أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل البياتي - احتلال جديد للعراق ... بثياب التدريب!!!














المزيد.....

احتلال جديد للعراق ... بثياب التدريب!!!


عادل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج إجتماع القادة السياسيين في العراق مؤخرا بنتيجة توافقية أراحت السيد نوري المالكي، وأطراف أخرى، بخصوص التمديد لبقاء القوات الأمريكية، دون عرض الأمر على مجلس النواب!!، فقد اتفقوا على السماح ببقاء نحو 5000 عسكري أمريكي بعد الإنسحاب المقرر نهاية عام 2011 بصفة (مدربين)، وتنفس المالكي الصعداء بعد أن كان في حيرة من أمر الانسحاب الأمريكي، إذ طبقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق وأمريكا عام 2009 ينبغي ان تنسحب القوات القتالية الأمريكية قبل نهاية 2011، والمالكي يدرك جيداً تبعات انسحاب الجيش الأمريكي بالكامل من الأراضي العراقية في ظل عدم اكتمال جهوزية القوات العراقية من جيش وشرطة، برغم التصريحات الدعائية التي يطلقها البعض من أعوان المالكي وأتباعه، بين آونة وأخرى وهي تصريحات للاستهلاك المحلي، فالمالكي يدرك أن القوات العراقية لم تكتمل جاهزيتها بعد، لذلك فالمالكي كان يعيش مأزقاً للأسباب التالية:
1. الضغط الشعبي الداخلي العام المطالب بإخراج الأمريكان والتخلص من كل مظاهر وبقايا الغزو الأمريكي للعراق والتخلص مما ارتكبه الغزاة من فضائع ومجازر وانتهاكات أدت الى سقوط مئات الآلاف من العراقيين ضحايا لهذا الغزو الآثم.
2. الضغط الإيراني على التحالف الذي يضم المالكي ومن معه من القوى الموالية لإيران، بإتجاه إخراج الأمريكان من العراق، لأن إيران تريد أن تخلو الساحة العراقية لها براً وجواً وبحراً، لتكمل خطواتها لبسط نفوذها في المنطقة باتجاه لبنان حيث حزب الله، ومروراً بسوريا حيث يعاني نظام أسد الحليف لإيران من مشكلة الثورة الشعبية السورية، ولاشك أن خلو الساحة العراقية من الأمريكان سيُمهد الطريق لإيران أن توصل إمداداتها لحليفيها كل من نظام بشار الأسد وحزب الله في لبنان. وكانت إيران منذ فترة طويلة قد أعلنت جهاراً أنها تستعد لملئ الفراغ الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي من العراق. وهي تعرف أن العراق بات في حالة وهن وضعف شامل من النواحي العسكرية والأمنية وغير قادر على التصدي لأي عدوان أو تدخل خارجي، فهو لا يمتلك القوة العسكرية الضاربة كما كان قبل 2003 بفضل الغزو الانكلو أمريكي للعراق وحل الجيش العراقي وتراجع قدرات القوات المسلحة من الناحيتين البشرية والتسليحية.
3. تصاعدت في الآونة الأخيرة ضغوطات وتظاهرات التيار الصدري، بشأن سحب الجيش الامريكي بالكامل، ليخلو الجو للتيار كي يبسط سيطرته الميليشياوية على الشارع، رغم أن العراقيين خبروا تهديدات مقتدى الصدر الجوفاء، الذي صَعّدَ من لهجته التهديدية ضد إبقاء القوات الامريكية في العراق تحت أي عنوان سواء مدربين أم شركات أمنية. وجاء بيان الصدر في وقت كشفت مصادر سياسية أن الحكومة تقدمت بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة لإبقاء مدربين، مع استمرار الجدال حول قضية الحصانة.
4. قناعة المالكي الحقيقية في عدم جهوزية وقدرة القوات العراقية بوضعها الحالي وانعدام التسليح الكفء عن صد أي عدوان أو تدخل، فضلا عن أن القوات العسكرية والأمنية ينخرها الفساد والولاء للكتل والأحزاب الطائفية، فهي تعاني من ازدواجية الولاء فضلا عن تردي الكفاءة برغم العدد الكبير حيث وصل عديد وزارة الداخلية اكثر من المليون شخص بينما عديد وزارة الدفاع يصل الى 400 ألف شخص.
5. المعلوم أن التحالف الكردستاني يلح على إبقاء القوات الامريكية، حيث طالب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى، حكومة بغداد إلى إبرام اتفاق جديد مع واشنطن لبقاء القوات الأمريكية فى العراق، تفادياً لاندلاع حرب أهلية ومنع التدخلات الخارجية، متهما قوى سياسية بـ ((النفاق)) حيال بيان موقفها من بقاء الامريكان، ويتحجج الكرد بأن مسألة كركوك لم تحسم وكذا مشكلة ماتسمى بالمناطق المتنازع عليها التي يطالب بها الأكراد.

