أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد عويتي - عيد الأضحى -فاصل لذبح الشياه ريثما يُستأنف ذبح البشر-














المزيد.....

عيد الأضحى -فاصل لذبح الشياه ريثما يُستأنف ذبح البشر-


جهاد عويتي

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 01:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية حينما نمعن النظر في المكانة التي يحظى بها عيد الأضحى عند المسلمين منذ تبني هذه الشعيرة سنكتشف أمرين أطالا في عمر ثابت من ثوابت (اللسنة) وحولاها إلى مناسبة لحسن الحظ انها سنوية . الأمر الأول هو مثيولوجي وقديم يصور النقلة الأبستمولوجية الكبرى حينما تم الاستعاضة بالقربان الحيواني بدلاً من القربان الأنساني الذي باتت القلوب مع حتمية التطور الزمني تنفطر لرؤية أرواح بشرية تُزهق لترضية خاطر الإله المتعطش. الأمر الثاني هو براغماتي صرف هللت له جيوش الفقراء الخبيرة برائحة اللحم المشوي أو المطبوخ ولكنها لم تكن خبيرة بمذاقه إلا فيما ندر, وها قد حانت مناسبة باذخة كهذه حيث يتم التصدق عليها بأكوام من اللحم سرعان ما تنتهي ليعود الشوق إليها أدراجه بعد عدة أيام إلى هذا البروتين الحيواني الضروري للحياة.
يتملكني العجب من إصرار المسلمين في هذا العصر على أحياء هذا (العيد) بالرغم من تبدل الأحوال نسبياً رأساً على عقب لعدة أسباب قد أستعرضها على النحو التالي:
1- حالياً لم يعد هناك فقراء يتحرقون شوقاً بالمعنى الحرفي للكلمة لأكل اللحم في زمن تقام فيه ولائم الزواج والولادة والطهور والنجاح المدرسي !! في كل مكان وكل فصول السنة والدعوة مفتوحة للجميع.
2- فيما مضى لم يشهد المسلمون نمط الحياة الاستهلاكي الذي نعيشه بوفرة الآن كمثل مشهد لمحلات لا تُحصى تعرض وتبيع مختلف اصناف المنتجات الحمراء والبيضاء حسب الطلب من لحوم مفرومة ومُبهرة طازجة ومجمدة تنتظر رحمة من يشتريها فقط.
3- يوجد الكثير من ميسوري الحال الراغبين في (التصدق) بأضحيته على بعض الفقراء الافتراضين ولا يسعني سوى احترام رغبة هؤلاء لأنهم أحرار فيما يفعلونه ولكن ماذا عن من يقترض ثمن الأضحية أو يشتريها بما تبقى لديه من رصيد نحيل بحجة (الصغار يبو يفرحوا) وهنا اعجب لهذا العذر الأقبح من ذنب ومن فرحة كهذه ينشدها أطفال هم بحاجة لكثير من المستلزمات الضرورية أو على الأقل لتمضية بعض الوقت في إحدى المنتزهات (النادرة الوجود) للتأرجح والتزحلق قليلاً أو للذهاب إلى نزهة على شاطئ البحر أو ابتكار أي شيء يدخل البهجة والفرح على مخلوقات صغيرة بريئة قد ترضى حتى بكيس صغير من الحلوى بدلاً من صوت خرخشة الذبح من الوريد إلى الوريد وسفح الدماء وتكسير العظام على نحو يجعلني أجزم بأننا لم نغادر يوميات عائلة من العصر الحجري بعد.
4- ما أن يُقبل مساء هذا "العيد المبارك" سرعان ما تبدأ تداعيات أنشطته البدنية في الطهور والنساء المعنيات أدري بآلام الأرجل والأطراف والظهر بعد ماراتون إفراغ وغسيل المعدة والأمعاء وفرم شتى أصناف الخضروات وحشوها وطهو كل عضو من أعضاء ذلك الكائن الذي لم يسعفه الحظ أن يكون أسداً أو أضعف الأيمان غزالاً يعدو بعيداً. النتيجة النهائية هي تخمة وتطبل في الجهاز الهضمي وشبع لدرجة القرف تجعلني أشفق على المرحاض الذي يكتم كثيراً من اسرار ذلك المهرجان البدائي.
ختاماً والموضوع ذو شجون أعلم بان ماقلته لن يعدو عن صرخة انسان تائه بين كثبان الصحراء الكبرى. أرجو أنك لست الشخص الوحيد الذي يقرأ هذه الأسطر بل أيضاً الذين يُبح صوتهم وهم يهتفون بشعار "الإسلام هو الحل".

سلام






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: الاحتلال ارتكب جريمة منظمة في غزة بعد وقف ا ...
- الكنيسة الكلدانية بمواجهة « بابليون» .. صراع النفوذ بين الصل ...
- شرطة لندن ترد على مزاعم محامٍ يهودي: توقيفه لم يكن بسبب نجمة ...
- قائد الثورة الاسلامية: فليستمر ترامب بالوهم!
- كنائس الموصل التاريخية تُفتح من جديد بعد ترميمها من دمار تنظ ...
- بسجن إسرائيلي.. إطلاق رصاص مطاطي على أسير فلسطيني طالب بمعال ...
- كيف استغل الإخوان مظلة الحريات لـ-التسلل الناعم- في أوروبا؟ ...
- خطيب الأقصى يدعو الفلسطينيين للرباط والدفاع عن المسجد
- قائد الثورة الاسلامية مخاطبا ترامب: استمر في أحلامك!
- من المشرق إلى المغرب.. حكايات الآثار الإسلامية


المزيد.....

- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد عويتي - عيد الأضحى -فاصل لذبح الشياه ريثما يُستأنف ذبح البشر-