أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - )زهية خليل (شاهين - وصية خارج الزمن














المزيد.....

وصية خارج الزمن


)زهية خليل (شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 23:10
المحور: الادب والفن
    


أسرع خارج الغرفة وقد لفه إحساس الحرية الذي طالما حلم به وكأن كل الماضي قد اختفى من شاشة حياته ..اختفت كل الوجوه وأصبح الزمن سراب انطلقت قدماه كالريح واختلط الجسد بأجساد الرجال , وزاغت العيون مشوشة وحائرة لاتصدق اللحظة, لم ينتبه للوجوه حوله ولم ينتبه احد إلا لذلك الإحساس الغامض الذي لف الجميع , تذكر ليلته وتقلبه على فراش الحلم الذي لم يغادر مخيلته , ما العالم خارج حدوده ؟ , وكيف أصبح شكلها بعد هذا الغياب؟ ومن هو سيكون هناك ..في تلك الأماكن ؟ هل تحفظ نفسه كما هي أم ستتلاشى في حمى الاشتياق؟ هل بقى الأصدقاء أصدقاء... هل بقت الوجوه تنتظر على مرافئ الانتظار أم يئست وسئمت موت الوقت وحضور الغياب , التفت إلى يده فوجدها لا تشبه أيدي الرجال فلم تحمل يده أي متاع بل ترك حتى مذكراته المكتوبة : يا ويلك يا بلال...تركت ما يثبت أن عمرك كان هناك ..وجسدك كان هناك ..ونــفَسك كان هناك ..وصحبك ...يا ويلك نسيت صحبك يا ...
صرخ وجهه في وجهه : صحبك يا هذا ...
والتفت إلى الباب وجد الدموع قد أصبحت تنزف في طرقات السجن تحمل غصة الرفاق وإحساس العدم والفراق واليتم والترك والإهمال , إعترى جسده رجفة , وصرخ يشهق كأن أنفاسه تتقيأ الحزن حتى تقتل شعوره الغامض بالانطلاق للمجهول الجميل , وتوقف خطواته تجاه الباب ,

- كيف لك أن تنسى صحبك في لحظة قد يتملكها الخدعة... وتجد نفسك في نفس الفراش وذلك الالتصاق ...آه من ذلك الالتصاق ..اللحم في اللحم والوجه يكتب بؤسه على وجه الآخر فتختلط اليوميات لتشابهها وتختلط الأشعار لتشابه الشعراء في القلم والإحساس, وتتشابه وجوه الساسة حتى تتكرر نفس الكلمات والمصطلحات .

التفت فتعلق في بصره بعيني رفيقه وصاحبه محمد الدامعة, فلم يجرؤ على التحقق أو الوداع فهو يشعر بنزيف نهر يقتحم قلبه حتى يغرق كل حنينه ومعاشه ومماته ولا ينتهي .
: ...آه يا محمد فأنت تشبه الصحابي أبو ذر وحتى انك تشعر به وتشبه به نفسك بأنك ستعيش وحيدا وستموت وحيدا ...فهل تتحقق نبوءتك وأنا أخونك وأتركك في وحدتك ...آه أيها الوحيد بذلك القلب الشفاف ..فأنت من صحوت في احد الليالي وعليك باد القلق وقد أزعجك شعور خفي بما سيحدث وحينما سألتك ما بك : قلت كما اخبر النبي يوسف حراس الملك ..بأنني سأخرج من هذا الباب اللعين قريبا إلى البحر ..ولكنك كنت مندهشا وسألتني أي بحر يا بلال ...وهل تعشق مدنا هي لا تشبه القدس ...وليس لها أبواب تفتح مساجدها إلى فضاء السماء ...لم تسعفنا الذاكرة برسم تفاصيل البحر الذي رأيته في منامك وعدت مرة أخرى تسألني عن خيانة لمدينتي ...ففغرت فاهي وكأني قد خنتك ولم أخن مدينتي ...ولم أفهم ...وهدأتك بان تنام وانه مجرد أضغاث أحلام فابتسمت مجبرا لتوقف غرابة الموقف والحوار ولتستسلم لنوم آخر قد يداهمك خيانة لك بان تعشق مدينة أخرى ليست مدينتك ولم تفلح , فنهضت في الصباح متكدر المزاج وابتسمت في وجهك كي اخفي خيانتي.. فقد جاء البحر يزورني في المنام خلسة دون استئذان منك رغم انك أول من اكتشفت مسيره إلي ...وكان بحر يطل على وجه غزة صباح مساء , يحمل سفن العدو والصديق وتحملنا الحرية المؤجلة إليها ولبحرها ..كنت أود يا صاحبي أن أخبرك أني لم أخن القدس ولم انس وصية أمي التي تركتها تحت رأسها في قبر مهجور( إن عشق زوايا بلدك فرض يؤدي للجنة )..احلم بك يا صاحبي وبأمي وبالجنة ..ولكن العمر الذي تسربت أحلامه على بلاط الزنزانة لم يرجع يافعا كما دخلنا به أنا وأنت ...إني انتظرك يا أبا ذر لنكمل زمنا يتربص بنا كالمعتاد .
zahiakh.wordpress.com






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - )زهية خليل (شاهين - وصية خارج الزمن