الحقيقة المؤكدة إن الحكومات المتعاقبة في العراق في ظل الإحتلال تعرف جيدا أن بقائها مرهون ببقاء الدعم والاسناد الأمريكي، لكنها تمارس (التقية) السياسية أمام جمهورها، فتعلن مطالبتها بتحرير العراق نهائيا من الاحتلال لكنها في قناعاتها تدرك ان أمنها سيكون على شفا خطر، في حال إنسحب الأمريكان فعلا، لذلك فإن أكذوبة إبقاء (5000) عسكري أمريكي تحت عنوان (التدريب)، كما يقال بأن الشركات الأمريكية الأمنية الساندة سوف تستمر بعملها في العراق، فضلا عن أن السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء تحوي 5000 شخص وهو عدد يفوق أي سفارة امريكية في العالم...
أما مسألة الحصانة التي تطالب بها القوات الامريكية لجنودها وضباطها، من أجل عدم ملاحقتهم قضائيا أمام المحاكم العراقية عن الجرائم التي قد يرتكبونها، فإنها مسألة فيها الكثير من الخداع، فالحصانة للامريكان قد ضمنت بقرارات من بول بريمر، ومن مجلس الامن، ولايستطيع نوري المالكي وحكومته من مقاضاة جندي أمريكي.
وإذ يرى بعض المراقبين أن استمرار التواجد الأمريكى فى العراق ربما يكون مهما للحفاظ على المصالح السياسية والجيوسياسية الأمريكية فى المنطقة، إلا أن كثيرين يخشون من أن تؤدى خطوة التخفيض المقرر فى الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق بحلول نهاية العام إلى فتح الباب أمام تزايد النفوذ من جانب إيران، حيث كشف مسؤولون أمريكيون أن قادة عسكريين واستخباراتيين أمريكيين يضغطون باتجاه توسيع صلاحياتهم لإجراء عمليات سرية فى العراق تحد من النفوذ الإيرانى هناك، ورفض هؤلاء الإفصاح عن تفاصيل العمليات، لكنهم أوضحوا - بحسب ما نقلت عنهم صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية - أن العمليات ستشمل تدابير مكثفة لوقف تهريب الأسلحة الإيرانية بعد الانسحاب الأمريكى.

إن إبقاء 5000 جندي امريكي في القواعد الامريكية بصفة مدربين وبقاء 5000 شخص تحت عنوان دبلوماسي في سفارة امريكا بالمنطقة الخضراء، واستمرار عمل الشركات الأمنية الخاصة، أمر يثير الريبة في جدية الإنسحاب الأمريكي وفي استمرار الإحتلال تحت عنوان (التدريب)...




#عادل_البياتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح ويكيليكس: لابد من محاكمة نوري المالكي وبقية مجرمي الحر ...
- إنتفاضة الكهرباء ... بداية إنتفاضة شاملة ضد الفساد والمفسدين
- لماذا التخويف من الاخوان؟؟
- ماذا جنى العراقيون من تمرير الدستور؟
- كعادتها: أمريكا تبيع الصحوات و-مجاهدين خلق- في صفقة إيرانية ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن استهداف دبابات في الريف الغربي للسويد ...
- مصر: تسجيل صوتي منسوب لوزير النقل ينتقد فيه -هشاشة البنية ال ...
- دولة جديدة تلوح في الأفق، ماذا نعرف عن استقلال كاليدونيا الج ...
- نتنياهو يرفض خطة إقامة -مدينة إنسانية- جنوبي غزة ويتّهم حماس ...
- بين الذاكرة والمخاوف: -لبنان الكبير- والتحديات القادمة من -ب ...
- الأنظار تتجه إلى بروكسل.. اجتماع دولي يضم وزيري خارجية فلسطي ...
- حدثان أمنيان في غزة ووسائل إعلام إسرائيلية: العثور على جثة ج ...
- فرنسا: إلقاء القبض على سجين فر من سجن بضواحي ليون داخل حقيبة ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو أطال الحرب لدوافع حزبية
- تردي الوضع الصحي لحسام أبو صفية في سجون الاحتلال


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل البياتي - احتلال جديد للعراق ... بثياب التدريب!!!