أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريد يحي - لعبة الديمقراطية...والتأرجح بين الصعود والسقوط















المزيد.....

لعبة الديمقراطية...والتأرجح بين الصعود والسقوط


فريد يحي

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 21:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد الجدل الكبير الذي دار بين التونسيون بشان حرمة الجسد يخرج أخيرا يخرج الناخب التونسي بعد أن أكتسب كرامته من خلال الاقتراع ، وإصبعه ملطخ بالحبر الانتخابي ،ليبدءا الآن الجدل الجديد من قبل بعض المفكرين التونسيون ،الذين يقولون إن من التصحر ،تنبت الأمية السياسية للشعب التونسي ،والذي يفتقر إلي الحداثة ...لهذا أعطى صوته للإسلاميين.
الحقيقة... أن فالعلمانيين لم يبذلوا الكثير من الجهد في طرح وجهة نظر بديلة وإقناع الناخبين بأن لديهم حلولا أفضل من الإسلاميين، فخسروا الانتخابات عند أول مواجهة".

ولكن لا أحد بإمكانه النكران،بأن حزب النهضة التونسي،قد قام بعمل جيد على الأرض ،مترافق مع أساس أخلاقي لم يغيب ،وحقيقة الاعتماد على القرآن ،فكان له الانتصار: ،ولكن يبقى من غير الواضح... ما يريده الحزب فعلا في المستقبل.

فلأول مرة في تاريخ تونس، يتمكن الناس من النظر في المرآة.وتصبح الشفافية حاضرة على مستوى كبير، إن لم يكن الحضور على مستوى أعم، فهذه الانتخابات وقعت على عاتق مؤسسات المجتمع المدني كطرف محايد، بالإضافة إلي"الهيئة الانتخابية الوطنية المستقلة"، والتي أشرفت على هذا الاقتراع منذ لحظة الصفر.هذا الاقتراع ليس هو الاقتراع الأول في تونس ،فجهاز وزارة الداخلية ،والذي مازال بنفس الوجوه،منذ أيام بن علي،كان قد أشرف على عمليات مماثلة في العنوان فقط ،ليبقى المضمون يحتوي على سيناريو أبدع بن علي في تركيب مشاهده ،حسب ما صور له الأتباع الانتهازيين،ولكن لسوء الحظ ،لم يلقى إقبالا من الجماهير،ليشتري النفعيون كل البطاقات الانتخابية ،ويضعونها في الصناديق،وتكون النتيجة"98.7 %. أما هذه المرة فمراقبو من الاتحاد الأوروبي كانوا حاضرين، لتتضافر جهودهم مع الجهود المحلية من أجل هدف واحد...استحالة التزييف إلي حد كبير جدا.

وقف الناس في طوابير طويلة،ولساعات طويلة ،وصلت حتى 3 ساعات تحت الشمس الحارقة ،مثلما أفادت المصادر،علما بأن هذه الحالة ليس غريبة في دول شمال أفريقيا ،فالطوابير أحد المفردات الموجودة في المجتمع ،فلقد تعود الأهالي على الوقوف لساعات طويلة في طوابير من أجل الخبز ،المواد الاستهلاكية ،والمساعدات الاجتماعية،ولهذا لم يكن الأمر بالصعوبة بمكان على معاونين الدولة في فرض الانضباط

كل هذا الجو الجميل الملائم ،صحبته سطوع لشمس الحقيقة ومفادها ..."كثرة الشكاوي بخصوص التجاوزات التي حصلت ...وكلها ضد حزب النهضة وأعضائه الأقوياء ،هذه الشكاوي لم تؤثر على نجاح الإسلاميين ،الذي كان ربما مصنف عند البعض، في خانة الشك قبل أسابيع ،ضد القديسين السياسيين في تونس ،والقادمين من الغرب ، بعد أن عاشوا أوقات طويلة في المنفى ...وحزبهم القريب إلي الله.

لقد كان المشهد الجديدة. مربكا بوجود 117 حزب... بوعود شفافة، ورسائل بنفسجية، تتراوح من توزيع الكهرباء مجانا، إلي توفير 1.5 مليون وظيفة جديدة...في عالم البناء نتيجة مشروع النفق البحري ،والرابط بين ايطاليا و تونس ...أيضا رواتب للعاطلين عن العمل، ستدفع عند أول أسبوع لبداية عمل الحكومة الجديدة.

