أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس - سيروان شاكر و احلام الزمن الاحمر














المزيد.....

سيروان شاكر و احلام الزمن الاحمر


سعدي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 20:00
المحور: الادب والفن
    


الكاتب .البروفسير د_سعدي عباس (البابلي)


الفن حالة انعكاس انسانية ثقافية وبيئية كبيرة تؤكد مفاهيم وجود فلسفيبة وتؤشر لافاق قادمة من اعالي قيم الجمال وانفعالاته المتداخلة لتنقل يالزمن الى مواقع متقدمة .وكان للفنانين الذين منحو انفسهم صفة المبدعين الذين ارادوا ان ينثرو ظلال احلامهم ليس فقط على محليتهم وانما الى كل مواقع الارض وثقافاتها المتقاطعة , هؤلاء هم النخبة الاكثر تأثيرا في تأسيس حضارة الانسان , وعندما تكون تجربة فنان تمتاز بعمقها الفلسفي الذي تتشكل عناصر تراكبها من بيئته وثقافته وجذوره المكانية المتفردة هي وحدها التي تمنحه بطاقة الدخول الى عالمية الفن دون غيرها .
سيروان شاكر واحد من الفنانبن المتفردين والمتقدمين في كردستان العراق في بناء لوحة فيها من الفن وابداعه والفكر وفلسفته والجمال واقيامه امتدت لاكثر من عقدين من االتجربة والانتماء والترابط وكان لي شرف متابعتها منذ ولادتها الاولى في قاعات كلية الفنون الجميلة ببغداد حتى وصولها الى عالمية متفردة تؤشر بفخر ليس لبيئة كردية فقط وانما لثقافة وحضارة شعب تمتد لالاف السنين بين جبال وسهول كردستان , لوحته تعكس الحالات التفاعلية كلها حالة المكان المتفرد وحالة الجمال المتفرد وحالة الحب المتفرد لوحة كونت في بساطتها التركيبية قوتها الفنية والجمالية وهي تقدم نفسها دون تلميعات من الابتهاج المزيف الذي اصبح من اهم وسائل الدفاع عن الفن المستورد في حركة التشكيل في مناطقنا .
لوحة سيروان شاكر تمنحنا ثلاثة اتجاهات من القوة القادمة من الفن
اولا : قيمتها الفنبة
يبني سيروان لوحته تراكبيا بين انشاء متداخل وانشاء متراكب يكون الشكل فيها ليس فقط متحررا بالكامل من تقاطعات هذا التداخل والتراكب وانما يقوم بدور الرابط الاقوى لكل هذه التداخلات والتراكبات البنائية للاسطح وتنقلات القيم اللونية وايقاعاتها الترددية وهو هنا يعتمد على قدرته الحسية التفاعلية التي تتكامل في احلامه ثم يسقطها على الكانفاس بانفعال شديد وكانه يمسك بيوت الجبل ويحولها الى مقاطع موسيقية تحدث اصوات متناغمة بين الحلم والواقع ليشكل رؤيته ثم يمنحنا فرصة المشاهدة لهذا الربط الجميل والقوي معا لمشهد مدينة كانت رمزا لحبه ورمزا لبيئته وبالتالي وطنه , فهي لوحة الانتماء الحقيقي للمكان والتصور الاجمل للزمان وهي هنا مؤشر تفرد في التشكيل الكردي ومن هنا تفردت بخصوصيتها وانتماؤها لسيروان فقط وبالتالي الى العالم .
ثانيا : قيمتها الجمالية
الجمال هنا في لوحته يأتي الينا دون عقبات ودون وسائط يدخل الينا تلقائيا وبهدؤ فيه من المتعة والتألق ما يجعلنا نشعر بالضؤ ينعكس في دواخلنا وينقلنا الى عالم الجمال الحقيقي لكل ما هو بسيط وغير معقد فهو جمال من نوع خاص ايظا فيه من القوة ما يفوق قدرات التحسس البسيطة ووينقلها الى مديات اكثر تقدما فهي لوحة ثسثطيع ان تحتويك من كل زوايا الرؤيا لكي تمنح جمالنا الداخلي اكثر جمالا انها ليست لوحة انعكاسية لحالة حلم جميل فقط وانما هي لوحة مواقع استمدت تشكيلاتها من رؤية واقعية منعكسة ومتراكمة حولها سيروان في مناطق احلامه الى لوحة تاتي الينا من اقصى مناطق الجمال التي لا يصل اليها سوى المبدعون لتمنحنا صورة متقدمة لحلم مشكل وجميل لمدينة اسطورية تخرج من قلب التأريخ الانساني.
ثالثا : قيمتها الفلسفية والفكرية
تشكيل الشكل وبناء تراكباته وحتى تداخل اقيام الوانه كلها تتحد لكي تعكس انطباعا وتعبيرا في ان واحد وللانطباع اقيامه الانعكاسية وللتعبير قدراته الادراكية ولاقيام اللون انفعالاته الحسية هذه المعادلات البنائية الثلاثية يمسكها بقوة فلسفة التكوبن الذي ريط الاجزاء كلها , هذه الفلسغة التي قامت على اسس ثقافية عميقة كان سيروان قد اعد نفسه بكل قوة لها بين قرأته الفكرية لمفاهيم الفكر الانساني العالمي ومؤسسو فلسفته وبين معاصرة شديدة التعقيد نقلت الفن المعاصر الى اقصى حافات التمرد الشكلي وكان لثقافته المركبة ودورها في خلق توازن الفكر وفلسفته الشخصية لصناعة شكل ينتمي له فقط وكم هي صعبة جدا هذه المعادلة في تكوين لوحة خاصة متفردة لا تنتمي الى اي موقع سوى موقع سيروان نفسه وما فعله هنا هو انجاز لوحة لا يوجد ما يشابهها في اي مكان او زاوية عرض من زوايا وجود الفن العالمي المعاصر وهذا وحده مؤشر ثقافي كبير ليس فقط للفن الكردي وانما لحركة الفن المعاصر ستؤكده اجيال الفن القادمة هنا .

الكاتب
بروفيسور دكتور سعدي عباس ( بابلي )
فنان وناقد تشكيلي واستاذ الفن المعاصر
عضو الرابطة الدولية للفنانين المحترفين (باريس)
دهوك في 1-11-2011






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس - سيروان شاكر و احلام الزمن الاحمر