أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الرحيم ازبيدة - حركة 20 فبراير وسيناريوهات المخزن















المزيد.....

حركة 20 فبراير وسيناريوهات المخزن


عبد الرحيم ازبيدة

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


خرجت حركة 20 فبراير إلى الوجود من رحم معاناة الشعب المغربي،وفي سياق الربيع العربي،الذي حمل رياح التغيير ونسائم الحرية والكرامة،التي ميزت انتفاضة الجماهير العربية.هذا الربيع كسر كل الحدود بين البلدان العربية وأعلن ميلاد مرحلة جديدة من تاريخها،عنوانها العريض إسقاط أنظمة الإستبداد والفساد،ومحركها إرادة الجماهيرالشعبية في صنع مستقبلها.هذا الربيع العربي فتح أيضا طريق الأمل أمام الجماهير المقهورة في إمكانية التغيير والقطع مع كل مظاهر اليأس والإحباط التي ميزت المرحلة السابقة .
وجائت حركة 20 فبراير بدعم من قوى التغيير،لتكون صوت الفقراء والمحرومين في المغرب،في ظل استمرارالحكم الإستبدادي وسلطة الفساد ونهب المال العام وتزوير إرادة الشعب المغربي وحرمانه من حقه في الشغل ومن حقه في المشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام للبلاد.
خرجت حركة 20 فبراير إلى الشارع،وحركت المخزون النضالي للشعب المغربي،وأيقضت وعيه من جديد،ورفعت مطالبه المشروعة التي لم تعد تحتمل التأجيل ولا التسويف،من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة، ومن أجل القطع مع الطابع الإستبدادي للنظام،الذي ظل يعيق إقامة الديمقراطية في المغرب،والمطالبة بتغيير شامل يؤسس لمرحلة جديدة تصبح فيها الديمقراطية بمختلف جوانبها هي السائدة في تدبير شؤون الدولة والمجتمع،من خلال انتخابات شفافة ونزيهة في إطار دستور ديمقراطي يحترم سيادة الشعب المغربي،وفصل حقيقي للسلط واستقلال القضاء واحترام حقوق الإنسان.
هاته المطالب خلقت التفاف جماهيري حول الحركة لكونها جسدت تطلعات وطموحات الشعب المغربي الذي ظل يناضل من أجلها طيلة عقود من الزمن،وقدم من أجلها تضحيات جسيمة وقافلة من الشهداء.مما جعل النظام يوظف جيوب المقاومة،وجميع إمكاناته الإعلامية والسياسية والحقوقية والأمنية لوأد الحركة واستئصالها،وعرقلة نضالها،ضمن استراتيجية هجومية مضادة تجمع بين السياسة والعنف، لها أدبياتها وفكرهاوأسلوبها وتمويلها وآلياتها،لوضع الخطط وتنفيدها للتعامل مع وضع جماهيري ثوري قائم.
فكيف خطط النظام لإجهاض الحركة وماهي السيناريوهات والمناورات السياسية التي اعتمدها لتحقيق ذلك ؟
أولا: سيناريــوالإستثنــاء المغربــي :
حرص النظام المغربي من خلال أبواقه الإعلامية وأحزابه الإدارية وجل مؤسساته الطبقية،على الترويج لقاعدة الإستثناء المغربي،قبل انطلاق مسيرة 20 فبراير.يهدف المروجون لها إلى زرع الإحباط واليأس في صفوف الشباب،واستثناء الشعب المغربي من موجة التغيير التي أطلقتها شعوب المنطقة،عبرشعاراتها التوحيدية،والتي تتلخص في إسقاط الإستبداد والفساد،حيث تتشابه الأوضاع،أنظمة فاقدة لكل شرعية،حكومات فاسدة،شعوب مقهورة وكرامات وحقوق مهدورة.
خرج الشباب المغربي الثائر في مسيرات العشرينية الأولي في كل ربوع الوطن،مفنداالأخبار الزائفة والحملة المسعورة التي تورطت فيها الإذاعات ووكالات الأنباء الرسمية،عن إلغاء المسيرة،معلنا بذلك سقوط ونهاية أسطورة الإستثناء المغربي المزعوم،الذي تستمر الدولة وأحزابها في التبجح به .
ثانيا: سيناريــوالمؤامــرة :
تتحدد نظرية المؤامرة ضمن استراتيجية هجومية،وضمن مناورة محكمة أخرج فصولها المخزن وبلطجيته،عبر حملة إعلامية وسياسية بئيسة،للتهويل ونشرجميع أنواع الأكاذيب والشائعات والإفتراءات،والتشكيك في حركة 20 فبراير،وتبخيسها وتخوين بعض رموزها وتشويه سمعتهم باستعمال تقنية الفوتوشوب،ونعتهم بالعمالة للخارج والموالات للبوليزاريو والجزائر،وزعزعة الإستقرار والتحريض على الفتنة،والإلحاد والمثلية وأكل رمضان .
إنها حملة مسعورة ذات إخراج سيئ ، تورط فيها خصوم وأعداء التغيير،لتخويف الشعب المغربي وكبح جماح حركته وديناميته وحلمه في التغيير.
متناسين أن ما يحدث في المغرب كباقي الدول العربية،هو انفجار طبيعي لتناقضات داخلية بين الشعوب وأنظمتها القائمة على الفساد والإستبداد،الذي تتعدد أشكاله ومظاهره بين القهر و القمع بكل أشكاله وإحتكار السلطة .
إن الخلفية التي تحكمت في الترويج لسيناريو المؤامرة هي الخوف من الشباب كرمز للتغيير،والطعن في استقلالية الحركة والتلميح لقصورها العقلي والسياسي والوطني،ومن جهة ثانية إعطاء الشرعية للنظام،عبرآلته القمعية لممارسة العنف ضد نشطاء الحركة.
ثالثا : سيناريــو الشرعيــة :
ودائما وبنفس العقلية المخزنية وفي سياق التضليل والتضييق على نشاط الحركة،الذي أصبح مصدر قلق حقيقي بالنسبة للدولة،أخرجت السلطات سلاح المنع القانوني للتشكيك في شرعية الحركة،عبر إرسال القرارات الكتابية بشكل عشوائي،إلى الإطارات الداعمة للحركة وإلى نشطائها،ومحاصرة المقرات والمنع من توزيع نداءات الحركة.
إنها إجراءات مخزنية تحمل رسالة مشفرة مفادها،أن الدولة لن تسمح باستمرار الوضع على ماهو عليه،وتبرر استعمال العنف الممنهج من خطف واعتقال وترهيب .
أما من حيث الشرعية القانونية،فإن قرارات المنع لاتستند إلى أي سند قانوني وتشريعي،لأنه لا أحد من الهيئات أو من شباب الحركة تقدم بطلب في الموضوع،من مؤسسات فاقدة لكل شرعية وتطالب الحركة بحلها.
إنها قرارات جائرة في حق الشعب المغربي في التعبير والتظاهر والإحتجاج السلمي،وإعلان صريح بالتراجع الخطير عن التزامات الدولة المغربية في مجال الحريات والحقوق التي يضمنها الدستور والمواثيق الدولية.
أما من حيث الشرعية النضالية فحركة 20 فبراير تستمدها من السند الشعبي والإلتفاف الجماهيري حولها،ولكونها حركة سلمية وحضارية بكل المقاييس.
رابعا : سيناريــو الورقــة الدستوريــة :
تحت ضغط الحراك الشعبي والتحولات التي تقع في المنطقة، وتنامي دينامية وحركية 20 فبراير،حاول النظام امتصاص غضب مسيرات الشارع المغربي،فجاء خطاب 9 مارس لتعديل الوثيقة الدستورية،ليكرس استمرارالمخزن في أسلوب الدساتير الممنوحة،واحتكارالسلطة التأسيسية،ومصادرة هذا الحق للشعب المغربي.
راهن النظام على إقرار الدستور الجديد،كمناورة سياسية تحت عباءة دستورية،لإجهاض حركة 20 فبراير واحتوائها والإلتفاف على مطالبها،وخلق اصطفاف طبقي وسياسي من حوله لعزل الحركة وتقويضها،وتفويت الفرصةعلى الشعب المغربي لتحقيق مطالبه المشروعة وحلمه في التغيير. فجند لذلك كل إمكانياته من أحزابا ونقابات وجمعيات ، وزوايا ومساجد وشماكرية و بلطجية، واحتكر الإعلام العمومي،و أوكل لوزارة الداخلية مهمة الإشراف السياسي والإداري والإعلامي والتقني على الاستفتاء.فجائت الطبخة الدستورية مكبلة بقيود مخزنية،ومخيبة للآمال بكل المقاييس،على مستوى المنهجية والمضامين.
قاطعت حركة 20 فبراير ومعها الشعب المغربي الدستور الممنوح واعتبرته دستور العبيد،ولا يستجيب لأبسط مقومات الدستور الديمقراطي،ورفعت شعارات مطالبة بإسقاط لجنة المنوني.
إن لجوء النظام لشماكرية لفرض خياراته بالقوة،واستعداده للتحالف مع الشيطان،يعكس حقيقته وجوهره اللاديمقراطي،ففاقد الشيئ لا يعطيه.
خامسا : سيناريو العنف :
لقد تعامل النظام المخزني مع المقاربة الأمنية بحذر شديد خوفا من نقطة اللاعودة، ولم يراهن إلا على السيناريوهات السابقة لكبح دينامية حركة 20 فبراير،و لحسم معركة التغيير لصالحه،لكنها بائت كلها بالفشل وأدت إلـى نتائج عكسية،مما جعله يخرج ورقة الحسم الأمني،لإسكات الأفواه وإيقاف زحف الشارع. و جاء تاريخ 22 ماي ليعلن نهاية الهدنة الأمنية،وتبني سيناريوالعنف بشكل رسمي،ويكون النظام بذلك دخل مرحلة الخيارالصعب غير مضمون النتائج،مما أسفر عن سقوط الشهيد كمال عماري إثر التدخل العنيف الذي تعرضت له الإحتجاجات السلمية التي دعت إليها حركة 20 فبراير بأسفي يوم 29 ماي 2011 .
إن الخيار الأمني قد يؤدي إلى فتح حرب حقوقية ضده، وعزلته إقليميا ودوليا،ومحو صورة التميز الوهمية التي يحاول النظام تسويقها عبر قناع الديمقراطية المزيفة في أبشع صورها ومظاهرها.

سادسا : سيناريو الإنتخابات التشريعية :
لقد شكلت الإنتخابات أحد المحاور الرئيسية في تاريخ الصراع السياسي داخل المجتمع المغربي،واعتمدها التحالف الطبقي الحاكم شكلا من أشكال إخفاء اللاديمقراطية التي تميز اختياراته السياسية،وتزوير الإنتخابات وإفراغها من مضمونها،وتسييد ديمقراطية الواجهة،ليتمكن من الهيمنة على الحقل السياسي ويوجهه في خدمة سيادته الأبدية.
لقد أعلن النظام عن إجراء انتخابات تشريعية سابقة لآوانها وحدد تاريخها في 25 نونبر 2011،إن هذا التاكتيك يندرج ضمن استراتيجية واحدة هي تصفية حركة 20 فبراير وعزلها وعزل قوى التغيير المنخرطة فيها،لحساب قوى الرجعية وأحزاب التحالف الطبقي المسيطر،لإعادة إنتاج مؤسسات النظام الطبقية،ذات الشرعية الزائفة المبنية على التزوير المباشر وتزييف إرادة الشعب المغربي.مؤسسات مزعومة لبرلمان مزعوم تطالب الحركة بحلها، يجري طبخها بنفس الطريقة التي فرض بها الدستور المنزل،على أساس الولاء المطلق للمؤسسة الملكية،وتغييب ممنهج لسلطة الشعب.
إنها مسرحية انخرطت فيها أحزاب وتحالفات وتكتلات هدفها الأساسي والأسمى هو اغتيال الربيع المغربي ووأده في زمن التغيير.
لقد بلورة حركة 20 فبراير عدة مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية،تتمثل في إسقاط الفساد والإستبداد،وحل أجهزة المخزن وتفكيكها،وبناء مؤسسات تجسد الإرادة الشعبية.هذه المطالب لا يمكن أن تتحقق في ظل زمن المد الثوري الجماهيري المغربي إلا من خلال خيار المقاطعة الذي يبقى تاكتيكا شرعيا يستجيب لسمات ومتطلبات المرحلة الثورية.
إن حركة 20 فبراير انفجار سياسي شعبي واسع النطاق وممتد في المكان والزمان ولا يمكن أن يهدأ إلا بتحقيق المطالب المشروعة للشعب المغربي.
إن النظام المغربي متجه لامحالة إلى استنفاد جميع أوراقه السياسية في ظل المد الجماهيري المتواصل للحركة ومحدودية العرض السياسي،عندها سيلجأ لحل معادلة العنف والسياسة لصالح خيار الحسم الميداني عبر آلته القمعية ليدخل في مرحلة اللاعودة.



#عبد_الرحيم_ازبيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خط النضال الديمقراطي
- قصيدة الرحيل
- موقف حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي (المغرب ) من القضية ال ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الرحيم ازبيدة - حركة 20 فبراير وسيناريوهات المخزن