قبل كل شيء ،حاول المنافسين فعل كل ما يمكن من أجل إفشال النهضة،في الوقت الذي اتجه فيه الإسلاميون إلي القاعدة الأساسية ،من بيت إلي بيت ، ومن حي إلي حي ، يحملون شعورا عاليا وجيدا للقضايا الإستراتيجية التي تمس الأهالي ، في المؤسسات الاجتماعية والمساجد والمقاهي ...حتى الحلاقين، مناشدين خصوصا الطبقات الدنيا، والتي غالبا ما تكون التقوى الشيء الإيجابي الوحيد لديهم، بالتصويت لهم.

إلا أن هناك المزيد. لأن الحركة الإسلامية لا تعني فقط رد فعل من قبل المحرومين في مجتمع النخبة الذي استفاد من العولمة. بل أيضا استطاعت أن تملأ الفراغ ، بالتغلب جزئيا فقط على نتاج عصف الأزمة الأخلاقية في تونس قبل الثورة. فالأمة عاشت 23 سنة في ظل الديكتاتورية، التي استندت إلى القمع والفساد، في غياب معارضة حقيقية، ووجود معارضة مستهجنة، نجد البعض منهم موجود حاليا في هذه الانتخابات، لتكون مكافأة الشعب لهم... تجاهلهم وإسقاطهم سياسيا إلي الحضيض، ليحرروا لهم شهادة وفاة سياسية تأخرت لبعض الوقت مقارنة بالرئيس السابق وبعض أعضاء إدارته...فكل يجني حسب دوره.

مقابل الفساد ،والاستنكار الكامل لنسيج المجتمع ،أتفق العموم على المناشدة بمبأدي القران وأخلاقياته، كأفضلية على الأقل... ليس ضد الشعور بالذنب. بقدر ما هو اعتبارا لخط النهضة السياسي، المضاد لكل محاولات النظام القديم بالتسلل إلي السلطة مرة أخرى.


ما يريده سياسيي النهضة في الأشهر المقبلة، يعتمد اعتمادا كبيرا جدا على الائتلافات التي ستضطر إليها الحركة في البرلمان، كشريك للتحالف... لا سيما مع وسط اليسار "المؤتمر من أجل الجمهورية " المبتعد عن المال السياسي، بقيادة الناشط الحقوقي منصف المرزوقي ... هذا الحزب الديمقراطي الشامل، والذي لا يشوبه شائبة في تاريخه السياسي. أيضا هناك صعوبة كبيرة للإسلاميين في تشكيل حكومة أغلبية يناط بها إصلاحات يريدونها هم ،بدون التحالف ،فالدستور في النهاية يجب أن يعتمد على الأغلبية الساحقة،هذه الإصلاحات هي التي راهن عليها وانتظرها الناخبين ،وللحقيقة كما أشرت سابقا ليست سهلة التطبيق .

حمادي الجبالي ،عضو المكتب السياسي لحركة النهضة ، والمرشح المعتمد من قبل هذه الحركة لمنصب رئيس الحكومة،يصرح بأن قضية الحركة ليست ارتداء الحجاب من عدمه ،كما أن الحركة ليست غبية لتصادر قطاع السياحة ،الذي يعتبر احد الأعمدة الفقرية في الاقتصاد التونسي،كما أن قضية الخمور وارتداء ملابس البحر ...هي من الحريات الشخصية للمواطن التونسي...هنا يبدءا التناقض، وهنا يفتتح البيع الانتخابي، ومحاولة مرضاة فئة مقابل فئة أخرى، كلاهما لن يرضى في محاولة استرضاء الأخر...كل هذا يقود إلي سؤال "هل كان غرض الحركة الوصول إلي الحكم كما أشرت سابقا لتتنازل عن ثوابتها ،أم أن هناك أجندة سياسية خفية ،تستلزم وعود تصنف ضمن الكذب السياسي لإرساء ديكتاتورية إسلامية ؟...الجواب عند الأيام.


أما جوابي أنا ، فأني أعيد ما قلته من قبل ، إن الشيء الاسوى للديمقراطية التونسية الشابة ، سيكون إعلان سقوط خطير للنهضة كضحية ... وسيبدءا منذ الآن ،بواسطة جزء من السكان ، والذين من ضمنهم الشباب الثوريين الذين قاتلوا ضد الديكتاتورية ، والذين سيرفضون تقليص للحريات الفردية ، لأنهم سيكونوا مستعدون للمخاطرة بكل شيء مرة أخرى ، لأجل الحرية والكرامة الإنسانية ....ولن تنطلي عليهم حيل الإسلاميون.



#فريد_يحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ...للعزيز محمد بوعزيزي
- اليسار...طريق الحرية
- الاحتجاج...طريق الثورة السلمية
- اليسار الألماني:صراع الأقطاب


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريد يحي - لعبة الديمقراطية...والتأرجح بين الصعود والسقوط