أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي الخازن - الشاعرة نعيمة خليفي و ديوان -همسات ثائرة-














المزيد.....

الشاعرة نعيمة خليفي و ديوان -همسات ثائرة-


عبد العاطي الخازن

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


بعيداً عن رؤية العالم الذكورية إلى عالم الأنثوية المفعم والمليء بالأحاسيس الصادقة ، تُعلن الشاعرة نعيمة خليفي عن همسات ثائرة وهو إصدارها الأول الذي جاءنا بكل تداعياته و تجلياته بوضوحه وترفه بحزنه وببهجته واحتجاجه متخفياً بألوان التشظي والانفلات .. متقمصة الطرائف والآليات اللغوية والأسلوبية التي ينبني عليها النص الشعري وتحويله إلى لوحة فنية من نسمة بحر ومسك وحناء ثم إلى همسة ثم رائحة وطلاء ، وعلى حدٍ سواءْ تتأثث قصائدُ الشاعرة بالتساوي فتعطي لكل نص حقه من الحب أو الانفعال أو الحزن أو العتاب أو التخلص من الصورة الأنثوية التي رسمها لها الذكر وأشاعها في أرجاء الكون .

فشاعرتنا تجاهدُ كي تفتح نافذة تسمح لها بإطلالة شاملة على النص الشعري والارتقاء به إلى ما هو خيالي ثم تطويعه وجعله واقعياً ومحض اهتمام ، ولا تنفكُ من ملاحقتهِ حتى يصل إلى القلب مباشرة ، فتتوهجُ الفكرة أكثر وضوحاً حتى في قمة العتمة فمن خلالها نتحسس فخاخ الظلام بقدرٍ كبيرٍ من الاطمئنان .

همسٌ هنا .. وهمسٌ هناك ، يحط على غصن الذكريات بدون إيقاع محدد . فمرةً تكون الشاعرة طفلة وصبية أحياناً وحيناً آخر امرأة ناضجة ، ولكن ما يجمعُ ويميز هذه الرقصات المختلفة و المتحولة للحضور الأنثوي هو هذه السيمفونية المتناغمة شعراً صادقاً اتجاه الآخر والذات و الطبيعة والوطن .. وعلى الرغم من صعوبة عزل هذه السمات المترابطة والمتداخلة في نفسية الشاعرة من خلال نصوصها فإننا نعزي هذا الاضطراب إلى القلق والخوف المصاحب بالمشاعر الإنسانية الخلاقة و الهرُوب اتجاه الحرية :
كل يوم أصير سرب طيور
بأجنحة الضوء الممتشقة
أحلق نحو جنات عدن
لأقتنص أحلام الشمس .

إن المعنى الذي نكتشفهُ من خلال هذا التناول الشعري هو الرغبة و الحلم بالرحيل الدائم إلى مكان آخر أكان هذا المكان افتراضياً أم حقيقياً ، فإنه يشعرها بالارتياح التام و تجدُ فيه شيئاً مما تريد ، وتمتد هذه الرغبة الجامحة إلى نصوصٍ أخرى في غياب التكرار والمُحاكاة موظفة عبارات أخرى كالترحال و العالم القصي و التجول و السفر ..ولا تميل قصائدها إلى الطول فمعظمها متوسط الحجم وعلى الرغم من هذا الاعتدال النسبي ، فالقصيدة عند نعيمة خليفي لا تفقد التركيز والتكثيف وأسلوب صناعة المتعة ، فالمتعة هي الشرط الأساس في النص الشعري ، بل لا نبالغ إذا قلنا إن شرط المتعة الشعرية هي الشعر نفسه ، فهي التي تمنحُ النص سنداً ودعامة وعوناً حتى يبقى ويسود .

وللغةِ دور موازي في الموضوع ،فالشاعرة تطرح قضية اللغة كأساس أيضاً . ذلك السهل الممتنع البعيد عن الهذيان ، وهكذا تكون اللغة مفتاحا ذهبياً لجميع القصائد رغم اختلاف تناول المواضيع . ويبدو أن النضج الإبداعي والتداول وخبرات الكتابة أسهموا بشكل واضح في الوصول إلى درجة كبيرة من التميّز .
كما تطرح الشاعرة نعيمة خليفي في مجموعتها الشعرية همسات ثائرة إشكالاً يتعلقُ بالسياسة الشعرية بإهدائها قصائد للشعب العراقي والليبي والتونسي والعربي .. تحت عنوان نزيف الأوطان كجزء في سبيل إضاءة المسكوت عنه شعريا :
متى تصحو يا بحر بابل ؟
متى تخلع رداء الصمت القاتل ؟
في صمتك ضاعت ثورة ،
وكبرت أطماع الغزاة .

وتأتي في الجزء الأخير من الديوان همسات نثرية تدونها الشاعرة بشكل متلاحق لاكتشاف نوع آخر من الرقص الشعري وتفاعل النص مع الموسيقى الشعرية لدرجة النشوة ، ولا يمكننا مهما قلنا أن نعطي ديوان همسات ثائرة حقه ، و يمكن اعتباره كما قال الشاعر و الكاتب علاء كعيد حسب :" كأس ملونة من نبيذ الآلهة..تحية لنجم أبصر الشاعرة بينما تتوسد أوراقها القديمة و تحت وسادتها ينكسر الموج، لذلك فكلماتها سرير لكل من يريد باقة من الأحلام لتؤنسه، و قنديل من ألق شمسها لمن استوحش في وحدته. و هو بامتياز، ديوان يستحق أكثر من وقفة و قراءة، لشاعرة دفعها الضغط إلى الانفجار، و التعبير عن رفضها لواقعها و ما يرافقه من تجليات، عبر همسات ثائرة". أو كما قال مقدم الديوان الصحفي والأديب العراقي محمد جاسم : لقد عشت لحظات همسات ثائرة ولم أجد حتى الآن الأسلوب الملائم لنقلها وتصويرها كما ينبغي .



أنجزه الشاعر و الصحفي المغربي : عبدالعاطي الخازن



#عبد_العاطي_الخازن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين طريق بغداد و الحديقة المراكشية : شاعر يخطو بين هاوية الم ...
- ملحمة الحب والسراب ( محاولة أولى )
- بول إيلوار .. انتصار الصدق
- مع الشاعر محمد نور الدين بن خديجه
- نهاية الانسانية
- نسيان كاذب/شعر
- جمعية خطوة بتيكوين -أكادير- تحتفي بالكتاب والأغنية الملتزمة
- لم تعد هناك أغنية/شعر
- الكلمات تتنهد ..وترحل عني /شعر
- أضواء نسرين
- الكلمات/شعر
- طريق الغربة/شعر
- العصفور المتشائم/شعر
- خيانات القمر
- اشتعال البحر
- كان لي قلب
- همسات ريح على وتر(5)/شعر
- همسات ريح على وتر(6)/شعر
- همسات ريح على وتر(3)/شعر
- همسات ريح على وتر(4)/شعر


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي الخازن - الشاعرة نعيمة خليفي و ديوان -همسات ثائرة-