النصر

الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 10:09
المحور: الادب والفن
    

أنا النص فيما هو ليس أنا...
إنها اشتراطات اللعبة الفنية الماكرة :-تتطلب تغميس الذات في فنجان النص لا اهراقها كليا في سبيل إعلاء الذات من ناحية والتجاوز النصي –داخل استمرارية التجربة الإبداعية نفسها – من ناحية ثانية

وإذ ليس بالضرورة أن نلتصق بنصوصنا فان الالتصاق لابد منه شئنا أم العكس ...

غير أنني مع زحزحة النص عن مؤلفه قرائيا والتعامل معه ليس بوصفة وسيطا للذات الكاتبة ومحمولاتها بل باعتباره قيمة بحد ذاته –بعيدا عن هيمنات المؤلف وتهويما ته

ذلك يشير بالطبع إلى أننا حين نتملص عنا داخل النص نظل الكامنين فيه ..

في مرآة النص حال الكتابة تتشخص الذات ولا تأبه حتى لقارئها
بينما لابد ان تعي بضرورة التحرر من هاجس كونه –أي النص -قيدا لها أوحتى أنها فريسته المثلى

..حد رؤيتي للنص فانه حجرتنا المشعة دائما بالجنون
ندعك عري الذات فيه فلا نتنظف من جنونه ولا من عرينا أيضا
وبما أن النص لا يحيل إلينا باعتباره كينونة منفردة فان ذلك يتطلب منا عدم الخضوع لسطوته

إنها الحرب الدائمة للذات الكاتبة مع نصوصها
حرب احتجاب الكشف -انكشاف الحجب داخل النص وفيوضا ته

في حين أن محاولات الحفر في هذه المنطقة دائما ما تحيل إلى المجابهات الخاسرة والبهيجة بين الذات ونصها وكينونتهما الفنية كذلك

فيما تتلقى الذات بين نصها والمتخيل حال الفعل الكتابي دروسا في اللامعقول والانخلاع على العتبات النصية دونما الذاتية
.. في هذا السياق أشبه النص أمام قيود الذات وانهمارها فيه بــــــــ" قماش الجسد المنصوب أمام فصيل الإعدام"
ذلك أن الذات تسكب حد وسها في النص فينجرح بها لكن النص وهو المنخدش بالذات لايتضمد إلا منها وبها وفيها وهنا مكمن المكر بين الكيانيين
..علاقة واعية ومظطربة في آن إذ يحيا كل منهما بتنا قضاته مع الآخر
.. الذات تنهمر في مجرى النص فيتلقفها ليمتزجان

بيد أنها سرعان ما تنأى عنه لينأى عنها بالتالي وهما الـــــــــ "يجريان معا
"!
___________________________________________________________
فتحي أبو النصر :- شاعر وصحافي يمني له "نسيانات ..اقل قسوة "عن الأمانة العامة لات
حاد الأدباء والكتاب اليمنيين
تحت الطبع مجموعته الثانية بعنوان "سماء محدودبة كأحلامي

#فتحي_أبو_النصر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل